هل يفيد السبرالكس لعلاج التوتر والقلق والهلع؟

0 340

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ما تعريف كل من: القلق والتوتر، والخوف، والهلع؟ وما الفرق بين كل منهما؟ وما العلاج الأفضل لهم جميعا؟ وهل إذا كان لدي توتر وقلق وخوف وهلع ووسواس قهري، هل في هذه الحالة ينفع أن أتناول حبوب السبرالكس؟ وإذا كان ينفع، فما مدة وكيفية استخدامها؟

مع العلم أني أعاني في معظم الأوقات من آلام مختلفة في الجسم، وثقل في الرأس، وأحس أني في غيبوبة، ولكني متأكد أني لست في غيبوبة، وأحس دائما أني لست على ما يرام، وعندي أرق، ولا أنام كثيرا، فما التشخيص الدقيق، والعلاج الصحيح؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حسام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لا أعتقد أن المجال يسمح من خلال هذه الاستشارات والإجابة أن نعرف القلق والتوتر والخوف والهلع، هذه كتبت فيها كتب، لكن بصفة عامة القلق هو: نوع من الشعور الداخلي يجعل الإنسان متحفزا ويقظا، وربما متخوفا من شيء لا يستطيع أن يحدد معالمه، والتوتر هو: مرحلة متقدمة على القلق، وهو أن الإنسان يكون منفعلا انفعالا لا يتناسب مع الموقف.

أما الخوف فهو: الشعور بالتوجس والخوف من موقف أيضا لا يستحق تلك الدرجة من التفاعل الوجداني.

والهلع هو: نوع من الخوف والقلق والتوتر الشديد، والذي يأتي دون أي مقدمات، ويكون له أعراض جسدية فسيولوجية شديدة مثل: تسارع ضربات القلب، التلعثم، التعرق، والشعور بدنو المنية.

أيها الفاضل الكريم: هذه الحالات متداخلة جدا مع بعضها البعض، والقلق هو المكون الرئيسي لها، ودائما – أخي حسام – نقول: إن القلق طاقة إنسانية مطلوبة، الذي لا يقلق لا يتفاعل، الذي لا يقلق لا ينتج، الذي لا يقلق لا ينجح، الذي لا يخاف لا يحمي نفسه، وهكذا.

لكن هذه الطاقات في بعض الأحيان تخرج من النطاق الصحي لتتحول إلى حالات مرضية، وكثيرا ما نساهم نحن في تراكم قلقنا وتوتراتنا من خلال مفاهيمنا الخاطئة، أو عدم قدرتنا على التعبير، أو التكاسل، أو شيء من هذا القبيل.

لذا الإنسان حين يكون فعالا مفيدا لنفسه ولغيره دائما تجد أن قلقه حتى وإن كان سلبيا فإنه يتحول إلى قلق إيجابي.

بالنسبة للسبرالكس: دواء ممتاز، وهو في الأصل مضاد للاكتئاب، لكن وجد أيضا أنه معالج جيد للقلق والخوف، خاصة نوبات الهلع، كما أنه مفيد في علاج الوساوس القهرية.

أخي الكريم: أنا لا أريدك أن تتناول دواء بدون التأكد من تشخيص حالتك، هذا أنصحك به كثيرا، وأنت ذكرت أن لديك آلاما جسدية مختلفة، وثقلا في الرأس، لذا أنا أفضل أن تذهب وتقابل طبيبا؛ لتقوم بإجراء الفحوصات الطبية الأساسية، تتأكد من مستوى الدم، مستوى السكر، وظائف الغدة الدرقية، مستوى فيتامين (د)، فيتامين (ب12)، هذه كلها قد تؤدي إلى الأعراض التي تحدثت عنها، واترك الجانب النفسي جانبا - أيها الفاضل الكريم –؛ لأن علاجه سهل جدا، عن طريق أحد مضادات المخاوف أو الوساوس، وكذلك من خلال التوجه الإيجابي الذي تحدثنا عنه، فيا أخي الكريم: اذهب وقابل الطبيب.

الأرق قد يكون سببه القلق والتوتر، وحين يعالج القلق والتوتر سوف ينتهي الأرق، لكن ساعد نفسك أيضا بممارسة الرياضة، وتجنب النوم النهاري، وتثبيت وقت النوم ليلا، والحرص على الأذكار، وتجنب الميقظات والمثيرات مثل: الشاي والقهوة، والبيبسي والكولا، والشكولاتة حتى البنادول أيضا قد يثير بعض الناس، ويؤدي إلى الأرق.

ولا تنس الأذكار أخي، احرص عليها، فهي - إن شاء الله تعالى – تعالج الأرق.

شعورك بالغيبوبة: هذا ناتج من القلق، هذا يشبه ما نسميه باضطراب الأنية، الإنسان يحس كأنه متغرب عن ذاته، كأنه بعيد عن ذاته، كأنه ليس هو، أو العالم الذي حوله فيه متغيرات لكن لا يستطيع أن يحددها على وجه الدقة، هذه حالات عرضية وتكون مع القلق النفسي دائما، وعلاج القلق كما ذكرت لك بتناول أحد مضادات القلق والمخاوف سيفيدك كثيرا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات