أصبحت هينًا والفشل والمعاصي تحطمني.. ماذا أفعل؟

0 249

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أشعر بالخزي والعار، أنا شاب 20 عاما، طالب في الصف الثالث الثانوي، تجريبي لغات، رسبت في أربع مواد للمرة الأولى في حياتي بسبب مشكلات، وترك البيت، والمعيشة مع جدتي، وأعدت العام، رغم أن مستواي بفضل من الله كان جيدا، لكن قدر الله ولم آخذ بالأسباب، فذهبت لطريق الفشل.

حدثت مشكلات منذ أكثر من عامين مع والدي؛ حيث كان يرفض أن أصلي وأطلق لحيتي، وأقرأ القرآن، فأشار علي أكثر من شيخ أن أترك البيت وأن أبره، ولا أعيش معه، لكني الآن في طامة تجر طامة تجر طامة، حتى أنني أشعر أنني على خطي صقر.

كنت بفضل من الله ملتزما، قارئا للقرآن، مقيما لليل، قليل النوم، كثير العمل، والآن أصبحت عكس كل هذا بسبب المشكلات الأمنية، وخوف الأهل، وإشاعات أطلقت علي، وكلها الله يعلم أنها كذب، ولعلها ابتلاء، ابتعد عني بسببها كل أصدقائي، فأصبحت بلا معين، وبدأت نفسي تضعف شيئا فشيئا، ضغط أهلي بأن أحلق لحيتي حتى قصرتها، فشعرت أنني انكسرت، وحلقتها بعدها، فشعرت أنني أنهرت، أصبحت أقلل العبادات، فوردي أصبحت لا أقوله، ولا حتى الأذكار، ولا أصلي السنن، وأصلي الفروض بثقل، وأشعر كأن الله قد كره عبادتي، وهذا ما يخيفني، أصبحت جريئا على المحرمات، فمارست العادة، وشاهدت الخليع، ودخنت، ان ان لساني تذوق الخمر أصبحت عاصيا، ولا أجد صديقا بجانبي، ويوم أن وجدت صديقا وجدته فاسقا يمارس الزنا، فكان يجب علي أن أبتعد لضعفي، ولكي لا أقع في شيء لا يحمد خطاه، ويندم المرء عليه طوال العمر.

لا يوجد أي إقبال للدراسة، وأظن أن الأمر لضعف نفسي، وسيطرة المعاصي، نفسي ضعيفة، أصبحت هينا ركيكا، لا عزم لي، الفشل يكسرني، فماذا أفعل؟ الامتحانات بداية شهر 6، ويجب أن أبدأ، فإن لم أبدأ فلن أحصد شيئا.

جزاكم الله عني خير الجزاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك -ابننا الفاضل- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يوفقك، وأن يصلح الأحوال، وأن يحقق لنا ولك في طاعته الآمال.

لقد أحسنت بتواصلك مع موقعك، وأحسنت بإحساسك بالخطر، وأرجو أن تعجل بتوبة لله نصوحا، وما عند الله من التوفيق والخير لا ينال إلا بطاعته، ونبشرك بأن الله غفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى.

ولسنا بحاجة لإخبارك بحلاوة الطاعات، فأنت -ولله الحمد- قد ذقت لذة الطاعات، وتقربت إلى رب الأرض والسموات، فلا يحملك جهل الجاهلين على البعد عن الله.

وابتعد عن أصدقاء السوء، وابتعد عن أم الخبائث، والزنا وكافة الذنوب، والإنسان لا ينبغي أن ينظر إلى صغر الخطيئة، ولكن انظر إلى عظمة من تعصيه.

وأرجو ألا يدفعك عدوان الظالمين على الطيبين على سلوك السبل التي لا ترضي الله، فإن الله يمنعك من كل الأشرار، ولكن كل الدنيا لا تستطيع أن تمنعك عن الله، ولا شك أن التدين من الناحية العلمية له علاقة بالمعاصي، قال ابن مسعود: (كنا نحدث أن الخطيئة تنسي العلم) فتب إلى الله، وأبشر بالخير والتوفيق، ولا مانع من إبعاد نفسك عن مواطن الخلل والخطر، وإذا كنت لا تجد أصدقاء صادقين، فاجعل كتاب الله جليسك، واعلم أنه صاحب لا يغش، وجليس لا يمل.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، وعجل بالتوبة النصوح، وأكثر من اللجوء إلى الله.

سعدنا بتواصلك، ونفرح باستمرارك، ونسأل الله أن يصلح حالنا وحالك.

مواد ذات صلة

الاستشارات