المشاكل العائلية غيرتني من فتاة اجتماعية إلى مصابة بالرهاب والخوف.

0 221

السؤال

السلام عليكم

أنا طالبة جامعية، أعاني من الرهاب، أرهقني جدا، أولا: كنت جريئة جدا حتى كنت أطلب من المعلمة أن أشرح درسا، وكنت أستمتع بهذا الشيء، لكن صارت لي مشاكل عائلية في الثانوي وأصابني الرهاب وأصبح يزيد مع الوقت، صار يعرقلني في حياتي الجامعية، أكثر شيء أثر علي الخوف الذي يلازمني، صرت أتهرب من المواد التي مطلوب مني أقدم فيها عروضا أمام الفصل، وكنت أحذفها وأؤجلها حتى اضطررت لأخذها هذا الفصل، يأتيني خوف شديد من ذكر العرض (البرزنتيشن) وتأتيني رجفة وخفقان، وأخاف لما يطلب مني أن أشارك أو أقرأ فقرة، فكيف أقدم عرضا؟

أعيش في قلق وتوتر وتفكير دائم، أحس أني أعيش نفسي في جحيم، مرة حاولت أن أتشجع وأقدم عرضا وصار كارثة، أحرجت جدا وتمنيت أن الأرض تنشق وتبلعني، ولا أؤيد فكرة إذا خفت من الشيء أن أقتحمه، لأني جربتها وزاد المرض عندي.

الشيء الوحيد الذي أرغب فيه هو حياة طبيعية خالية من التفكير والوساوس والخوف، أتمنى أن أصاب بمرض عضوي لا مرض نفسي، أفكر ما الذي ينقصني عن الناس حتى أخاف منهم؟ أحاول أن أخفي هذا الشيء، ولا أحد يعرف ولا أحد يحس حتى أهلي، وأضغط على نفسي حتى أنفجر، وفي الأخير صرت آخذ اندرال حتى يخفف الأعراض، وأرتاح قليلا إذا خفت الأعراض، لكن لا زال الرهاب مسيطرا، أريد أن أتخلص منه نهائيا قبل أن يزيد، وعندي الإصرار -إن شاء الله-، وأعرف أني سأرجع لحياتي السابقة لكن أريد الطريقة الصحيحة والتوجيه السليم.

وبارك الله فيكم، وشكرا لكم على الموقع المفيد من كل النواحي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ noran حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

رسالتك طيبة، وبالرغم مما سببه لك هذا الخوف والرهاب الوسواسي من الدرجة البسيطة فأنت ذات توجه إيجابي، أنت لديك الإصرار نحو التغير، ونحو أن تعيشي حياة طيبة، وهذا نسميه بإرادة التحسن، وهي مطلوبة، وهي أساسية جدا من وجهة نظري، فاستمري على هذا المنوال، منوال التفاؤل، منوال الإيجابية.

والأمر الآخر: لا أريدك أن تضخمي وتجسدي من صعوباتك (التوتر، القلق) هذا موجود - أيتها الفاضلة الكريمة –، وأرجو ألا تكافئي قلقك من خلال إعطائه الكثير من الانتباه، التجاهل مهم، حتى وإن فرض عليك هذا القلق سيطرته فحاولي أن تحطميه وتحقريه، وأنا دائما أقول أن حسن إدارة الوقت تخلص الإنسان من مشاعره السلبية، مشاعر القلق والتوتر، وحسن إدارة الوقت تعني حسن إدارة الحياة، فرتبي وقتك، كوني منجزة، كوني صاحبة إرادة، وهذا -إن شاء الله تعالى- يمثل دفعا إيجابيا جدا في حياتك.

وعليك بتمارين الاسترخاء، هذه التمارين مهمة جدا، وموقعنا لديه استشارة تحت رقم (2136015) أرجو أن ترجعي لها وتأخذي ما بها من إرشاد، -وإن شاء الله تعالى- ستنتفعين بها.

أريدك أيضا أن تكون لك برامج يومية، من خلال هذه البرامج: تواصلي مع أرحامك، مع صديقاتك، رفهي عن نفسك بما هو طيب وجميل، ولا بد أن تكون هنالك أهدافا حياتية، الأهداف الحياتية تلزم الإنسان بأن يكون إيجابيا، وأنت فيما مضى كنت إنسانة فاعلة، ولك القوة والشكيمة للمواجهات الاجتماعية، وأنا أؤكد لك أن هذه الطاقات لا زالت موجودة لكنها اختبأت، ولإخراجها مرة أخرى يجب أن يكون هنالك إصرار وعزيمة وفكر إيجابي، وأن تتبعي ما ذكرته لك من إرشاد.

الإندرال بالفعل دواء يخفف الأعراض الفسيولوجية المصاحبة لقلق الرهاب والوساوس، لكن لا بد أن يدعم بدواء آخر، دواء حقيقي مضاد للرهاب والخوف والقلق، ولذا تواصلي مع الطبيب الذي تناولت من خلاله الإندرال، ويمكن أن يصف لك أحد أدوية المخاوف المعروفة مثل الـ (زولفت Zoloft)، أو الذي يسمى تجاريا (لسترال Lustral)، ويسمى علميا باسم (سيرترالين Sertraline)، أو عقار يعرف تجاريا باسم (زيروكسات Seroxat)، ويعرف علميا باسم (باروكستين Paroxetine)، أو عقار يعرف باسم (ماكلومابيد Moclobenide / أوروكس Aurorix)، كلها أدوية ممتازة، وسوف يختار لك الطبيب الدواء الذي يناسب أعراضك وكذلك عمرك.

وللفائدة راجعي العلاج السلوكي للرهاب: (269653 - 277592 - 259326 - 264538 - 262637).

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات