السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أعاني من مشكلة كبيرة، باختصار أنا منذ صغري كنت أعاني من مشاكل الأسنان، والآن عمري 17 سنة ازدادت المشاكل حدة، ولكن المشكلة الكبيرة هو دائما أني أذهب لطبيب الأسنان، وعندما يخدرني أو يحاول ذلك أشعر بإحساس جدا غريب، وأشعر بالإغماء، وأحاول مراوغته، وهذا يزعج الطبيب، ويتراجع عن قلع ضرسي المريض.

أرجو من أسرة الموقع إعطائي حلا، لأنني أشعر بالإحراج الشديد من هذه المشكلة، وأصبح كل أفراد أسرتي يضحكون علي.

وجزاكم الله عني كل خير.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عزيز حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونرحب بك في إسلام ويب.

أيها الابن الكريم: مهابة بعض المواقف والخوف منها هي من طبيعة البشر، وكثير من الناس يتوجس حول كرسي طبيب الأسنان، وهذه الظاهرة يمكن التغلب عليها، ليس التغلب عليها بالصعب أبدا، المطلوب منك هو ألا تتبع مشاعرك السلبية هذه، مشاعر المراوغة وتجنب كرسي الأسنان، لا أبدا، بل عرض نفسك، واعرف أن في ذلك فائدة كبيرة وعظيمة لك.

التعرض هو: أن تقرأ عن الأسنان، تعرف مكوناتها، أنواعها، وماذا يقوم به الأسنان، وما أهمية طبيب الأسنان، وما هي التخصصات المتعلقة بالأسنان، هذا نوع من التعريض النفسي المفيد جدا، الإنسان حين يدرك الشيء وقيمة الشيء، ويفهم معناه بصورة علمية وجيدة، هذا يقربك إلى مصدر خوفك، ويجعلك لا تتجنب، فكن على هذا السياق أيها الفاضل الكريم.

أريدك أيضا أن تشاهد بعض الصور المتعلقة بالأسنان، معدات الأسنان، كراسي الأسنان، وأنا متأكد أنك سوف تجد الكثير من هذه المادة في الإنترنت، هذا أيضا نوع من التعريض.

بعد ذلك قل لنفسك: (لماذا لا أكون مثل الآخرين؟ لماذا أتجنب؟) واذهب إلى طبيب الأسنان، وحين تجلس على الكرسي خذ نفسا عميقا وبطيئا، وقل: (بسم الله الرحمن الرحيم)، وسل الله تعالى أن يحفظك، وسوف تجد أن الأمر قد أصبح متيسرا جدا بالنسبة لك.

أيها الفاضل الكريم: وحتى نساعدك بصورة أفضل، هنالك دواء بسيط جدا يعرف تجاريا باسم (إندرال Inderal)، ويعرف علميا باسم (بروبرانلول Propranlol) مضاد للخوف الظرفي مثل النوع الذي تعاني منه، يمكنك أن تتناوله بجرعة عشرة مليجرام يوميا لمدة عشرة أيام، بعد ذلك تناول عشرين مليجراما ساعة قبل ذهابك إلى طبيب الأسنان، هذا سوف يفيدك كثيرا.

الإندرال دواء سليم، لا يتطلب وصفة طبية، وهو لا يسبب الإدمان، فقط لا ننصح باستعماله بالنسبة للذين يعانون من الربو.

أيها الفاضل الكريم: بصفة عامة وحتى لا تنشأ لديك مخاوف أخرى: كن اجتماعيا، كن متواصلا، مارس أي نوع من الرياضة الجماعية مثل كرة القدم، والحرص على الصلاة، خاصة الصلاة في المسجد في الصف الأول، لا شك أن أجرها عظيم وخيرها كثير، وفوق ذلك تجعلك تحس بطمأنينة كبيرة في كل المواقف التي تتطلب المواجهة، فاجعل نسق حياتك على هذا السياق.

وأريدك أيضا أن ترتقي بنفسك، أن تحرص دائما على بر والديك، وأن تكون لك خطط واضحة حول التحصيل الدراسي الأكاديمي الجيد، حتى تكون شخصا مؤهلا في المستقبل، تفيد نفسك وأسرتك وأمتك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.