هل يُعقَل أن حالة نفسية تجعلني أشعر بثقل اليد والقدم؟

0 361

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عمري 27، ومتزوج، ولدي طفلة، منذ عام تعرضت لتعب مفاجئ أثناء عملي، وعندي زغللة بسيطة، ذهبت لأكثر من طبيب في شتى المجالات، وأخبروني أني بخير، وعندما ذهبت لطبيب المخ والأعصاب، طلب عمل أشعة، وأخبرني أنها جلطة، ويجب أن أحجز في العناية، لكن طبيب العناية أخبرني أنها ليست جلطة، وأخرجني من العناية، فأجريت أشعة رنين، وأكد لي الأطباء أني بخير، وأنها حالة نفسية.

لقد تقدمت بسؤالي بالتفصيل لموقعكم الطيب، وقد طمأنتموني أني بخير، لكني منذ شهر ونصف وأنا أعاني من ضعف بسيط أو تنميل في اليد والقدم اليمنى وضعف جنسي أو انتصاب شبه ضعيف، وبطء شديد أثناء الجماع، حتى أصل للقذف، ومن ثم كمية الحيوانات المنوية قليلة وسميكة.

عملت أشعة مقطعية على المخ، وتحاليل، واستعنت بالرنين الذي أجريته منذ عام، وذهبت للعديد من أطباء المخ والأعصاب والأمراض النفسية، والجميع أخبروني أني بخير، وأنها حالة نفسية، أقسمت لهم أني أشعر بثقل وتنميل في الرجل واليد اليمنى، ولكن طبيب الأعصاب يجيب قائلا: لقد أجريت لك اختبار الأعصاب، وقوة يدك اليمني مثل اليسرى، وكذلك قدمك. وآخر طبيب قال: هل تود أن أخبرك أنك تعاني من شيء في المخ، حتى لو لم تكن كذلك؟! أنت سليم، وتحتاج إلى طبيب نفسي.

الآن أعاني من دوخة بسيطة، وصداع، وثقل بجانبي الأيمن، رغم أنني أمشي وأركض، وبالنسبة لحالتي الجنسية: لا أدري ما الذي أصابني! أخاف أن أصاب بالجلطة، وأكاد أن أموت رعبا، وقد أخذت أدوية الجلطات، ومنها: حقن لإذابتها، وأدوية مسيلة.

أشعر أن عندي صعوبة بالنطق، وتنميلا في طرف اللسان، مع أني أتكلم دون مشاكل، إلا أنني أصبت (بتهتهة) بسيطة، وأعتقد أنها من كثرة التفكير، وما قد يصيبني بالجنون هو الضعف الجنسي المفاجئ، لماذا ضعف الانتصاب؟ ولماذا كمية الحيوانات المنوية ضعيفة وسميكة؟! ما الذي حدث؟

ساعدوني، لقد هلكت من كثرت التفكير والصداع وألم الرأس والتنميل الذي أصاب قدمي ويدي، هل يعقل أن حالة نفسية تجعلني أشعر بثقل اليد والقدم؟ هل ضعفي الجنسي بسبب الحزن؟ أنا أعاني من مشاكل كثيرة في المنزل والعمل، وعلى رأسها الخوف من الجلطة، ولا أعلم كيف سأستمر في حياتي بهذه الطريقة، وفي النهاية أود أن أخبركم أن تحليل الدم من سكر و(كرياتين) و(سي بي سي)، كلها سليمة، والأشعة المقطعية سليمة.

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ mohamed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نعم أنا أذكر استشاراتك السابقة تماما، والإجابة موجودة لدينا، وأقول لك: إن الذي تعاني منه، هو رد فعل لما حدث سابقا، فأن يخطر الشخص بأن لديه جلطة، وأنه سيدخل العناية المركزة؛ هذا ليس بالأمر السهل -أخي محمد-، وقطعا هذا جعلك تحت وطأة الخوف المستقبلي والتوقعي والوسوسة.

هذا الخوف التوقعي والوسوسة انعكست عليك في شكل أعراض عصبية، كالشعور بالتنميل والخوف من الجلطة، فالأمر كله نفسي ولا شك في ذلك، والشيء الطيب الجميل والصحيح، هو أنك قمت بإعادة الفحوصات، خاصة فحص الصورة المقطعية للدماغ، والتي ثبت أنها سليمة –والحمد لله-، وهذا يجب أن يكون حافزا ومشجعا لك بأن تتحكم في هذه الوسوسة وتحقرها ولا تعرها أي اهتمام، وعش حياتك بقوة وسؤدد.

المخاوف الجنسية مرتبطة بهذا النوع من الحالات؛ فأمر الجنس أمر حساس جدا، والإنسان حين تكون له وسوسات تتعلق بجهازه العصبي، فإنه يصاب بهذا النوع من المخاوف؛ مما يؤثر على أدائه الجنسي، ولذلك فإن الأثر الذي تشعر به هو أثر نفسي، وليس أثرا عضويا، وحتى ما ذكرته حول الحيوانات المنوية بأنها سميكة وكميتها قليلة، أعتقد أن هذا كله ناتج من القلق.

أخي الكريم، عش في أمن وأمان، وكن واثقا بنفسك، وعش حياة صحية، ومارس الرياضة، وتواصل اجتماعيا، وأن تكون شخصا نشطا.

العلاج الدوائي: إذا ذهبت إلى الطبيب النفسي، فهذا هو المطلوب؛ لتكون أكثر طمأنينة، ومن الأدوية التي يمكن أن توصف لك عقار يعرف باسم (ترازيدون)، أو عقار آخر يعرف باسم (وليبيتروين)، أو عقار ثالث يعرف باسم (بادوكسان)؛ كلها أدوية مضادة للقلق والتوترات والاكتئاب، وفي ذات الوقت تحسن الأداء الجنسي، رغم أنها ليست هرمونية.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأسأل الله لك التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات