يؤرقني الخوف من الموت خشية أن تتألم أختي ووالدايّ وكل من أحبهم

0 159

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

في البداية أشكركم على كل شيء، لأنه أصبح من النادر أن نجد من يسمعنا ويحل مشاكلنا بدون حرج، مع الثقة في آرائكم بعد الله سبحانه وتعالى.

أنا فتاة عمري 22 سنة، أعاني في الفترة الأخيرة من الخوف أو وسواس الموت، أنا شخصية مرحة ومحبة للحياة وأتحمل الضغوط، ولكن بعد حالات الوفاة في العائلة تغيرت قليلا، ثم مع بعض ضغط الحياة تغيرت تماما، أصبحت عطوفة جدا على كل من حولي، وأود كل الناس وأقترب منهم أكثر وكأنني أودعهم، وأصبحت أسامح كل من أخطأ في حقي، وأقول في كل تصرف أفعله: إنها دنيا فانية، فلم أعد متحمسة لمستقبلي أو شغوفة بأمور كنت أحبها، وهذه التصرفات غير إرادية، أصبحت أقرب لأختي الصغيرة لدرجة عدم القدرة على استغنائها عني، هي أصغر مني بأربعة أعوام، ومع كل ذلك لست منطوية، ولكن أقوم بكل واجباتي وأدرس كورسات تعلم بعد التخرج من الكلية.

إحساسي بالخوف ليس من مواجهة الموت، ولكن الخوف من أني إذا حدث ذلك سوف تقهر أختي وكل الناس الذين أحبهم، كل الناس يحبونني كثيرا، فأنا لا أرفض طلبا لأحد، ولا أترك أحدا أشعر بأنه حتى يحتاج للحديث أو يحتاج لأي شيء، وأقرب إلى أمي وأبي من باقي أخواتي، بعد يومين سوف أسافر مع أمي، ولكني كلما علمت بموعد السفر وقربه أخاف أكثر، ويزداد اهتمامي بأختي وأهلي وصديقاتي، أنا لست مطمئنة وفي غاية الخوف، وأقوم ببعض تمارين التنفس وغيرها، وأقرأ بعض الآيات القرآنية، ولكني كما أنا لا زلت خائفة، أتمنى أن أجد الراحة في نصائحكم لي، وأتمنى أن لا يشعر أحد بهذا الخوف أبدا.

وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ زهور حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنا أعتقد أن موضوعك بسيط جدا، وسوف يعالج -إن شاء الله تعالى- من الواضح أن شخصيتك – كما تفضلت – هي شخصية مرحة ومحببة إلى الآخرين، وربما تكونين حساسة بعض الشيء، وهذا جعلك تكونين عرضة لما نسميه بقلق المخاوف الوسواسي، يعني أنك تعانين من قلق ومن بعض المخاوف، وكذلك تعانين من بعض الوساوس، لكنها كلها من درجة بسيطة.

قلق المخاوف الوسواسي - أيتها الفاضلة الكريمة – يعالج بالتحقير، والتحقير يعني التجاهل، واستبدال الفكرة أو الفعل بما هو مخالف له، دون إجراء حوارات كثيرة مع النفس حول الوسوسة أو الخوف أو القلق؛ لأن إجراء الحوارات والدخول في التفاصيل والبحث عن الأسباب وعن المبررات، هذا في حد ذاته يؤدي إلى تشابك الخوف والوسواس وتولد وساوس ومخاوف جديدة، ومبدأ التجاهل هو مبدأ سلوكي مهم جدا، أو يمكن أن نسميه بمبدأ صرف الانتباه، يعني أن تصرف انتباهك عن هذا التفكير الذي أنت فيه لأمر آخر.

وحسن إدارة الوقت والانشغال بما هو مهم دائما يساعد الناس لأن تنصرف عن الخوف وعن التردد، وأعتقد أنه أمامك فرصة عظيمة جدا لأن تنتهجي هذا المنهج، فهو منهج علاجي رصين جدا.

وأرجو ألا تكوني أبدا متشائمة حول المستقبل، المستقبل بيد الله، وبمشيئة الله تعالى كل شيء سوف يكون طيبا في حياتك. واجعلي مساهماتك داخل الأسرة إيجابية، اطرحي أفكارا، خذي مبادرات، هذا في حد ذاته يقوي من شخصيتك ويقلل من حساسيتك، ويجعلك تواجهين أمر الخوف والوسوسة بثبات كبير.

هذه هي النصائح الأساسية التي أوجهها لك، وأود أن أضيف أن مشاعر الخوف هذه يمكن احتواؤها بالسبل التي ذكرتها لك، لكن إذا كانت فوق طاقتك هنا يجب أن تتناولي علاجا دوائيا بسيطا، وذلك من خلال أن تذهبي إلى الطبيب النفسي، وعقار (مودابكس Moodapex) والذي يعرف تجاريا أيضا باسم (زولفت Zoloft)، أو يعرف باسم (لسترال Lustral) ويسمى علميا باسم (سيرترالين Sertraline) سيكون هو الدواء الأمثل، تحتاجين إليه بجرعة صغيرة ولمدة قصيرة، والدواء جميل وطيب وسليم وغير إدماني ولا يؤثر على الهرمونات النسوية.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات