أشعر بالضيق لاتّكال زملائي عليّ في أمور الجامعة

0 310

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أتمنى من الله عز وجل أن تكونوا بخير، وشكرا لكم على مساعداتكم الدائمة.

سؤالي: أنا طالب أدرس في الجامعة، وأذهب باستمرار، وأحضر المحاضرات، وأنتبه للدروس والمسائل التي تكتب في المحاضرات، وأقوم بتدوينها في دفتري الشخصي؛ لكي أستطيع مذاكرتها لاحقا وفهمها.

المشكلة الآن هي: بعض أصدقائي ينقسمون إلى قسمين, وبالتالي فأنا لدي مشكلتان:

1- المشكلة الأولى: النوع الأول من الزملاء لا يهتمون بالدراسة، ولا ينتبهون إلى المحاضرات، بل أحيانا لا يحضرون المحاضرات، وقد يأتون إلى الجامعة ولا يحضروا أي شيء، بل فقط لكي يقضوا أوقاتهم مع بعضهم باللهو أو الكلام، ثم أوقات الامتحانات أو تسليم مشاريع الجامعة يتصلون بي لكي أساعدهم، وأعطيهم الورق الذي كتبته؛ لكي يستطيعوا فهم المسائل، وبالتالي يستطيعون الحل في الامتحان.

سؤالي الأول: هل أنا بذلك أقوم بعمل شيء يرضي الله -عز وجل-؟ بمعنى آخر هل يجب علي أن أساعدهم أم لا؟

2- المشكلة الثانية: النوع الثاني من الزملاء (في الحقيقة هو شخص واحد فقط حاليا) مهتم بدراسته ويعتبر شخصا ناجحا وله أهداف، لكن المشكلة هي أنه لا يحب الجامعة، ولذلك لا يحضر المحاضرات، ولا يأتي بعض الأحيان إلى الجامعة, وفي نهاية الفصل الدراسي يطلب مني أن أساعده وأشرح له أشياء كثيرة, ويطلب مني أن أصور له الورق الذي في دفتري، والذي يحتوي على المسائل والملاحظات التي كتبتها وأنا في المحاضرات.

أنا أساعده ابتغاء وجه الله، خصوصا أنه بعكس النوع الأول, ولكن المشكلة بصراحة أني أشعر أنني أذهب إلى الجامعة (3 ساعات سفر ذهاب ورجوع كل يوم) وأتعب وأبذل مجهودا، وأحاول فهم المسائل، وأسأل الدكاترة والمعيدين حتى أستطيع أن أدون في دفتري المسألة بالشكل الصحيح وأفهمها تماما, بينما صديقي يجلس في بيته (أحيانا لا يأتي للجامعة؛ لأنه لا يحب أن يذهب إليها, وأحيانا لا يأتي؛ لأنه يشعر بالكسل, وأحيانا لا يأتي؛ لأنه يود أن ينجز أعمالا أخرى في الجامعة أو خارجها).

أنا أشعر بصراحة أني أتعب وأبذل مجهودا، وبالنهاية أعطيه كل شيء (مع العلم أنه إذا لم يأت في أحد الأيام لأنه مريض فأنا أقوم وأشرح له ما فاته).

سؤالي الثاني: هل أقوم بمساعدته وإعطائه كل ما كتبته في دفتري؟ مع العلم أنني أسبقه في ترتيب الطلبة الأوائل على الدفعة (أنا الثالث على الدفعة, وهو الرابع على الدفعة) ولا أخفي عليكم قد أشعر بالضيق إذا سبقني هو، وأصبح الثالث، وأنا الرابع بعد ذلك كله.

أعتقد أن مشاكلي نفسية بعض الشيء, فكما ترون أنا مشكلتي هي أني أبذل مجهودا كبيرا، وبالنهاية يأتي شخص ليأخذ مجهودي، لا مشكلة عندي من مساعدة الآخرين, ولكن أن يجلس شخص في بيته لكي ينهي أعمالا أخرى، وأنا أقوم بالذهاب للمحاضرات، وبالنهاية أعطيهم كل شيء، وأشرح لهم.

وأحيانا أساعدهم ببعض مشاريع الجامعة التي نقوم بتسليمها خلال الفصل الدراسي، فأنا أيضا لدي أعمال أخرى، وأريد أن أنجزها، وقد أحتاج للجلوس في بيتي حتى أستطيع إنجازها، ولكني أذهب للجامعة لكي لا تفوتني المحاضرات والمسائل التي ستأتي بالامتحانات, فبالتالي أنا لدي شغل أيضا، ولكني أذهب للجامعة، وأتعب، وأحاول التوفيق بين أوقاتي حتى لا يفوتني شيء، في حين أن الآخرين (وبالأخص صديقي) يبقون في منازلهم لكي ينهوا بعض أعمالهم الأخرى، وبالنهاية يتصلون بي لكي أعطيهم كل ما كتبته أنا في دفتري من كل المحاضرات, وفوق ذلك أحيانا أقوم بشرح الأشياء لهم.

آسف على الإطالة، وأتمنى أن تجيبوني على السؤالين من الجهة الدينية.

شكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مصطفى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك في موقعك "إسلام ويب"، وإنا سعداء بتواصلك معنا، ونسأل الله أن يحفظك من كل مكروه، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به.

وبخصوص ما تفضلت بالسؤال عنه؛ فإننا نحب أن نجيبك من خلال ما يلي:

أولا: نسأل الله أن يبارك في عمرك، وأن يحفظك من كل مكروه، وأن يبارك في عملك وعلمك، وأن يجعله دليل خير لك وفضل.

ثانيا: نحن نتفهم تماما طبيعة الصراع الداخلي خاصة حين تجد من يتكاسل، أو لا يجتهد جهدك، وفي نفس الوقت ينجح مثلك، أو تخشى أن يتفوق عليك، وهذه كلها أمور قائمة في طبيعة النفس، لكن غاب عن تفكيرك أخي الحبيب عدة أمور هي:

1- لن يكون المتلقي كالقارئ قط، هذا الكلام قامت عليه دراسات وأبحاث، وأكدت على أن الرؤية البصرية مهما كان ذكاء صاحبها لا تكون كالبصرية السمعية، وأثبتت الدراسات أن متوسط الذكاء إذا استمع وقرأ يتفوق على حاد الذكاء قراءة فقط.

2- العلم أخي الحبيب يثبت بالمدارسة، وأنت حين تشرح لطالب ما فإن المعلومة تزداد رسوخا في رأسك، بخلاف المستمع لأول مرة.

3- هناك أمر آخر ينبغي أن تجعله نصب عينك، وهو قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (من نفس عن أخيه كربة من كرب الدنيا، نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة)، وأنت بمساعدتك إخوانك قد ربحت أخي تفريج كربة من كرب يوم القيامة، وسل نفسك أخي الحبيب كم تساوي تفريج كرب يوم القيامة بمقاييس الدنيا.

أمر آخر أخبرنا به النبي -صلى الله عليه وسلم- في قوله: (إن الله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه)، وهذا يعني أنك ربحت بمعاونة أخيك عون الله عز وجل لك فأيكم الرابح!

ثالثا: نحن ننصحك أخي الحبيب بمساعدة من يطلب منك المساعدة، ما دام هذا الأمر لا يعيقك عن المذاكرة، ولا يؤخرك عن تحصيل علمك، ولا يكلفك فوق طاقتك، واحتسب الأجر عند الله، وستجد العقبى خير لك في قابل حياتك.

نسأل الله أن يبارك في عمرك، وأن يحفظك من كل مكروه.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات