هل ما أوسوس به قد يتحول إلى حقيقة؟

0 264

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعاني من اضطراب نفسي، ووسواس جعل حياتي كالجحيم، وهذه قصتي:
قبل 3 سنين، في عام 2011 عندما كنت في الصف الأول الثانوي، كنت أعاني من وسواس في الصلاة والطهارة، وبفضل من الله ذهبت هذه الحالة في الإجازة الصيفية، وفي بدايات الصف الثاني ثانوي في نهايات عام 2011 لم أكن أوسوس في الطهارة، ولكن هناك وساوس في الصلاة.

النقطة المهمة: وهي مشكلتي التي سببت لي هذه المعاناة في بداية عام 2012 أصبت بالوسواس في أمور غريبة، وهي أنني لا أفهم ما أقرأه، أو لا أفهم ما يقوله الناس، رغم أنني أعلم أن هذا الشيء سخيف، ولكن كان يضايقني، ولكن لم يكن الوسواس فيه بقوة شديدة، لكنه يأتي في أثناء القراءة، وعندما ذهبت إلى التوجيهي زادت هذه الحالة وهذه الوساوس.

وعندما تخرجت من المرحلة الثانوية، وذهبت إلى الجامعة في أواخر عام 2013، وأخذت أوسوس بأني عندما أقرأ كلمة أقرأها خطأ، وليس بترتيب الحروف الصحيح، كنت أتحدث مع أناس في النت ليسوا أطباء، ولا حتى دارسين للطب، فقالوا لي: بأن توهم المرض أو الوسواس من المرض يتحول إلى مرض حقيقي، وسألتهم هل تجاهل هذا التوهم مفيد؟ قالوا لا، حتى لو تجاهلت هذه الوساوس، فإنها تتحول إلى حقيقة.

منذ اليوم الذي قالوا فيه هذا الشيء تدهورت حالتي، وانقلبت حياتي إلى جحيم، وخفت بأن ما كنت أوسوس به في السنين الماضية، وما وسوست به قليلا، وهو أني أقرأ الكلمة خطأ قد يتحول إلى حقيقة، ومنذ ذلك الوقت أصبحت حياتي جحيما إلى هذا اليوم، وأنا أفكر هل هذه الأمور ستتحول إلى حقيقة؟ وهل أنا مصاب بتوهم المرض؟ وكل ما أفكر في شيء يخفف عني هذا الوسواس يرجع لي هذا الوسواس، ويتردد علي غصبا عني.

أشعر بالخوف رغم أنني أعلم أن ما كنت أوسوس به مجرد هراء ووساوس، وأني لست مصابا بشيء، لكني خائف أن وسواسي يتحول إلى حقيقة، هذا غير باقي الوساوس الجديدة، رغم أنني لا أخاف من الأمراض، ولا أتوهم بأمراض عضوية.

أصبت بالوسوسة أيضا بأنني قد أصاب بفقدان التذوق للطعام، أي عدم الإحساس بالطعم، وأنا أعلم أنه ليس بي هذا الشيء، ولكن مجرد وسوسة به غصبا عني، وبعدها خفت أن يتحول إلى حقيقة.

أريد حلا لمشكلتي، فأنا أريد أن أتخلص من هذه الحالة؟ وأريد أن ترجع حياتي في سعادة، وأريد أن أسأل:
1- ما هي حالتي؟
2- هل ما أوسوس به قد يتحول إلى حقيقة؟
3- هل تجاهل هذه الوساوس من غير أدوية وبعزيمة وإرادة مفيد لحالتي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بالفعل الذي تعاني منه هو نوع من الوساوس القهرية، والوساوس لا تتحول إلى حقيقة – مع احترامي الشديد لمن قال لك هذا الرأي – الوساوس هي فكرة مستحوذة متسلطة سخيفة، يؤمن الإنسان بأنه لا أساس لها أصلا، لكنها تفرض نفسها عليه مما يسبب له القلق والتوتر، والوساوس تتغير وتتبدل، وإذا أسرف الإنسان في التفكير فيها ومحاولة إخضاعها للمنطق وتحليلها هذا يؤدي إلى تشابكها وزيادتها وربما ظهور وساوس جديدة.

فالعملية هي عملية متصلة، والوساوس قطعا القلق يمثل جزء كبيرا فيها.

فيا أيها الفاضل الكريم: أرجو ألا تنزعج، أرجو أن تحقر فكرة الوسواس، وأن تعيش حياتك بصورة عادية.

والوساوس الفكرية – أيها الفاضل الكريم – تتطلب علاجا دوائيا ولا شك في ذلك؛ لأنه أثبت وبما لا يدع مجالا للشك أن اضطراب كيمياء الدماغ - حتى ولو كان اضطرابا بسيطا - متعلقا بما يعرف بالموصلات العصبية يلعب دورا في الوساوس؛ لذا نجد أن الأدوية وبفضل من الله تعالى ساعدت الناس كثيرا.

فاذهب وقابل أحد الأطباء، أنت في البحرين، هنالك الأخ الزميل الدكتور أحمد الأنصاري، رجل أستاذ كبير ومتخصص، وله مساهمات علمية كبيرة، وأنا متأكد أن مقابلته ومقابلة أي زميل آخر سوف تزيد من قناعاتك وطمأنينتك أن هذه الوساوس لا تتحقق، وأن علاجها الأساسي هو التحقير، وأنه من الضروري أن تتناول دواء واحد من أحد مضادات الوساوس ولفترة قصيرة.

أيها الفاضل الكريم: اصرف انتباهك تماما عن الوساوس والقلق والتوتر من خلال استثمار وقتك بصورة صحيحة، وكن إنسانا فاعلا، وضع خططا مستقبلية تحقق من خلالها أهدافك وآمالك بإذن الله تعالى.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات