بعد موت أخي أصبت بنزول الضغط والإحساس بالموت.

0 232

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب، عمري 25 عاما، متزوج ولدي طفل، قبل شهرين توفي أخي في حادث -رحمة الله عليه-، وكانت فاجعة لنا، وكان عمره 18 عاما، وبعد موته بأسبوع فجأة أتاني نزول في الضغط، وأصبحت أتعرق، وأحسست أني سأموت.

ذهبت إلى الطوارئ فأعطوني مغذيا وأكسجينا، وقالوا لديك نزول في الضغط وخفقان، وبعدها أصبح يأتيني الخفقان كل ليلة فلا أستطيع النوم، وأتعرق وكأنني سأموت، صرت لا أحب الليل، ولا أحب أن أذهب بمفردي، تعطلت أعمالي خوفا من أن يغمى علي ولا أجد من ينقذني، أصبح كل تفكيري أنه سيغمى علي أو سيحدث شيء ما، أصبحت لا أشعر بالواقع كأن نصفي نائم والنصف الآخر مستيقظ.

ذهبت إلى دكتور العيون فأعطاني نظارة، صحيح أنها مفيدة، لكن إلى الآن وأنا لا أشعر بالواقع تماما، ذهبت إلى دكتور نفسي ووصف لي علاج (فيدول) ولم أستعمله إلى الآن خوفا من أن يسبب لي هلوسة.

الرجاء إجابتي على سؤالي، وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لأخيك الرحمة والمغفرة.

ما حدث لك هو تغير نفسي فسيولوجي جسدي، وقطعا بعد الوفيات يعبر عن الأحزان بصورة مختلفة ما بين الناس، هنالك من يصبر، هنالك من لا يستطيع أن يصبر، هنالك من يصبر لكنه في ذات الوقت تغلبه عواطفه ووجدانه، ويعبر عن نفسه من خلال انفعالات مختلفة، والصبر كما قال رسولنا صلى الله عليه وسلم: (إنما الصبر عند الصدمة الأولى).

فيا أخي الكريم: الذي حدث لك هو تطور – أستطيع أن أقول– طبيعي في مثل الظروف التي حدثت لكم، وحدث لك قطعا نوع من قلق المخاوف بعد أن حدث هبوط في الضغط، وهذا هو الذي أعطاك الشعور بقرب المنية، والخفقان ناتج قطعا من زيادة في إفراز مادة الأدرينالين (adrenaline) وهي مادة تفرز في أوقات القلق.

عموما الحالة حالة -إن شاء الله تعالى- عابرة، ظرفية، حدثت في ظرف معين، وتدريجيا سوف تختفي.

حاول أن تتجاهلها بقدر المستطاع، وحاول أن تجعل حياتك تعود لطبيعتها العادية قبل وفاة أخيك، ونسأل الله تعالى له الرحمة والمغفرة.

وفي ذات الوقت كثف من تمارين الاسترخاء، تمارين الاسترخاء التنفسي على الأقل مفيدة جدا، وهي بسيطة: استلقي على السرير، أغمض عينيك قليلا، وقل (بسم الله الرحمن الرحيم) في سرك، وتأمل في خيال جميل، ثم خذ نفسا عميقا وبطيئا عن طريق الأنف، واجعل صدرك يمتلأ بالهواء، ثم أمسك الهواء في صدرك لمدة 4 إلى 5 ثوان، ثم أخرج الهواء عن طريق الفم بكل قوة وبطء. عملية إخراج الهواء على الأقل تستغرق 8 ثوان.

كرر هذا التمرين 5 مرات متتالية بمعدل مرة في الصباح ومرة في المساء، وسوف تجد فيه فائدة كبيرة جدا. عدم شعورك بالواقع هو نوع من القلق، وهو نوع من اضطراب الأنية البسيط والظرفي.

بالنسبة للعلاج الدوائي: الـــ (فيدول) غير معروف بالنسبة لي، وهذا اسمه التجاري، ربما يكون هو الــ (فلوكستين)، ومن وجهة نظري الأدوية التي تحتاج لها جرعة صغيرة من دواء يعرف تجاريا باسم (زانكس Xanax) ويعرف علميا باسم (البرازولام Alprazolam) ربع مليجرام ليلا لمدة أسبوع، بعد ذلك تتوقف منه، وهذا الدواء لا يمكن أن يصرف إلا بواسطة طبيب، هو دواء فاعل جدا لعلاج القلق الذي ظهر لك في صورة عدم شعور بالواقع.

والدواء الآخر يعرف تجاريا باسم (دوجماتيل Dogmatil) ويسمى علميا باسم (سلبرايد Sulipride). يوجد منتج سعودي من هذا الدواء يعرف تجاريا باسم (جنبريد genprid) تناوله بجرعة كبسولة صباحا ومساء لمدة أسبوعين، ثم كبسولة صباحا لمدة أسبوعين، ثم توقف عن تناوله.

أدوية بسيطة جدا، ولا أعتقد أنك محتاج للأدوية القوية من مضادات المخاوف أو نوبات الهرع.

بالنسبة لعقار (فيدول) لا أستطيع حقيقة أن أتحدث عنه، لأني لا أعرفه، وإذا رجعت للطبيب فاقترح له ما ذكرناه لك من أدوية، فإن وافق عليها فتناولها، وإن قال لك يجب أن تتناول الفيدول فأعتقد من الأفضل أن تتناول الفيدول وتترك الأدوية التي وصفناها لك.

عموما علاجك ليس دوائيا 100%، الأدوية تلعب دورا، حتى وإن كانت لها فعالية من حيث القيمة العلاجية للأعراض الحادة وتثبيط المرض، لكنها قطعا حين يتوقف الإنسان عنها ربما ينتكس، لذا تسخير وتقوية وبناء الدفاعات النفسية والآليات السلوكية يعتبر مهما جدا، وأخذ الإرشاد العلاج كحزمة أو رزمة واحدة هو الذي يعود بالخير على الإنسان ويجعل له قدرة على التغيير الحقيقي.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.

مواد ذات صلة

الاستشارات