أعاني من التوتر والقلق والخوف فهل السبرالكس مناسب لحالتي؟

0 378

السؤال

السلام عليكم.

دكتور/ محمد عبد العليم: أسأل الله أن يجزيك الخير عن المسلمين خير الجزاء لما تقدمه.

أنا شاب في 28 من العمر، مشكلتي مع التوتر والقلق المستمر، وأعاني من خفقان وتسارع بالقلب، وأتوتر من أي موقف، وأشعر بقلق مستقبلي، وتقلب في المزاج، وخوف من الموت، وعند سماع أي خبر سيء عن مرض أو موت؛ أتوتر وأقلق، كأنه أصابني، وسمعت عن دواء السبرالكس أنه ممتاز لمثل حالتي، ونصحني به بعض الإخوة، فهل تنصحني باستخدامه؟ علما أني أستخدم الدينكست منذ شهرين، حبة ليلا، وصفه لي طبيب عام؛ لأني كنت أعاني من العصبية والتوتر، والتسارع بسبب ضغط العمل، ولكن تحسنت قليلا عليه، وكانت تأتيني نوبات هلع أو فزع بعد القلق -والحمد لله- خفت كثيرا عن أول.

عندي خوف من الموت، ومن المرتفعات، والسفر لمكان بعيد، والخوف من الأمراض والمستقبل، كلها جاءتني بعد أول نوبة هلع، وبدأ مسلسل الخوف والتوتر والقلق من كل شيء، أتحسن أياما ثم ترجع الحالة لأيام أخرى، وﻻ أشعر بلذة الحياة.

هل السبرالكس مناسب لي؟ وهل تنصحني بدواء بجانبه مساعد؟ وأنا متابع جيد لاستشاراتك الرائعة، وصدقا أشعر بتحسن كبير من مجرد قراءة الاستشارات، وآسف على الإطالة دكتوري الغالي.

وبارك الله فيك، وجزاك الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ osama حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أشكرك -أخي- على كلامك الطيب، وبارك الله فيك على كل ما ذكرته، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

أيها الفاضل الكريم: من الواضح جدا أن مكونات الأعراض التي ذكرتها تشير أنك تعاني إلى درجة بسيطة من قلق المخاوف، والذي يظهر لي أن مخاوفك متعددة، وهذه ظاهرة معروفة أن المخاوف قد تتولد منها مخاوف أخرى، ونوبات الهرع كثيرا ما تكون هي البدايات لهذه المخاوف؛ لأن الهرع أو الفزع أصلا هو نوع من القلق النفسي الحاد جدا، والذي يأتي دون مقدمات.

وبعد أن تجهض وتتوقف النوبة يبدأ الإنسان بعد ذلك بالتخوف من النوبة القادمة؛ مما يشكل عليه عبئا نفسيا ثقيلا يتجسد في ظهور القلق التوقعي، وشيء من الوسوسة.

أيها الفاضل الكريم: أنا أريدك أن تركز كثيرا على الآليات العلاجية غير الدوائية، الدواء مهم، وسوف نتحدث عنه، لكن أريدك أن تغير من نمط حياتك، أن تكون إيجابيا، أن تركز على الرياضة، على تمارين الاسترخاء، هذا كله يفيدك ويفيدك جدا.

ولا بد أن تقتحم مصادر خوفك، التجنب يزيد الخوف، لكن المواجهة مع منع الاستجابات السلبية ذات فائدة كبيرة جدا. الخوف من المرتفعات -مثلا- يمكن أن تتغلب عليه بأن تعرض نفسك في الخيال -أولا- ثم تطبق في الواقع، انظر إلى هذه العمارات الشاهقة، وانظر إلى هؤلاء العمال الذين يقومون بتنظيفها من الخارج، منظر مخيف جدا لمن له هرع اجتماعي أو خوف من المرتفعات، لكن حين يتدبر الإنسان هذا الموقف بشيء من التأمل والتدبر يصل لقناعة كاملة: أنه كبشر يمكنه أن يفعل نفس الشيء الذي يفعله الشخص الذي يقوم بتنظيف هذه العمارات الشاهقة من الخارج.

ويا أخي الكريم: درب نفسك تدريبا عمليا، بأن تذهب إلى البنايات العالية، وتعرض نفسك بصفة يومية، تقوم بركوب المصعد أو الصعود على الدرج للطابق الثاني مثلا، ثم تتوقف وتنظر إلى الأرض، وبعد فترة عشرة دقائق على الأقل تقوم بالانتقال إلى الطابق الذي يليه، وتكرر نفس الشيء، وهكذا.

وتطبيق تمارين الاسترخاء مفيدة جدا، حين يأتيك الخوف وأنت في هذا الموقف –أي موقف التعرض للمرتفعات– حين تقوم بأخذ نفس عميق وبطيء، هذا يساعدك كثيرا. وهكذا.

أما بالنسبة للعلاج الدوائي فأقول لك: السبرالكس دواء رائع جدا، والمخاوف تحتاج لجرعة عشرين مليجراما على الأقل، ابدأ بخمسة مليجرام، تناولها يوميا لمدة عشرة أيام، ثم اجعلها عشرة مليجرام يوميا بعد الأكل لمدة شهر، ثم اجعلها عشرين مليجراما يوميا لمدة ثلاثة أشهر، ثم عشرة مليجرام يوميا لمدة ستة أشهر، ثم خمسة مليجرام يوميا لمدة شهر، ثم خمسة مليجرام يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم تتوقف عن تناول الدواء.

أفضل أن تستعمل -بجانب السبرالكس– الإندرال بجرعة بسيطة، وهي عشرة مليجرام صباحا ومساء لمدة شهر، ثم عشرة مليجرام صباحا لمدة شهر آخر، ثم تتوقف عن تناوله. دواء بسيط وطيب وجميل.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات