ينتابني شعور بالاكتئاب والقلق والغضب وفكري مشتت، ساعدوني.

0 251

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب أبلغ من العمر 21 سنة، عندي مشكلة نفسية، وهي الخوف من كل شيء، والتفكير السلبي، والوسواس القهري، وتقلب المزاج، وسوء التركيز، تفكيري مشوش دائما وكثيرا، حتى عند عملي لشيء أحاول أن أركز في العمل الذي أقوم به لا أستطيع فأذهب لفعل شيء آخر وبدون تركيز.

حتى يأتيني شعور بالإحباط واليأس والفشل في فعل العمل، وينتابني شعور بالاكتئاب والقلق والغضب، أفكاري دائما مشوشة أو أفكر في أشياء كثيرة في وقت واحد، وأنا أقوم بعمل ما، وحتى الجلوس مع أصدقائي لا أتقن فن الرد، وأكون في ذات الوقت غاضبا أرد بغضب أو حتى الحديث مع أي شخص تحاور معي لا أركز معه، لدرجة أني لا أريد محادثة أحد، أو الاختلاط بالناس، أو التحدث مع الناس.

أرجو المساعدة؛ لأني تعبت كثيرا، وهذا الشيء جعلني أشعر بالتشاؤم كثيرا، أنا محبط ويائس أكثر، كنت أدخن -والحمد لله- أقلعت عن التدخين، والآن أمارس رياضة المشي، ولكن عندما يؤلمني شيء في جسدي أحس بالخوف والوسواس من حدوث شيء في أي مكان أذهب إليه أحس دائما بالخوف من حدوث أشياء وقد أتخيل كثيرا من حدوث أشياء.

عندما أسلم على أحد بيدي أسرع جريا لغسل يدي، وتأتيني رغبة في البكاء، والتفكير السلبي، وعدم التركيز في الأشياء التي أقوم بها يجعلني أكون محبطا أكثر عندما أكون متفائلا، وأقوم بعمل لست مقتنعا به، أريد أن أركز في العمل الذي أقوم، ولكني لا أستطيع، أرجو أن تساعدوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ achraf حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أيها -الفاضل الكريم-: لديك قلق مصحوب بالوساوس القهرية، وهذا أدى إلى عسر مزاج ثانوي لم يصل لدرجة الاكتئاب الشديد، لكن قطعا شعورك بالإحباط، شعورك بالفشل لا يمكن تجاهله، ولذا أرى أن التشخيص الصحيح لحالتك هو القلق الاكتئابي ذو الطابع الوسواسي.

وأنت لديك محاولات علاجية جيدة جدا، فأوقفت التدخين، وتمارس الرياضة، والذي أحسسته أيضا أنك -الحمد لله- تمتلك إرادة التغيير وإرادة التحسن، وهذا مطلوب جدا في مثل هذه الأحوال.

الذي أراه أنك في حاجة لعلاج دوائي، لذا يستحسن أن تذهب وتقابل طبيبا نفسيا، أحد مضادات الاكتئاب والقلق، والتي تعرف فعاليتها في علاج الوساوس أعتقد أنها ستكون مفيدة لك جدا.

إذا كان ليس لديك مشكلة في النوم عقار (بروزاك Prozac)، ويسمى علميا باسم (فلوكستين Fluoxetine) سيكون هو الأفضل، أما إذا كان لديك صعوبات في النوم فعقار (زولفت Zoloft)، أو يسمى (لسترال Lustral)، ويسمى علميا باسم (سيرترالين Sertraline) سيكون هو الأحسن.

العلاج الدوائي أعتقد أنه سوف يقفز بك قفزة إيجابية جدا، -والحمد لله تعالى- الأدوية الآن سليمة، وأنت لا تحتاج لأكثر من دواء واحد، ولمدة محدودة، لكن الالتزام بتناول العلاج هو المفتاح الأساسي والجوهري؛ لأن يؤدي العلاج إلى نتائج إيجابية.

أخي الكريم: التفكير السلبي لا تنقاد إليه أبدا، وكل فكرة سلبية تأتيك أنا متأكد أنه يوجد مقابل لها فكرة إيجابية رائعة، فقط أن تتيح لنفسك فرصة بأن تفكر في الجانب الإيجابي، فحاول كنوع من التمرين السلوكي المعرفي أن تقيم الفكرة السلبية، ثم تنظر إلى ما يقابلها من أفكار ومشاعر إيجابية، وسوف تجدها كثيرة جدا، عزز هذا الفكر الإيجابي، عزز الشعور الإيجابي، وسوف تجد أن أحوالك بدأت في التغير.

الناس الذين يحسنون إدارة وقتهم بصورة صحيحة، إدارة الوقت في أثناء اليوم على أسس متقنة يحسن من ثقة الإنسان في نفسه؛ لأنه سوف تكون هنالك إنجازات، سوف تكون هنالك إضافات في حياتك، وهذا يعني أنك أصبحت تدير حياتك بالصورة التي تبتغيها، وهذا ينمي من ذاتك بصورة إيجابية مطردة.

أرجو أخي الكريم أن يكون هذا هو منهجك، وأنصحك ونفسي بأن يكون هنالك حرص مطلق على الصلاة مع الجماعة، وصلة الرحم، هذا كله يجب أن يأخذ حيزا في حياتنا؛ لأنه يعود علينا بخير كبير وكثير.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات