أتوب وقلبي لا يتوب

0 262

السؤال

السلام عليكم.
سؤالي هو: لماذا قلبي لا يتوب مع أنني أتوب؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مراد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أخي مراد! حفظك الله ورعاك، ونور قلبك بالإيمان، أنت تقول: بأن قلبك لا يتوب مع أنك تريد التوبة، يجب أن تجلس مع نفسك في خلوة وتسألها هذه الأسئلة: ما الذي يمنع قلبي من الاتصال بالله؟ ومالذي يحول بينه وبين معرفته بالله؟ مع أنه سبحانه وتعالى قريب غير بعيد، كما في قوله تعالى: (( وإذا سألك عبادي عني فإني قريب ))[البقرة:186]. إذن: فما سبب البعد والانقطاع والوحشة التي تشعر بها في علاقتك مع الله سبحانه وتعالى، فلابد من وجود أسباب حالة بينك وبين التوبة والإنابة والرجوع إلى الله تعالى.
لا شك أنا هناك ران أحيط بالقلب الذي يغلق الطريق بين القلب وبين التوبة إلى الله تعالى، وحجم الجهد المطلوب لفتح هذا الطريق المغلق بين القلب وخالقه يختلف من شخص لآخر، حسب سمك ما يحيط بالقلب من أغلفة وظلمات، والقلب الحي يمكن أن نشبهه بالكنز المدفون في باطن الأرض، والذي يختلف مكانه من شخص لآخر، فقد يجده البعض على مقربة منه، وقد يحتاج البعض الآخر إلى جهد أكبر ووقت طويل للوصول إليه، وهذا ما فسره قول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي يرويه ابن مسعود، فقد قال: قلنا: (يا رسول الله! قوله تعالى: (( أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه ))[الزمر:22]. كيف انشراح الصدر؟ قال: إذا دخل النور القلب انشرح الصدر وانفتح. قلنا: يا رسول الله! وما علامة ذلك! قال: الإنابة إلى دار الخلود، والتجافي عن دار الغرور، والاستعداد للموت قبل النزول).

ولكي تحس بحلاوة التوبة أخي مراد! يجب عليك ما يلي:
1- صدق النية في التوبة إلى الله تعالى.
2- هجر جميع المعاصي والسيئات والابتعاد عن الأمور التي تقسي القلب.
3- الإكثار من قراءة القرآن وذكر الله تعالى والصلاة.
4- الإكثار من الدعاء وخاصة في أوقات الإجابة بأن يوفقك الله ويشرح صدرك للتوبة.
5- مخالطة الرفقة الصالحة وهجر رفقاء السوء.
6- عدم التعلق بالدنيا أكثر من حقها، بل قدر ما يحصل الإنسان على قوته؛ لتقوى للعبادة.
7- حضور دروس ومحاضرات وحلقات الذكر التي تلين القلوب.
وبالله التوفيق.




مواد ذات صلة

الاستشارات