أنا واقع بين مشكلتي الرهاب والخوف من المستقبل، فماذا أفعل؟

0 181

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا صاحب الاستشارة رقم: (2251173)، فقد ذكرت لك في استشارتي السابقة أني يئست من العلاجات، وقلت لك: إني مستقيل، وتركت دراستي. ولكني نسيت أن أقول: إني تعرضت لغرامة مالية تعويضا لجهة العمل؛ بسبب التكاليف الدراسية.

بالنسبة للرهاب؛ أنا لم أستخدم أي دواء إلا ما كان عن طريق العلاج بالمستشفيات الحكومية والخاصة، ومررت على 4 أطباء، والدواء النفسي لا يباع لدينا إلا بوصفة طبية.

سبب تغييري للأطباء، هو أنهم لا يعيرونني اهتماما، ولا يسألونني عن مدى استجابتي، والآن أتعالج سلوكيا مع طبيب جديد، وقد وصف لي جرعة 50، من (سيروكسات CR)، و(سردولكت 4)، و(اندرال)، ولكن ما يخيفني هو المستقبل؛ فأنا قد دخلت دورة عسكرية قبل دخولي الجامعة، وتعرضت للعديد من المواقف المحرجة مع المدربين وزملائي والضباط أيضا، ولم أستطع تطبيق أي تدريب عملي؛ مما عرضني للسخرية من قدراتي.

الآن أنا خائف من المستقبل، وعائلتي تضغط علي للعمل بسرعة، وأنا واقع بين مشكلتي الرهاب والخوف من المستقبل والبحث عن عمل لإرضاء عائلتي!

أفيدوني، ماذا أعمل؟ وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أشكرك -أخي الكريم الفاضل- على هذا التوضيح الجميل، وأنا حقيقة أؤيد تماما مواصلتك الآن مع الطبيب الجديد، فخطة علاجية جديدة من حيث مكوناتها السلوكية، وكذلك مكوناتها الدوائية، والتعامل بينك وبين الطبيب -إن شاء الله تعالى- سوف يصب في مصلحتك.

بالنسبة للخوف من المستقبل: لا بد للإنسان أن يقنع نفسه بأمور ثلاثة، وهي: لا أسى ولا أسف ولا حسرة على الماضي، ولا خوف من المستقبل، ويجب أن يعيش الإنسان الحاضر بقوة وفعالية وأمل ورجاء.

- لا أسف ولا حسرة على الماضي؛ لأنه قد انتهى، لكن نجعله عبرة وعظة، وألا نقع في الأخطاء مرة أخرى، فلا يلدغ المؤمن من الجحر الواحد مرتين.

- لا خوف من المستقبل؛ لأنه بيد الله، وما عند الله من خير لا ينال إلا بطاعة الله، والحرص على ذلك.

- عش الحاضر بقوة وفعالية؛ لأننا نملك الحاضر بوجودنا فيه، ونحن بأيدينا القدرة على إصلاحه؛ بالحرص على ما ينفعنا والعمل فيما هو مفيد.

الأسى على الماضي أو الخوف من المستقبل يضيع الحاضر، والحاضر هو الأهم؛ لأنه هو مستقبل الماضي وماضي المستقبل.

أخي الكريم، هذه المعادلة السلوكية يجب أن تستوعبها بدقة شديدة، والتفكير الإيجابي مطلوب، حسن إدارة الوقت مطلوبة جدا، هذه أمور بسيطة جدا، لكنها تفيد الإنسان، وأهمية الرياضة؛ فقد ثبت الآن أنها أحد أفضل محسنات المزاج، وتشكل استقرارا نفسيا حقيقيا.

أخي الكريم، لا تكن حساسا حول ما تعرضت له من مواقف محرجة، فالمدربون معظمهم –جزاهم الله خيرا– هم من ألطف الناس، لكن تجدهم في وقت التدريب –وذلك من أجل منفعة المتدرب– تجدهم يظهرون الحسم والانضباطية، وهذا يجب ألا نرفضه أبدا.

حاول أن تكون في صحبة الأخيار والفضلاء من الناس، فهذا سيعطيك شعورا بأنه لا أحدا يسخر عليك أو يستهزئ منك، ودائما تذكر أنك لست بأقل من الآخرين.

أسأل الله لك العافية والشفاء، والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات