أعاني من عدم خروجي من البيت بسبب العادات المكتسبة

0 228

السؤال

السلام عليكم

مرحبا بالدكتور/ محمد عبد العليم.

في الاستشارة السابقة سألتني: هل عدم خروجك من المنزل بسبب الخوف؟ والجواب: إن ذلك ليس نوعا من المخاوف، فأنا أفضل ألا أخرج من المنزل لمقابلة أو صداقة مثل غيري من الأشخاص، وأعتقد أنها عادة اكتسبتها، ولم أتمكن من تغييرها.

خروجي من المنزل بعد المغرب يكون -فقط- عند ذهابي لمشاهدة المباريات، وأكون وحدي، وأمارس كرة القدم عصرا تقريبا بشكل يومي، وليس لدي صديق واحد، واهتمامات الأشخاص الذين أعرفهم ليست مثل اهتماماتي، وبالقرب من مكان عملي يوجد أشخاص أتمنى أن يصبحوا من أصدقائي، فهم نعم الناس! فكيف أكسبهم؟

الحمد لله، معظم الحالات النفسية خفت، ولم تعد كالسابق، فالاكتئاب خف بصورة كبيرة، والرهاب والوسواس القهري والتوتر خف بشكل يسير، وهناك بعض القلق والحزن، والهم ما زال -تقريبا- يأتيني نحو ثلثي الوقت.

أعاني من الخمول والكسل، وألم في الجسم، خصوصا عندما أصحو من النوم صباحا، لكن -سبحان الله- تزول هذه الآلام مع التفاؤل والراحة النفسية.

هل الحالة النفسية تشعرك بالكسل والخمول وعدم الحركة؟ والمشكلة الأكبر هي أنني أمر بمرحلة فراغ عاطفي.

ما العقار الأفضل لي، هل هو (زولفت) أم (ديناكسيت)؟ وهل (زولفت) يصرف بدون روشتة في السودان، وما هو اسمه التجاري في السودان، وهل هو زهيد الثمن، وهل يوجد في الولايات، أم العاصمة فقط؟

هل (ديناكسيت) زهيد الثمن؟ وما هو اسمه التجاري في السودان، وأيهما أرخص وأفضل، وهل الاثنين معا أفضل؟

هل لديك موقع للتواصل الاجتماعي فيس بوك أو واتساب، وهل لك عودة إلى السودان في القريب العاجل؟ إني أود أن أقابلك لو سمحت، فإني أحب أن تكون من الناس الذين أعرفهم وأتواصل معهم في حياتي.

وشكرا جزيلا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أشكرك على تواصلك، ورسالتك طيبة وجيدة.

أيها -الفاضل الكريم-: أنا حين ذكرت أن عدم خروجك من المنزل سببه الخوف، أقصد بذلك الخوف الاجتماعي، والخوف الاجتماعي ليس جبنا، فالإنسان قد يكون مروضا للأسود لكنه يخاف من القط، والخوف الاجتماعي في بعض صوره ربما يظهر في شكل عدم استحسان الخروج في أوقات معينة والبقاء في أمان المنزل، وفي ظرف معين أو وقت معين يستطيع الإنسان أن يخرج.

عموما لا أريدك أن تنزعج، والذي أفرحني كثيرا أن حالتك متحسنة، وهذا أمر جيد، ودائما التحسن نعتبره إنجازا كبيرا في حياة الذين يعانون من الصعوبات النفسية، وأريدك أن تتخذ هذا التحسن وسيلة وبابا من أجل المزيد من التحسن.

ممارستك للرياضة سوف تفيدك، والتواصل والتفاعل الاجتماعي في السودان -الحمد لله- كبير جدا، ومجرد مشاركة الناس في أفراحهم وأتراحهم سوف يكون تواصلا اجتماعيا راقيا.

أخي الكريم: التحسن حتى وإن كان بطيئا فهو أمر نستبشر به، والتحسن البطيء قد يكون أفضل من التحسن السريع؛ لأن التحسن البطيء يبقى، والتحسن السريع ربما يتلاشى بسرعة أيضا، والحالة النفسية قد تشعرك بالكسل وافتقاد الطاقات النفسية والجسدية؛ لذا فالرياضة مهمة جدا.

مسألة الفراغ العاطفي: هذه -حقيقة- كلمة مطاطة بعض الشيء، فأي عاطفة تقصد؟ إن كنت تقصد الزواج، فأقدم على الزواج أيها الفاضل الكريم، وإن كنت تقصد الفراغ العاطفي الوجداني، فيمكن أن تملأه بالعلم والاطلاع ومجالسة العلماء، هذا يملأ أي فراغ عاطفي معرفي.

بالنسبة للأدوية: (فالزولفت) عقار أفضل –قطعا- من (الديناكسيت)، وفي السودان لا أعتقد أن هذا المنتج موجود بهذا الاسم، وهناك عقار صيني وآخر هندي، لا أذكر أسماءهما التجارية، لكن اسمه العلمي (سيرترالين Sertraline)، وفي بعض الأحيان يعطى بدون وصفة، وفي أحيان أخرى لا يعطى إلا بوصفة طبية.

أخي الكريم: هذا سبب جيد لأن تذهب وتقابل أحد الإخوة الأطباء النفسيين، وهم كثر جدا -الحمد لله - الآن في السودان، وهم أكثر اطلاعا ومعرفة بالأدوية الموجودة في البلد.

بالنسبة للسعر: أعتقد أن أسعار الأدوية عامة في السودان ليست مرتفعة، لكن (الديناكسيت) –خصوصا، بالرغم من أنه دواء بسيط جدا- هو دواء أصلي، فربما يكون سعره فوق المتوسط.

أنا آتي إلى السودان كثيرا -أيها الفاضل الكريم- في إجازات قصيرة، ومستقر هنا في عملي بالدوحة، -وإن شاء الله- نتقابل دائما على الخير.

بالنسبة للتواصل الاجتماعي: حقيقة حاولت أن أتواصل اجتماعيا، لكني وجدت الأمر فوق طاقتي، فلا أتواصل عن طريق الفيسبوك أو الواتساب.

أسأل الله لك التوفيق والسداد، وأشكرك -أيها الفاضل الكريم- على ثقتك في شخصي الضعيف وفي إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات