لدي سرحان دائم وخيال واسع.. ساعدوني فمستقبلي في خطر

0 236

السؤال

أنا عمري 24 عاما، أعاني من ضعف التركيز الذي يؤدي إلى النسيان، وأعاني من السرحان عند شرح المدرسين، أشعر بالتوهان لدرجة أن أحدهم لاحظ ذلك علي، وقال لي: أنت تسرح لماذا؟ أشعر بأن شيئا قابضا على عقلي، فلا أستطيع الفهم، خاصة في العمليات المتسلسلة وعند القيام بعمل شيء أشعر بأن يدي مكتفة، وعيني مزغللة بعض الشيء، وأشعر عند التعرض لأي موقف فيه أي مسؤولية بأن حملا ثقيلا على كتفي، ذهبت لدكتور نفسي شك بأن عندي كهرباء على المخ، عملت رسما على المخ فلم يجد شيئا.

ثقتي بنفسي ضعيفة رغم أنني متحدث جيد، وخطيب قوي، ولساني منطلق، وشاعر ماهر، أجد صعوبة في المهارات الحياتية العادية كعد المبالغ المالية مثلا، أو تركيب شيء للبيت، كما أنني أعاني من الخيال، وأحلام اليقظة، وأحيانا أكلم نفسي.

أرجوكم أفيدوني مستقبلي في خطر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في إسلام ويب.

وجود التشتت الذهني، وضعف التركيز، والشعور بالإحباط، وعدم تقدير المقدرات الشخصية بصورة صحيحة، بالرغم مما تتميز به من سمات عظيمة، وكذلك الإسراف في أحلام اليقظة: هذا كله يدل وبصورة واضحة جدا أنك تعاني من درجة بسيطة من القلق الاكتئابي.

وأنت ذهبت إلى الطبيب النفسي، وكان هناك شك حول وجود اضطراب في كهرباء الدماغ، لكن كان التخطيط سليما، أعتقد الآن أنه يجب أن ترجع لنفس الطبيب، وتتحدث معه حول المحاور الثلاثة لأعراضك والتي تحدثنا عنها، وأنا متأكد أن الطبيب سوف يقتنع بنفس ما اقتنعت، وهو أنك تعاني من حالة مزاجية منخفضة، هي السبب فيما تعاني منه، ومن ثم إعطائك أحد محسنات المزاج وهذا سيكون أمرا جيدا ومفيدا جدا لك.

بجانب ذلك أعتقد أنه من الضروري جدا أن تأخذ قسطا كافيا من الراحة، النوم الليلي المبكر والاستيقاظ المبكر يجدد طاقات الإنسان، يحسن من التركيز، ويحسن من الدافعية، والإنسان حين يستيقظ بكامل نشاطه في الصباح ينمو لديه شعور عظيم جدا بالتفاؤل، وهذا الشعور حين يستغل بصورة صحيحة يجعلك جيد التركيز، وتستوعب ما تريد أن تستوعبه بصورة جيدة جدا. هذا من ناحية.

من ناحية أخرى: الرياضة مهمة ويجب أن تعطيها اعتبارا كبيرا؛ لأنها سوف تساعدك في حسن التركيز، كذلك تلاوة القرآن ننصح بها؛ لأنه أثبت أنها مفيدة جدا بالنسبة للذين يعانون من ضعف التركيز.

أحلام اليقظة يتم التخلص منها من خلال الإصرار على الأفعال، أن تنجز، أن تدير وقتك بصورة جيدة، أن تنخرط في أنشطة حياتية مختلفة في أثناء اليوم، هذا يزيح تماما أحلام اليقظة، ويجعل ثقتك في نفسك أكبر.

الصحبة الطيبة أيضا مهمة؛ لأن الإنسان حين يقتدي بالنماذج الجيدة في حياته يشعر بثقة كبيرة، فاحرص على ذلك. وبر الوالدين أيضا وجدناه من الأشياء التي تحسن الدافعية عند الإنسان.

فيا أخي الكريم: الآن أمامك صورة واضحة جدا، أفدناك بأن أوضحنا لك السبل التي تغير بها نمط حياتك لتتخلص من كل الذي تشتكي منه، وأنا متفائل جدا أنك إذا طبقت ما ذكرته لك ستكون النتائج ممتازة جدا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات