أشعر كثيرا أنني أقوم بالأعمال رياء.. فما الحل؟

0 264

السؤال

السلام عليكم

أشعر كثيرا أنني أقوم بالأعمال رياء، قرأت في قسم الاستشارات أن هذه وسوسة، ويكون التخلص منها بالقيام بالأعمال دون الالتفات إليها، بل والزيادة فيها، لكنني شعرت بالرياء أكثر، فما الحل؟

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ باسل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يصرف عنك كل سوء، وأن يعافيك من كل بلاء، وأن يجعلك من صالح المؤمنين.

بخصوص ما ورد برسالتك -ابني الكريم الفاضل باسل – فينبغي عليك أن تعلم أن الشيطان – لعنه الله – حريص كل الحرص على ألا يقوم المسلم بأداء العبادات التي أمره الله بها على الوجه الأكمل؛ ولذلك أحيانا يفسد علاقة الإنسان بربه عن طريق تزيين المعاصي الظاهرة كالنظر المحرم والكلام المحرم والتصرفات المحرمة، وأحيانا قد يحاول أن يشن حربه على قلب العبد المؤمن حتى يشككه في عباداته ويشعره فعلا بعدم قبولها، وأنه مراء أو منافق، وأن الله لن يقبل منه.

هذا نوع من الحرب التي يشنها الشيطان على الإنسان المسلم، فإذا وجد أن الإنسان يتجاوب ويتفاعل معه ويتأثر بهذه الأشياء فإنه يزيده فيها حتى يخرج منها إلى غيرها، لأن الشيطان كالنار، كلما وجد شيئا تأكله كلما امتدت إليه.

كلما وجد الشيطان أن الإنسان يشك بكلامه ويتفاعل معه كلما طلب منه أشياء أكثر، كما قال الله تبارك وتعالى: {كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر فلما كفر قال إني بريء منك} والله تبارك وتعالى يقول: {لا تتبعوا خطوات الشيطان}. فإذا الشيطان له خطوات وله مراحل يخطط من خلالها إلى إفساد علاقة الإنسان المسلم بربه سبحانه وتعالى.

من هنا فإني أقول لك: أولا عليك بالدعاء والإلحاح على الله تعالى أن يعافيك الله تبارك وتعالى من هذا الأمر.

الأمر الثاني: أيضا هناك دعاء للنبي -صلى الله عليه وسلم- علمنا إياه لعلاج الرياء والأمر النفسي، عندما تقول: (اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك شيئا أعلمه وأستغفرك لما لا أعلمه)، أو تقول: (اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم، وأستغفرك لما لا أعلم).

ثالثا: عليك أن تكثر من الدعاء بقولك: (اللهم اجعل عملي خالصا لوجهك الكريم، ولا تجعل لأحد من خلقك فيه أي نصيب)، اللهم لا تحرمني فضلك، ولا تحرمني أجرك، ولا تحرمني رضاك عني يا رب العالمين). إلى غير ذلك من هذه الأدعية.

رابعا: لا تلتفت – كما ذكرت أنت في الاستشارات السابقة – لهذا الكلام، وحاول كلما جاءك الشيطان أن تستعيذ بالله وأنت تصلي، وأن تتفل على يسارك ثلاث مرات، والتفل هو أن تنحرف برأسك قليلا إلى جهة اليسار وأن تخرج هواء بسيطا مع شيء من الريق، ليس تفلا كاملا؛ لأن الشيطان عادة ما يأتي المصلي من جهة اليسار؛ ولذلك أوصانا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بهذا التصرف حتى ونحن نصلي، حتى يدفع الله تبارك وتعالى عنا ذلك.

أكثر من الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، وحاول أن تؤدي بعض العبادات وأنت بعيد عن الناس، يعني إذا أردت أن تصلي من الممكن أن تغلق عليك الغرفة وتصلي دون أن يراك أحد، حتى إذا ما جاءك الشيطان لا يكون هناك فرصة للرياء، لأن الرياء معناه أننا نجتهد في أن يرى الناس أعمالنا، لأن الرياء من الرؤيا، حاول أن تجتهد أن تجعل معظم أعمالك لا يطلع عليها أحد، كما ذكرت لك: إذا أردت أن تقوم مثلا بالأذكار – أو بكذا – اجتهد أن تكون بعيدا عن الناس.

طبعا أنت ستصلي صلاة الجماعة مع المسلمين في المسجد، ولا ينبغي لك أن تترك الجماعة حتى وإن قال لك الشيطان بأنها رياء، لا تسمع كلامه، ولكن حاول أن تجعل الفرض مع المسلمين في المسجد جماعة، ولا تصلي السنة إلا في البيت، في غرفتك، بعيدا عن نظر أي أحد حتى أقرب الناس إليك، حتى تقول للشيطان: (يا عدو الله أنا أصلي الآن ولا يراني أحد، فإذا ما هو الرياء؟).

بهذه الطريقة -إن شاء الله تعالى- سوف تقضي على هذا الداء، وسوف تتخلص منه -بإذن الله تعالى- وأسأل الله عز وجل أن يوفقك، وأن يحفظك، وأن يجعلك من الدعاة إليه على بصيرة، وأن يجعلك من علماء المسلمين، وأن يجعلك سببا في هداية أهل هذه البلاد التي تقيم بها، إنه جواد كريم.

هذا وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات