تراودني شكوك عن وجود الله فأحس كأني كافر، ما نصيحتكم؟

0 169

السؤال

السلام عليكم

تراودني دائما شكوك عن وجود الله، فأحس كأني كافر، وأكره نفسي وأحس بضيق كبير في صدري.

ماذا أفعل؟ أفيدوني، فحياتي أصبحت كئيبة جدا.

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ mehdi حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك - أيها الولد الحبيب – في استشارات إسلام ويب.

نشكر لك تواصلك معنا، ونسأل الله تعالى أن يثبتنا وإياك على الدين الحق حتى نلقاه.

نحن نبشرك – أيها الحبيب – بأن هذه الوساوس لن تضرك في إيمانك ما دمت كارها لها نافرا منها، واعلم أنها محاولة من الشيطان يريد بها إدخال الهم والضيق عليك، فلا تعبأ به، ولا تهتم بما يفعله، فدواء هذه الوساوس هو الإعراض عنها بالكلية، وعدم الاسترسال معها، والانصراف عنها حين تأتيك، فكلما داهمتك هذه الوساوس انصرف عنها إلى غيرها، فهذا هو الدواء النبوي لمن شكى إليه - صلى الله عليه وسلم – هذه الوساوس، قال: (فليستعذ بالله ولينته).

استعذ بالله تعالى من هذه الوسوسة، واصرف نفسك عنها، واشتغل بغيرها، وإذا ثبت على هذا الطريق فإنها ستزول عنك بإذن الله، واعلم – كما قلنا أولا – أنها لن تضرك في إيمانك، بل كراهتك لها وخوفك منها واستعظامك لها دليل على وجود نقيضها ومخالفها في القلب، وهو الإيمان، وصح في الحديث، الذي رواه مسلم في صحيحه، أن النبي - صلى الله عليه وسلم – جاءه ناس من أصحابه فسألوه، قالوا: (إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به) يتعاظم أحدنا: أي يعده شيئا عظيما أن يتكلم به لاستحالته في حق الله تعالى، فكان جوابه - صلى الله عليه وسلم – أن قال لهم: (ذاك صريح الإيمان) يعني خوفكم واستعظامكم من التكلم بهذه الوساوس دليل صريح على وجود الإيمان في قلوبكم.

لا تعبأ بهذه الوسوسة، ولا تلتفت إليها، وسيصرفها الله تعالى عنك إذا ثبت على الطريق الذي وصفناه لك.

نسأل الله أن يمن علينا وعليك بالعافية.

مواد ذات صلة

الاستشارات