أشعر بخوف شديد من الموت المفاجئ في غالب يومي!!

0 292

السؤال

السلام عليكم.

أنا مهندس معماري قبل حوالي 4 أشهر جاءتني نوبة هلع، عرفت اسمها بعد بحث طويل، وذهبت إلى المستشفى، وعملت جميع الفحوصات، -والحمد لله- كل شيء سليم من جميع الأجهزة في الجسم، شعرت بعد النوبة بدوخة مستمرة طوال الوقت، وأحيانا خفقان في القلب، والشعور بعدم الطاقة على الإطلاق.

أحس أيضا بهذيان قوي جدا، وعند الصباح أشعر بعدم القدرة على فعل أي شيء.
والحمد لله فأنا أصلي، وأصبحت أقرأ القرآن بشكل يومي، وأقرأ الأذكار.

أحد أقاربي دكتورة نفسية كتبت لي زيروكسات 12.5، بدأت بجرعة تدريجية، وعانيت من الآثار الجانبية حتى تعودت عليها، وأنا الآن آخذ حبة ونصف منذ شهر، وبدأت العلاج منذ أربعة أشهر، فتحسنت بنسبة 50% تقريبا، وما زلت أتعب وأدوخ عند المشي، أو الذهاب للسوبر ماركت وعدم الثقة والخوف من الذهاب لوحدي في أي مكان، لكني أتحمل وأذهب قدر الإمكان، وأحيانا أشعر بخوف شديد من الموت المفاجئ بسبب الوسواس، لكني -الحمد لله- أحسن من السابق.

تفكيري في الموضوع هذا يأتيني في غالب اليوم عند الشعور بأي دوخة أو خفقان.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بالفعل النوبة التي أتتك هي نوبة فزع مما نتج عنها أعراض نفسوجسدية تمثلت في شعورك بالدوخة، والشعور أيضا بخفقان القلب، وضعف الطاقة النفسية والجسدية.

ذهابك إلى الطبيب كان قرارا سليما، وأنا أثمن تماما العقار الذي يعرف تجاريا باسم (زيروكسات Seroxat) الذي وصفته لك الطبيبة، وفعالية الدواء -إن شاء الله تعالى- سوف تتحسن بمرور الوقت، فعليك الالتزام القاطع بالجرعة التي وصفها لك الطبيب.

كما أن إكمال مدة العلاج الدوائي تعتبر مهمة جدا، ويمكن أن تضيف عقارا يعرف تجاريا باسم (جنبريد genprid)، ويسمى علميا باسم (سلبرايد Sulipride) للزيروكسات، وإن شاء الله تعالى سوف ينهي موضوع الدوخة تماما، وسوف يقلل بالفعل من أعراض المخاوف.

جرعة الجنبريد - والذي يسمى أيضا تجاريا باسم (دوجماتيل Dogmatil) - المطلوبة هي خمسين مليجراما صباحا ومساء لمدة شهر، ثم خمسين مليجراما صباحا لمدة شهرين، ثم تتوقف عن تناول الدواء.

وإن أردت أن تستشير طبيبك حول هذا الدواء سوف يكون أمرا جيدا، والجنبريد هو علاج مساعد وليس العلاج الأساسي، حيث إن الزيروكسات هو العلاج الأساسي، وإذا كان خفقان القلب يتعبك كثيرا فلا مانع من تناول عقار يعرف تجاريا باسم (إندرال Inderal) ويعرف علميا باسم (بروبرانلول Propranlol) بجرعة عشرة مليجرام صباحا ومساء لمدة أسبوعين، ثم عشرة مليجرام صباحا لمدة أسبوعين أيضا، ثم تتوقف عن تناول الإندرال وتكمل الدورة العلاجية للأدوية الأخرى التي تحدثنا عنها.

من المؤكد أن ممارسة الرياضة وتطبيق تمارين الاسترخاء – خاصة تمارين التنفس التدرجي – مفيدة جدا في علاج هذه الحالات، وتمارين التنفس بسيطة جدا:

اجلس في غرفة هادئة، أو استلق على السرير، واستمع لشيء من القرآن الكريم بصوت منخفض مثلا، وأغمض عينيك، أو تأمل في حدث جميل، وافتح فمك قليلا، وقل {بسم الله الرحمن الرحيم} ثم خذ نفسا عميقا وبطيئا عن طريق الأنف، واجعل صدرك يمتلئ بالهواء، ثم اقبض على الهواء لمدة أربع ثوان، ثم أخرج الهواء بكل قوة وبطء عن طريق الفم.

هذا هو الشهيق والزفير على نمط معين، وهذا التمرين يجب أن يكرر خمس مرات متتالية بمعدل مرة في الصباح، ومرة في المساء لمدة أسبوعين، ثم مرة واحدة قبل النوم لمدة أسبوعين أيضا.

إذا: هذا هو الذي أود أن أنصحك به، وأنت حياتك - الحمد لله تعالى - فيها الكثير من الإيجابيات، فأرجو أن تستثمرها بصورة صحيحة؛ حتى لا تترك مجالا لهذه المخاوف وهذا الوسواس.

على النطاق الاجتماعي: لا بد أن تكون نشطا، وتنظيم الوقت مهم، والصلوات في وقتها في المسجد، والدعاء والأذكار وتلاوة القرآن هي من الدعائم الأساسية التي تكمل الصحة النفسية وتساعد على التعافي إن شاء الله تعالى. {ألا بذكر الله تطمئن القلوب} {وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين}، {قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء}.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات