الخوف من الطائرة والموت والذهاب للجامعة، أثر سلبًا على صحتي البدنية، ما العلاج؟

0 246

السؤال

السلام عليكم

بدأت معاناتي منذ 6 أشهر تقريبا، حيث إنني كنت عائدا من زيارة أهلي في العطلة الصيفية؛ لأكمل دراستي في بلدي، ولا أنكر أنني كنت خائفا من الطائرة؛ لأنه يأتيني دوار وغثيان فيها، في ليلة السفر لم أنم مطلقا، وسافرت بالطائرة، وأحسست بالغثيان، ووصلت إلى الوطن، وكنت متعبا جدا، ومع ذلك لم أنم، وانتظرت إلى بعد صلاة العشاء، ثم أكلت وشاهدت برنامجا تلفزيونيا، وبعدها أحسست بحرارة داخلية شديدة وغثيان، وأنني سوف أموت، وخفت خوفا شديدا.

ذهبت إلى الطبيب، وقال لي: إنك سليم، وإن هذا تهيج بالقولون فقط، لكن من الأعراض المزعجة: تسارع دقات القلب، والتعرق، وانعدام الشهية، والغثيان، والدوار، واستمرت الأعراض لمدة أسبوعين تقريبا، وبعدها ذهبت لكنها كانت تعود بصورة أقل.

بعد بحثي أيقنت أنه القلق والخوف من الموت؛ مما جعلني ألتزم المنزل، وأخاف أن أذهب إلى الجامعة؛ لكي لا يحدث لي شيئا، وكنت متأكدا أن هذه أوهام، فتوكلت على الله وخرجت من المنزل، وكنت أذهب وأجلس مع الأصدقاء، وأبيت عندهم لأكثر من أسبوع، فالعلاج السلوكي ساعدني كثيرا، وأنا متأكد في قرارة نفسي أنها أوهام وغير حقيقية، فلقد عشت 6 أشهر منذ بداية الحادثة إلى الآن ولم يحدث لي شيئا.

مارست تمارين الاسترخاء، لكن بصورة متقطعة، وتناولت علاج (سبرام 20m)، لكنه كان يزيد من خوفي، فقطعت الدواء، وركزت على العلاج السلوكي بصوره ممتازة؛ مما أدى إلى تحسن حالتي بنسبة 90%، وصرت أخرج من المنزل، وآكل بارتياح، وزادت ثقتي بنفسي كثيرا، وذهبت إلى الجامعة، وأتممت دراستي بكل ارتياح، إلا أن ضيق التنفس كان يصاحبني، لكن بصورة خفيفة جدا.

بعد ذلك توفيت جدتي، لا أنكر أني خفت قليلا، لكني عزمت أمري، وتجاوزت المرحلة، حيث إني ذهبت وألقيت عليها نظرة الوداع، وذهبت إلى الدفن، وساعدت في الدفن؛ مما خفف لدي الخوف بصورة كبيرة، وتجاوزت المرحلة -والحمد لله-، وعشت 3 أشهر في قمة نشاطي وسعادتي، ولم أهمل العلاج السلوكي.

منذ فترة أسبوع تقريبا سافر أخي، وبقيت وحيدا في المنزل أعيش بنفس الروتين كل يوم، حيث إنه انقلب ميعاد نومي، فأصبحت أنام بالنهار وأستيقظ بالليل، وألازم الإنترنت منذ استيقاظي إلى أن أنام، وهذا استمر لمدة أسبوع كامل، فعاد إلي ضيق التنفس والخوف الشديد، وأخاف أن أخرج لمسافات بعيدة من المنزل، لكن بصورة أخف عن المرة الأولى، لكنها موجودة، وأحس بها، وهي مزعجة كثيرا.

أريد علاجا، فأنا مصمم، وعندي العزيمة والإصرار، أحس الآن بقليل من الخوف، ولكن الصداع والدوار وانعدام الشهية لا تفارقني، سمعت عن علاج (سبرالكس) وأنه أفضل من دواء (سبرام)، هل أتناول دواء (سبرالكس)، وإذا لم أجده، فما هو الدواء البديل؟ فنوبات الفزع والهرع تعطل حياتي باستمرار.

وفقكم الله، والسلام عليكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أعجبني جدا منهجك في أنك مدرك تماما لمشكلتك، وفي ذات الوقت مدرك للآليات العلاجية، بل كنت جادا في تطبيقها، فمقاومتك لهذه المخاوف وتجاهلها وتحقيرها، هو المبدأ العلاجي الرصين، والمبدأ السليم، والذي أريدك أن تستمر عليه، أضف إلى ذلك أهمية التجاهل لهذه الأعراض، هذا يجب أن تحتمه، ويجب أن تكون صارما جدا مع نفسك في هذا السياق.

كذلك أرجو أن تحسن إدارة وقتك، فحسن إدارة الوقت من أفضل الوسائل التي تزيح من فكر الإنسان ما هو سلبي، لنملأ الفراغات الذهنية بما هو إيجابي وجميل وطيب، ويعود علينا بالخير الوفير -إن شاء الله تعالى-.

أخي، أريد أن ألفت نظرك لعلاج سلوكي مهم، وهو تمارين الاسترخاء والتمارين الرياضية، هذه يجب أن تعطيها أهمية خاصة، وسوف تساعدك كثيرا.

بالنسبة للعلاج الدوائي: نعم، سوف يساهم في تحسين حالتك -إن شاء الله تعالى-، وأنا أرى أن عقار (أنفرانيل Anafranil)، والذي يسمى علميا باسم (كلومبرامين Clomipramine)، من الأدوية القديمة، لكنه سوف يساعدك في النوم، وفي ذات الوقت دواء يعرف أنه جيد جدا في علاج قلق المخاوف ذي الطابع الوسواسي.

الجرعة التي تحتاجها هي جرعة بسيطة جدا، وهي خمسة وعشرين مليجراما، تناولها ليلا لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعلها خمسة وعشرين مليجراما يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

أريدك أن تدعم (الأنفرانيل) بعقار يعرف باسم (ديناكسيت Denaxit)، وهو موجود في الأردن، تناوله بجرعة حبة واحدة في الصباح لمدة شهرين، ثم توقف عن تناوله.

هذا -أخي الكريم- أفضل بالنسبة لك، ولا أعتقد أنك في حاجة (للسبرالكس)، كل الذي تحتاجه هو علاج دوائي خفيف، كي يساند برامجك السلوكية، والتي أنت ملتزم بها، وهذا -إن شاء الله تعالى- يعود عليك بخير وفير.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات