أشك بأصدقائي وزوجتي وأنا أعلم أنها شكوك غير صحيحة

0 290

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا اسمي أحمد، عندي مشكلة ذهنية، كنت أشك بأصدقائي أنهم يكرهونني، ولا تحدث مواقف تدل على ذلك، لكن أنا أحس هكذا، والموضوع هذا يؤثر علي كثيرا ويجعلني في مزاج سيء طول اليوم، ولا أعرف كيف أتخلص منه؟ وأحسست هكذا من أصدقائي بالحي وانقطعت عنهم، وكنت أفكر أنهم لا يريدونني ويكرهونني، وفجأة يتصلون ويسألون عني، وتبين لي أن كل هذا مجرد أوهام في رأسي.

أحيانا أشك بشريكة حياتي أنها لا تحبني، وعندما سألتها: لماذا أحس هكذا من ناحيتها؟ قالت لي: كيف سأكون معك وأنا لا أحبك! وكلامها صحيح، ولكن أظل أفكر بهذه الطريقة، وتلك الأفكار تسيطر علي، وتجعلني في مزاج سيء طول اليوم، ولكن عندما أكون مشغولا لا أفكر في الموضوع، فقط عندما أكون حزينا، وعندما أفكر بها أحس أيضا أني حزين ومكتئب.

أرجو أن تفيدوني، ماذا أفعل؟ وهل أحتاج لعلاج دوائي؟ وقد سمعت عن دواء اسمه ستيلازين، هل أشتريه أو يوجد أحسن منه؟ أريد علاجا يكون أحسن ولا يسبب أعراضا جانبية، مثل ستيلازين، ويكون ثمنه مناسبا.

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

أيها الفاضل الكريم: الأعراض الظنانية الشكوكية التي لديك هي من درجة بسيطة، ولا أعتقد أنها قد وصلت لمرحلة ما يسمى بالمرض الباروني أو الزواري، هي مجرد سوء تأويلات تأتي إلى نفسك، لأنه قد يكون أصلا لديك شيء من سمات الشخصية الشكوكية الظنانية من الدرجة البسيطة.

فيا أخي الكريم: أفضل طريقة لعلاج هذا الأمر هو أن تحرص على الأذكار، وتستغرب جدا لقولي هذا، الأذكار عظيمة جدا، إذا سألت الله تعالى أن يحفظك من بين يديك ومن خلفك وعين يمينك وعن شمالك ومن فوقك وألا تغتال من تحتك، هذا سياج الرحمة العظيمة لا يمكن أن يخترق أيها الفاضل الكريم.

والأمر الثاني: يجب أن نحسن الظن بالناس، وهذا ما أمر الله تعالى به، إذا تذكر الإنسان ذلك ويتلو على نفسه هذه الآية: {يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم} يذهب عنه سوء الظن بالناس ويتهم نفسه، هذا أمر مهم وضروري جدا.

والأمر الثالث: أن نصاحب الطيبين والصالحين، والأخيار، والفعالين من الناس، حيث إن التبادل الاجتماعي والتبادل المعرفي معهم يجعلك تعيش في محيط من الطمأنينة والأمان، ويشعرك أيضا أنه إذا كان في هذه الدنيا أشرار ففيها أيضا أخيار. هذه هي المنهجية التي يجب أن تنتهجها.

والأمر الآخر –أخي الكريم– أكثر من التواصل الاجتماعي: زيارة المرضى، المشي في الجنائز، زيارة الأرحام، حضور الأفراح والأعراس، والترويح عن النفس بما هو مباح، الرياضة الجماعية، النوم المبكر... هذا يجعل مزاجك في وضع مريح جدا.

الدواء: أعتقد لا بأس من جرعة صغيرة جدا من عقار يعرف تجاريا باسم (دوجماتيل Dogmatil) ويسمى علميا باسم (سلبرايد Sulipride) وهو متوفر في مصر، تناوله بجرعة خمسين مليجراما صباحا ومساء، وهذه ليست جرعة لعلاج الذهان، هذه جرعة لعلاج القلق تساعد كثيرا في زوال مثل حالتك إن طبقت ما ذكرته لك، استعمل الدوجماتيل بجرعة خمسين مليجراما صباحا ومساء لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعلها خمسين مليجراما صباحا لمدة شهر، ثم توقف عن تناوله.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكرك على الثقة في إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات