هل دواء (لاريكا) يساعد على التخلص من الاكتئاب؟

0 203

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

منذ مدة أصبت باكتئاب، وكنت أتناول سالبكيس لمدة سنة، وكنت خلال السنة أحيانا لا أتناوله، وفي آخر زيارة لي للدكتور طلب مني التوقف، وقال: إن العلاج انتهى، ووصف لي (لاريكا) يستخدم عند الحاجة.

علما أني إلى الآن لا زلت أعاني، ولا أحب الاختلاط بالناس، ودائما حزينة، وأشعر بتعب، وأفكر في الموت، وقد اعتزلت الناس، وأشعر بضيق في صدري، وأنا أعاني من هذا بعد وفاة أبي رحمه الله، وجميع موتانا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله تعالى لوالدك الرحمة والمغفرة، ولجميع موتى المسلمين، وأن يرحمنا إذا صرنا إلى ما صاروا إليه.

أيتها الفاضلة الكريمة: إذا كان تشخيص حالتك بالفعل هو اكتئاب نفسي؛ فأنت محتاجة لتناول مضادات الاكتئاب، ومع احترامي الشديد للأخ الطبيب الذي وصف لك الـ (لاريكا) إلا أنه ليس مضادا للاكتئاب، قد يقلل من القلق، لكن في ذات الوقت هو دواء أثبت الآن أن الكثير من الناس يمكن أن يدمنونه.

فما دام تشخيص حالتك هو الاكتئاب النفسي؛ أنا أؤكد لك أن الاكتئاب يمكن أن يعالج، وحتى إن لم يساعدك السبرالكس فهنالك أدوية أخرى كثيرة جدا يمكن أن تساعدك.

اذهبي إلى طبيب نفسي مختص، تثقين به، احكي له كل أعراضك منذ بدايتها، دون أن تستعملي كلمة (اكتئاب)، تحدثي عن مشاعرك، عن أعراضك البيولوجية الخاصة بشهيتك للطعام، مستوى الدم لديك، مستوى التركيز، مزاجك العام، أنشطتك اليومية، وضحي كل ذلك للطبيب، ودعي الطبيب يؤكد على التشخيص، ثم يعطيك العلاج الدوائي الصحيح.

هذه هي الطريقة الصحيحة –أيتها الفاضلة الكريمة– وأنا أبشرك أن الآن لدينا أدوية فاعلة وعظيمة وممتازة جدا، والالتزام بجرعة الدواء –وأقصد بذلك الالتزام القاطع– هو الذي يؤدي إلى النفع العلاجي، أما أن يتناول الإنسان الدواء بصورة متقطعة فهذا له أضرار بليغة جدا، وأهم هذه الأضرار والسلبيات هو أن فعالية الدواء سوف تضعف، مما يؤدي إلى ما نسميه بالإطاقة، أي أن الموصلات العصبية في الدماغ التي يعمل من خلالها الدواء سوف تتبلد، وتكون استجابتها ضعيفة جدا للدواء.

فيا أيتها الفاضلة الكريمة: الالتزام بالدواء مهم، وأضف إلى ذلك: أن تطوري حياتك، وتغيري نمطها، أن تكوني إيجابية، أن تديري وقتك بصورة ممتازة، أن تفعلي مهاراتك، أن تجعلي للحياة معنى، أن يكون لك مشروعا في حياتك وهدف (أهداف قصيرة المدى – أهداف بعيدة المدى – أهداف طويلة المدى) وتضعي الآليات التي توصلك إلى هذا، وهذا ممكن جدا أيتها الفاضلة الكريمة.

هذا هو المطلوب، وهذه هي الطريقة التي يهزم بها الاكتئاب، وإن شاء الله تعالى أنت قادرة وجديرة بأن تقومي بهذا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات