أعاني من عسر المزاج ولا أشعر بجمال الحياة، فما السبب؟

0 466

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاكم الله خيرا على هذا الصرح العظيم.

مشكلتي هي أنني أعاني من انقباضات عضلية بالأذن، وصفير بالرأس، وعندي عسر مزاج بسيط، حيث إنني لا أشعر بجمال الحياة، ولا أشعر بالرغبة الجنسية منذ 4 أعوام، وأتناول حاليا (لوسترال)، حبة مساء، و(اميبرايد 50)، حبة صباحا منذ شهرين، ومع ذلك لا أشعر بتحسن في المزاج أو الرغبة!

أرجو الرد السريع، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء، والتوفيق والسداد.

بالنسبة لانقباضات عضلة الأذن: هذه -من وجهة نظري- ناتجة من قلق؛ لأنه لا توجد علة حقيقية تؤدي إلى انقباضات عضلة الأذن.

أما بالنسبة للصفير في الرأس: فربما يكون نابعا من الأذن ذاتها، وفي هذه الحالة أفضل أن تذهب وتقابل طبيب الأنف والأذن والحنجرة لمجرد التأكيد؛ ليفحص لك عصب السمع على الأقل، ويتأكد أنه لا يوجد شمع متراكم داخل الأذن على الأقل، وإذا احتجت لأي اختبارات تتعلق بالسمع أو التوازن، فسوف يقوم الطبيب بإجرائها.

بالنسبة لعسر المزاج البسيط، وأنك لا تشعر بجماليات الحياة: هذا مؤشر من مؤشرات الاكتئاب النفسي، أحسب أنه اكتئاب بسيط. الرغبة الجنسية هي رغبة بيولوجية حتمية، والاكتئاب من الأشياء التي تضعفها وتزيلها، فأقترح عليك أيضا بأن تراجع طبيبك النفسي الذي كتب لك عقار (لسترال).

(اللسترال) دواء ممتاز وجيد جدا، لكنه أحيانا قد يقلل من الرغبة الجنسية. إذا ضعف الرغبة الجنسية قد يكون سببه الاكتئاب، لكن في نفس الوقت قد يكون عقار (لسترال) ساهم فيه، و(اميبرايد) وهو (سلبرايد Sulipride) أيضا ربما يرفع من مستوى هرمون الحليب، ويقلل الرغبة الجنسية قليلا.

لا تنزعج لما قلته –أيها الفاضل الكريم–؛ فهذه حقائق علمية، قد تنطبق عليك وقد لا تنطبق، إذا يكون الرأي النهائي هو لطبيبك الذي يقوم بمتابعتك وعلاجك الآن.

يوجد الآن دواء يعرف تجاريا باسم (فالدوكسان valdoxan)، ويسمى علميا (اجوميلاتين agomelatine)، هذا أحد مضادات الاكتئاب الجديدة نسبيا، ويقال أنه يؤدي إلى اختفاء أعراض الاكتئاب النفسي، وفي ذات الوقت يؤدي إلى تحسين المزاج للدرجة التي يحس فيها الإنسان بجماليات الحياة، وربما ينقلك الطبيب لهذا الدواء، ويعرف عنه أيضا أنه لا يؤثر على الرغبة الجنسية سلبيا، ولا يزيد من الوزن، فربما يكون دواء مثاليا جدا بالنسبة لك –أيها الأخ الكريم–، لكن دع قرار نقلك لهذا الدواء يكون عن طريق الطبيب، خاصة أن هذا الدواء في واحد ونصف بالمائة من الذين يتناولونه ربما يؤدي إلى ارتفاع في أنزيمات الكبد، وبالرغم من أن هذا الأمر ليس بالخطير أبدا، لكن يتطلب مراقبة وفحصا طبيا للدم بصفة دورية.

أيها الفاضل الكريم، من جانبك، جاهد نفسك أن تكون إيجابيا، أن تكون فعالا؛ فالمشاعر السلبية لا تغير إلا من خلال الأعمال الإيجابية.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات