اختلفت مع زوجي حول إطعام الطفل قبل فطامه.. فما هي نصيحتكم لنا؟

0 194

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أود أن أشكركم على هذا الموقع الرائع، وأسأل الله تعالى أن يجعله في ميزان حسناتكم.

طفلي يبلغ من العمر ستة أشهر، وزوجي يرفض تماما إعطاء الطفل أي طعام، ويقول: بأنه يجب علينا الاكتفاء بالحليب فقط لمدة عامين، وأن هذا الأمر مذكور في كتاب الله -عز وجل- في الآية (223) من سورة البقرة، قال تعالى: ﴿والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف لا تكلف نفس إلا وسعها لا تضار والدة بولدها ولا مولود له بولده وعلى الوارث مثل ذلك فإن أرادا فصالا عن تراض منهما وتشاور فلا جناح عليهما وإن أردتم أن تسترضعوا أولادكم فلا جناح عليكم إذا سلمتم ما آتيتم بالمعروف واتقوا الله واعلموا أن الله بما تعملون بصير﴾.

استفساراتي لكم:
- ما هو تفسير الآية?
- هل يمكن للطفل أن يكتفي بالرضاعة الطبيعية لمدة عامين دون طعام?
- ما هي نصيحتكم لنا؟

علما بأنني ناقشت زوجي كثيرا، ولكنه يصر على الرفض، فقررنا مراسلة موقعكم الكريم والعمل بفتواكم.

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم خالد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك أختنا الكريمة في استشارات إسلام ويب.
أما عن تفسير الآية، فإن الله سبحانه وتعالى أمر بإرضاع الأولاد حولين، فالآية فيها خبر، ومعناه الأمر، فقوله سبحانه وتعالى: {يرضعن أولادهن حولين} أي عليهن أن يرضعن أولادهن حولين، ثم أكد هذا بقوله: {كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة}، فجعل سبحانه وتعالى إكمال الحولين لمن أراد أن يتم الرضاع، وذلك خاضع للمصلحة.

فإذا كان الرضيع محتاج للبن فعلى أمه أن ترضعه إلى تمام الحولين، وإذا تراضيا على فطامه قبل ذلك فلا حرج عليهما في ذلك، لأن الله قال في آخر الآية: {فإن أرادا} أي الأبوان، {فصالا} أي فطام الصبي قبل الحولين، {عن تراض منهما}، أي بأن يكونا راضيين، {وتشاور} أي فيما بينهما هل هو مصلحة للصبي أم لا، فإن كان مصلحة ورضي الاثنان به {فلا جناح عليهما} في فطامه قبل الحولين.

قال العلامة السعدي - رحمه الله تعالى -: فدلت الآية بمفهومها على أنه إن رضي أحدهما دون الآخر أو لم يكن مصلحة للطفل أنه لا يجوز فطامه.

هذا عن حكم الفطام - أيتها الأخت الكريمة - قبل الحولين، وليس فيه تعرض لمسألة أخرى، وهي: هل يطعم الصبي بجانب الإرضاع أو لا يطعم؟ فالآية لم تتعرض لذلك، وهذا مرده إلى مصلحة الطفل، فالواجب على الوالدين أن يتصرفا له بالمصلحة، فإن كان يحتاج إلى الطعام أطعم، وليس في الآية ما يمنع هذا، ولا يجوز الاحتجاج بها على ذلك، إنما الآية أن الإرضاع أمده حولان كاملان، وأنه لا يجوز الفطام قبل ذلك إلا بتشاور بين الأبوين والنظر في المصلحة، فإذا كانت المصلحة في فطامه قبل ذلك جاز فطامه.

نسأل الله تعالى لكما التوفيق والسداد.
++++++++++++++++++++++++++++++
انتهت إجابة ....(الشيخ/ أحمد الفودعي)...... استشاري .....(الشؤون الأسرية والتربوية)، وتليه إجابة ..... (د. حاتم حمدي الكاتب)..... أستشاري ....... (طب الأطفال وحديثي الولادة).

لا خلاف على أهمية الرضاعة الطبيعية للطفل من آثار نفسية وغذائية ومناعية مفيدة إذا ما تم مقارنتها بالرضاعة الصناعية، أما عن فترتها فكما ذكرت الآيات أنها في حدود العامين، وذكرت بوضوح عبارة لمن أراد أن يتم الرضاعة، أي أن الأمر اختياري، وفي سورة لقمان ذكرت الآية أن فصاله في عامين.

عملية الفطام أو الفصال تحتاج لأن تتم بالتدريج، وذلك بتعويد الطفل على أكل الطعام والشرب من الكوب، حتى تكون عملية فصله عن الرضاعة أو فطامه سهلة ولا تؤدي إلى ضرر غذائي أو نفسي على الطفل، كما أن الحليب الطبيعي غير كاف لتزويد الطفل بكافة احتياجاته الغذائية بعد الشهر السادس من عمره، وهي الفترة التي ننصح كأطباء ببدء إعطاء الطعام للطفل بالتدريج، وبإعطاء بعض المكملات الغذائية مثل عنصر الحديد بجرعات وقائية.

عملية الفطام تستلزم وقتا وكما قلنا هي عملية تدريجية يتم تعويد الطفل فيها على الطعام والشراب حتى يتم فصله عن الأم دون أضرار، ولا تعارض مع استمرار الرضاعة حتى عامين، ولا توجد آيات تمنع إعطاء الطعام للطفل بجانب الرضاعة، كما أن تلك الأمور تحدث يوميا منذ قديم الأزل وتنتقل بالتتابع من جيل لجيل، ولا يوجد ما يشير من الناحية الدينية إلى عدم إعطاء الطعام للطفل حتى عامين.

أتمي رضاعة طفلك للمدة التي تسطيعها حتى عامين إن استطعت، و ابدئي في إطعام طفلك من الشهر السادس من عمره حسب التوصيات التي ستجدينها في الموقع تحت بند تغذية الأطفال.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات