أصاب بدوار وانتفاخ وصعوبة في النوم بعد الاحتلام.. أفيدوني

0 862

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أشكركم على هذه الاستشارات، وأدعو الله أن يجزيكم عنا أحسن جزاء.

أنا شاب أبلغ من العمر 25 سنة، غير متزوج، مشكلتي كانت عضوية وأصبحت نفسية، والله أعلم الحمد لله على كل حال.

البداية كانت في سن 12 سنة، حيث أصبت بروماتيزم القلب بسبب الغدة الدرقية، ذهبت لطبيب عام أمرني بمتابعة البنيسيلين لمدة عام كامل (مرة واحدة في الشهر)، وكذلك فعلت، حتى شفيت تماما بفضل الله، ثم بدأت أمارس الرياضة خصوصا كرة القدم، فرغم أنني أحس بأنني في حالة صحية جيدة، إلا أن بنيتي الجسمانية نحيفة جدا، مقارنة بأقراني، لكن لم أعر الأمر أدنى اهتمام، بعد ذلك أدمنت على العادة السرية اللعينة، لمدة 10 سنوات.

أتممت دراستي ثم بدأت العمل، فأصبحت أسهر كثيرا، ولا أنام المدة الكافية، وأصبحت مدمنا على شرب القهوة والجلوس في المقاهي العمومية، علما أني لم أدخن، ولم أشرب الكحول قط في حياتي، وانقطعت عن لعب الكرة بسبب ضيق الوقت، أسكن وحيدا في غالب الأحيان، وآكل الوجبات السريعة، حتى انهارت قواي.

في أحد أيام شهر أكتوبر 2014، مارست العادة السرية في الصباح فخرجت إلى أحد المقاهي رفقة صديق، أشرب القهوة فجأة أحسست بانهيار وبسرعة ضربات القلب، شربت كأس الليمون، فأحسست براحة، وفي المساء لم أستطع النوم كلما أغلقت عيني، وبعد دقيقة أحس بضربات القلب تزداد فأستيقظ مفزوعا خائفا، وفي صباح اليوم التالي أصبت بتعب شديد، وسرعة ضربات القلب، دوخة، دوران، فقدان الشهية أحيانا، ذهبت إلى طبيب القلب، عمل لي فحصا، قال لي: إن ضربات القلب غير منتظمة، قلبك سليم، أعطاني دواء كوردارون، نصحني بالابتعاد عن المنشطات، أقلعت عن القهوة والشاي والعادة اللعينة (إلى يومنا هذا).

بعد أسبوع عدت إلى صحتي الجيدة، رجعت عند الطبيب نصحني بمواصلة الدواء لـ 3 أشهر، بعد أسبوعين أحسست بالدوران من جديد وصعوبة النوم وانتفاخ البطن، (علما أنني أشرب حليبا باردا في الصباح مكان القهوة)، ذهبت إلى طبيب قلب آخر عمل لي تخطيطا، وأعطاني نيبيليت نصف حبة يوميا، وصارجنور، ونصحني بالإقلاع عن كوردارون، وأعطاني موعدا بعد أسبوعين.

في إحدى الليالي احتلمت فاستيقظت في الصباح بنفس الأعراض مع تسارع النبض، عدت عند الطبيب فأضاف لي مانيزيوم ب6، بعد ذلك أصبت بإمساك حاد، وإسهال أحيانا، قلت إنني أعاني من القولون العصبي الذي عرفته من خلال البحث في الانترنت، زادت وساوسي وصعوبة النوم، الخوف، الوسواس، ارتفاع النبض عند النوم حتى أصبحت أخاف من النوم، زد على ذلك التعب الشديد والإرهاق.

ذهبت إلى طبيبة الجهاز الهضمي، عملت قبل ذلك تحاليل الغدة الدرقية فكانت سليمة، أعطتني الطبيبة دواء ديبريدات 3 حبات في اليوم، لوديوميل حبة قبل النوم، رولاكسيوم، أقلعت عن لوديوميل من اليوم الأول؛ لأنه يزيد من إرهاقي، جميع هؤلاء الأطباء قالوا لي: إن ضغطك الدموي عادي، ولم أصارحهم بالعادة اللعينة قط، مشكلتي الآن أن هذه الأعراض تأتيني أحيانا، خصوصا بعد الاحتلام.

أعتذر على الإطالة، لا أصارح الناس كثيرا، ولا أبوح بمشاكلي، جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حسن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الحمد لله أمورك طيبة كلها من وجهة نظري.

الطبيب الذي نصحك بتناول الـبنيسيلين لمدة عام أعتقد أنه طبيب ممتاز – جزاه الله خيرا – لأن في تناول البنيسيلين الشهري حماية للقلب من الحمة الروماتيزمية والتي أصابتك في مرحلة الطفولة.

ما عانيت منه في الفترات السابقة هو بالفعل نوع من القلق، نوع من الإجهاد النفسي الناتج من سوء إدارتك لوقتك، ومن خلال عدم أخذ قسطا كاف من الراحة، وافتقاد النوم المبكر، وحياتك فقدت الجانب الصحي خاصة من إدمانك على العادة السرية، وشرب القهوة، والجلوس في المقاهي لفترات طويلة.

أعتقد أن الأمر يحتاج منك لقناعة أنك الحمد لله بخير.

وكل الذي تحتاجه هو أن تنظم وقتك، وأن تجعل لك أهدافا، وتضع الآليات التي توصلك إلى هذه الأهداف.

وأنا أريدك أن تحرص على النوم المبكر، النوم المبكر فيه خير كثير للإنسان، يجدد الطاقات النفسية والجسدية، يزيل الإنهاك الجسدي وكذلك النفسي، ويجعل الإنسان يؤدي صلاة الفجر في وقتها، ويستفيد من البكور، هذا مهم جدا جدا أخي الكريم.

وأريدك أيضا أن تتواصل اجتماعيا، وأن تحرص على الرياضة حرصا شديدا، هذه هي الأشياء العلاجية العامة التي تفيد في مثل هذه الحالات.

يجب أن تتخذ قرارا حاسما في موضوع العادة السرية، وأظنك قد اتخذته، وهذه الأعراض التي تأتيك أعتقد أن تناول عقار يعرف تجاريا باسم (دوجماتيل Dogmatil)، ويعرف علميا باسم (سلبرايد Sulipride) سيكون كافيا جدا للقضاء عليها، إذا طبقت ما ذكرته لك من إرشاد في النواحي الأخرى.

جرعة الدوجماتيل هي خمسون مليجراما صباحا، وخمسون مليجراما مساء، وتستمر عليها لمدة شهرين، ثم تجعلها كبسولة واحدة صباحا لمدة شهرين، ثم تتوقف عن تناول الدواء، دواء بسيط وسهل جدا، ولا يسبب الإدمان.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات