أعاني من القلق والاكتئاب، فما رأيكم بالأدوية التي أتناولها؟

0 408

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أشكركم شكرا جزيلا لكل الجهود، وأسأل الله أن يوفقكم.

د/ محمد عبد العليم: يعلم الله أني أستمد قوتي بعد الله من سعادتك، وأعتبرك والد الجميع.

أنا أعاني منذ الطفولة من قلق واكتئاب، وذلك سبب تربية دينية شديدة، وأخاف من يوم القيامة، أرتاح كثيرا لدواء سيبراليكس 20 مل، ولكن أتعبني في قضية البروكسيزم الضغط على الأسنان، وعندما أتناول ريفوتريل يخف الشد، أريد دواء لشد الأسنان، والطبيب أعطاني باكلوفين، ما رأيكم؟ وكم جرعته التي تريحني؟

السؤال الثاني:
أعاني من قلق في النوم، وأرتاح للريميرون 15 مل، ولكن مشكلته أنه يوقظني من النوم؛ لكي آكل ثم أرجع وأنام، أريد نوما متواصلا حتى لو أتناول الريفوتريل مع الريميرون أقوم في آخر الليل؛ لكي آكل أي شيء، وقد حاولت التغيير من هذه العادة، هل من دواء بجانبه يساعدني على عدم الاستيقاظ وعلى النوم الهانئ المتواصل؟

علما بأني استخدمت الفالدوكسان ولكن بدون فائدة، وإذا استخدمت الريميرون مع تربتزول لا أستيقظ ويكون نومي متواصلا.

أريد دواء للاكتئاب والقلق، هل يصح أن أجمع بين ريميرون وتربتزول؟ لا أريد سيبراليكس ولا سيمبالتا؛ فكلهم يزيدون البروكسيزم.

موضوع آخر يزيد مع الأدوية النفسية: وهو فرط نشاط المثانة، فالطبيب قال لي: من المفترض أن هذه الأدوية تخفف الأعراض؛ ولكنها -للأسف- تزيدها.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أشكرك كثيرا على كلماتك الطيبة، وأسأل الله لنا ولك العافية، ونسأل الله تعالى أن ينفع بنا جميعا.

أيها الفاضل الكريم: حين نتحدث عن الأسباب والمسببات لبعض الصعوبات النفسية التي قد تعترينا، لا شك أننا لا نستطيع أن نتجاهل مرحلة الطفولة والتنشئة والتربية، لكن من يدرك طفولته بصورة فيها شيء من الإنصاف والتفهم التام يستفيد منه.

أنت الآن –الحمد لله تعالى- في مرحلة معرفية عالية جدا، لذا لا أريدك أبدا أن تنظر لتلك الطفولة على أنها كانت كلها سلبية، أو سيئة، لا، هي مهارات اكتسبها الإنسان، حتى التربية المتشددة قصد منها والداك أن تحافظ على نفسك، وعلى دينك، وأن يقوى عودك، فهم أرادوا بك خيرا من مفهومهم على الأقل.

أخي الكريم: لا أسف على الماضي، ولا خوف من المستقبل، والحاضر يجب أن نعيشه بقوة، والأسى على الماضي والخوف من المستقبل يضيع علينا الحاضر ولا شك في ذلك.

أنت تحدثت عن العلاج الدوائي بإسهاب، ومعرفتك حول الأدوية جلية وواضحة جدا بالنسبة لي، وأنا أريد منك أن تركز على الجوانب السلوكية. الاكتئاب النفسي يتصيد الناس من خلال الفكر السلبي التشاؤمي، الخوف من المستقبل يأتي على رأس هذا الأمر، لا، عش نمط حياة إيجابي، أحسن إدارة وقتك، ولا تحكم على نفسك من خلال أفكارك ومشاعرك، إنما من خلال أفعالك، والأفعال لا بد أن نجعلها إيجابية مهما كانت المشاعر، ومهما كانت الأفكار، لأن الأفعال حين تتغير وحين ننجز يتغير الفكر، وكذلك المشاعر.

هذه المعادلة السلوكية أعتقد أنها رائعة جدا، وأنت لك -إن شاء الله- ولديك المقدرة على التغيير، أحسن إدارة وقتك –وهذا مهم جدا–حسن صحتك النومية من خلال الأمور المعروفة: الرياضة، تمارين الاسترخاء، وهذا يفيدك كثيرا في موضوع الـ (بروكسيزم) وفي ذات الوقت فرغ عن ذاتك من خلال التعبير، ابن الصداقات الجميلة، الصداقات المتميزة، وهنا يحدث التفريغ النفسي الصحيح.

تجنب تناول الشاي والقهوة كمثيرات، لا تكثر منها، وتجنبها في فترة المساء. تجنب النوم النهاري، احرص على النوم الليلي المبكر؛ حتى تستيقظ مبكرا وأنت نشط، احرص على أذكار النوم.

فرط نشاط المثانة يعالج قطعا من خلال ممارسة الرياضة، وتمارين الاسترخاء التي تحدثت عنها سلفا، وكذلك التفريغ النفسي.

بالنسبة للأدوية أخي الكريم: لا أريدك أن تلجأ لهذه الخلطات الدوائية، يجب ألا نأخذ كل دواء على أنه سوف يمثل قيمة إضافية علاجية إذا أضفنا إليه أدوية أخرى، هذا الأمر ليس صحيحا، وربما لا يكون سليما.

أنت ترتاح للريفوتريل، وهو فعلا دواء مريح، لكن أريدك أن تتناوله بحكمة وحنكة ورشد؛ لأنه يؤدي إلى التعود، لا تتناوله أكثر من مرتين في الأسبوع بجرعة صغيرة لا تزيد عن نصف مليجرام.

بالنسبة لتناول الفالدوكسان والريمارون والتربتزول: هذا لا أراه أمرا صحيا، ولا أمرا صحيحا، وليس له سند علمي حقيقي. الريمارون بالفعل قد يؤدي إلى رفع الشهية لدى بعض الناس، لكن تناول الأغذية والأطعمة التي لا تحمل سعرات حرارية عالية يؤدي تلقائيا إلى خفض الشهية، هذا أمر معروف.

الذي أراه لك مناسبا هو أن تتناول الريمارون بجرعة 15 مليجرام ليلا، وتتناول الفلوناكسول الذي يعرف علميا باسم (فلوبنتكسول) بمعدل حبة في الصباح وحبة ظهرا، وهذا مفيد جدا لاسترخاء المثانة، وكذلك استرخاء النفس؛ مما يجعلك تنام نوما هانئا إن شاء الله تعالى.

بالنسبة للأدوية مثل (باكلوفين) هو دواء قوي نسبيا، ويعرف عنه أنه يؤدي إلى استرخاء كامل في العضلات، وربما يكون مفيدا في الحالات الشديدة، لكن أرى أن حالتك قد لا تتطلب هذا الدواء، تناول دواء بسيطا مثل (ماكسدول Mexidol) ربما يكون كافيا، مع أهمية تطبيق ما ذكرته لك من إرشاد نفسي عام، وكذلك فيما يتعلق بالأدوية العلاجية التي من المفترض أن تتناولها.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات