الرهاب والخوف من الصلاة في المسجد

0 485

السؤال

كنت أصلي الجمعة في الصف الثالث وأصيبت رجلي بتنمل بمعنى (أنها نامت) أثناء الخطبة، وعند قيامي لأداء الصلاة وقعت، ومن بعد ذلك اليوم أصبت بالخوف تدريجيا حتى لم أعد أصلي في ذلك المسجد، ثم أصابني خوف شديد من الصفوف الأولى، ولا أستطيع الصلاة إلا في آخر صف، أخاف إذا شعرت أن أحدا خلفي أثناء الصلاة، وتأتيني رعشة وعرق شديد، وتزداد ضربات قلبي بشدة، حتى أني أفكر بالخروج من الصلاة، وتأتيني وساوس بأني مصاب بمس وغيرها كثير.

أرجو إفادتي جزاكم الله كل خير، فقد حرمت والله الصلاة في الصف الأول، وأخاف من حضور الجمع.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مشعل حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

هذه الحالة إن شاء الله تعتبر من الحالات النفسية البسيطة وهي تعرف بالهرع أو الرهاب الاجتماعي الخاص، وبما أنها متعلقة بوضع معين أي الصلاة في الصفوف الأمامية فإننا ننصحك بأن خط العلاج الأول هو المواجهة والإصرار على المواجهة وليس التجنب.

ويمكن لهذه المواجهة أن تكون بالتدرج فعلى سبيل المثال يمكن أن تحضر مبكرا لنفس المسجد الذي حدثت لك فيه حادثة التنمل وتقف في نفس المكان قبل حضور المصلين وتتأمل أنك بالقوة والمقدرة لأن تكون واقفا في نفس المكان حين يمتلئ المسجد، أرجو أن تكرر هذا الموقف عدة مرات ثم بعد ذلك يمكن أن تبدأ بأن تندرج أيضا بالصفوف بمعنى أن تقف بالصف الأخير ثم الذي يليه ثم الذي يليه وهكذا.

وأرجو أن أطمئنك وأؤكد لك بكل قوة أنه لا يوجد أي أحد يراقب تصرفاتك، كما أنك لن تسقط أو تفشل أمام الآخرين؛ لأنه حسب ما أعلم هذا الشعور يتواجد بكثرة في مثل حالتك وهو يمثل إعاقة نفسية حقيقية وعليك بالمواجهة المتدرجة.

الأمر الآخر في العلاج: أنه اتضح بأن المخاوف الاجتماعية أو الرهاب الاجتماعي مرتبط بحدوث بعض التغيرات الكيميائية البسيطة في الدماغ، ومن هنا أنصح لك بتناول أحد الأدوية المضادة لمثل هذه المخاوف ومن أفضل هذه الأدوية العقار الذي يعرف باسم زيروكسات وجرعته هي 10 ملج (نصف حبة ليلا) لمدة أسبوع ثم ترفع الجرعة إلى حبة كاملة ليلا أيضا لمدة شهرين، وإذا بدأت بالتحسن أرجو أن تستمر على نفس الجرعة حتى تصبح المدة الكاملة للعلاج ستة أشهر، يمكن بعدها أن تخفض العلاج إلى نصف حبة لمدة أسبوعين ثم توقف العلاج .

وإذا لم تتحسن حالتك بعد شهرين من استخدام العلاج يمكن أن تأخذ حبة ونصف أو حتى حبتين في اليوم وتكمل مدة العلاج أيضا لمدة ستة أشهر وبعدها توقف العلاج بنفس الطريقة (أي بالتدرج).

بجانب العلاج السلوكي القائم بالمواجهة وأيضا العلاج الدوائي، أرجو أن تمارس أيضا تمارين الاسترخاء خاصة المتعلقة بالتنفس وتوجد عدة أشرطة بالمكتبات لكيفية ممارسة الاسترخاء.
وبالله التوفيق وكل عام وأنتم بخير.


مواد ذات صلة

الاستشارات