زوجي يوفر لي كل طلباتي مقابل أن لا أعمل ولا أدرس... لكني غير مرتاحة

0 209

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا متزوجة، قبل الزواج اشترطت على زوجي الدراسة والعمل ووافق، وجاء تقديم الوظائف براتب جيد، ولكن زوجي رفض عملي، وأخبرني أنه لا يريد أن أعمل، يريدني أن أبقى في بيتي وهو من سينفق، مع أن جميع أفراد أسرته من بنات وأولاد موظفون، لكنه يرفض بشدة بحجة أنه سبب للتشتت الأسري، ولا يريد زوجة موظفة ويريد الاستقرار، ويرى أن عمل المرأة دمار لها ولبيتها وينافي الفطرة.

وهو يوفر لي جميع طلباتي الأساسية وغير الأساسية حتى لا أحس بالنقص، حاولت إقناعه بشتى الطرق ولكنه رفض، هو الآن يبني شققا مفروشة للإيجار، وسيكتب شقتين منها باسمي؛ لأن إيجارهما يساوي راتب الوظيفة وأكثر، هذا غير مصاريفي ومصاريف البيت، ويبني منزلا وسيكتبه باسمي، وخادمتين تعويضا لي عن الدراسة، علما أنه لا يوجد لدي أولاد.

زوجي يخاف الله وعاقل -ولله الحمد- وطيب معي وحنون جدا، ولا يرفض لي طلبا أبدا، ولا يقصر معي في شيء، ويحترم أهلي ويساعدهم ويثني عليه الجميع، وأنا أحبه لكن أريد الوظيفة، هو لديه المال -ما شاء الله- لكن أنا لا يوجد عندي شيء، وفي ذات الوقت لا ينقصني شيء، لكن في بعض الأحيان أستحي ولا أطلب منه شيئا حتى لو كنت محتاجة وهو لن يرفض والله، وأنا خجولة جدا.

أنا محتارة، أرشدوني جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Haad حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فيسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يبارك لك في زوجك، وأن يكثر من أمثالكما، وأن يشرح صدرك للنزول على قراره ورغبته، وأن يمن عليك بالأمن والأمان والسعادة والاستقرار، وأن يكرمكما بذرية طيبة مباركة تملأ حياتكما، إنه جواد كريم.

وبخصوص ما ورد برسالتك - أختي وابنتي الكريمة الفاضلة – اسمحي أن أقول لك: إن الله قد وهب لك نعمة من أجل النعم، وعطية من أعظم العطايا؛ لأنه قلما يوجد إنسان حقيقة في هذا الزمان بهذا المستوى الرائع من الخلق والمسؤولية والفهم الصحيح لرسالة المرأة ودورها، وأنا أضم صوتي وبكل قوة إلى صوت زوجك، وأقول بأن ما عرضه عليك إنما هو الخير، وأن ما أكرمك الله به إنما هو الخير.

وأنت عندما تعملين صدقيني ستعانين معاناة لا يعلم بها إلا الله تعالى من شقاء نفسي، وألم بدني وعضوي، وفوق ذلك أيضا من تضييع لأمور عظيمة من أمور دينك، فأنت الآن قادرة على أن تستثمري وقتك فيما يعود عليك بالنفع في دينك ودنياك، تستطيعين أن تعبدي الله كما تريدين؛ لأن الوقت بين يديك، وتستطيعين أن تقرئي من القرآن ما شئت، وتستطيعين أن تتعلمي العلم الشرعي الذي يصلك بالله تعالى، وتستطيعين أن تطوري نفسك كامرأة مسلمة لها دور في خدمة المجتمع المسلم.

أما العمل كعبدة من العبيد في مؤسسة من المؤسسات، لا بد من دوام وحضور وانصراف ودقائق تحسب عليك، وقد تخضعين لضغوط نفسية عظيمة من قبل مسؤولة أو مسؤول فوق رأسك، لأنهم يريدونك أن تكوني كما يقتضي نظام العمل وطبيعته، ووالله لو سألت امرأة عاملة منصفة لتمنت أن تعود إلى البيت ولو بربع راتب، وأن تظل آمنة مستقرة، بدلا من أن تخرج من الفجر تجري على الطرقات وتنتظر هذا أو ذاك أو غير ذلك، وبدلا من أن تستمع إلى كلمات قد لا تكون في حاجة للاستماع إليها، وأن تتعرض لمضايقات هي في غنى عنها، فأنا أرى أن ما يعرضه زوجك عليك هو الحق كل الحق، وهو الخير كل الخير، وهو السعادة كل السعادة.

فاتقي الله تعالى في نفسك بدلا من أن تريدي الوظيفة التي تقولين: هو لديه المال ولكن أنا لا يوجد عندي شيء، الرجل وعدك بأن يكتب لك أشياء تساوي الكثير، وما عند الله خير وأبقى، ومال الرجل هو مال المرأة، والرجل – كما ذكرت – طيب وحنون، ولا يرفض لك أي طلبا.

فاتقي الله تعالى وحافظي على هذه النعمة؛ لأن دوام النعم مع التمرد وعدم الرضا قد يبددها وقد يذهب بها من أصلها، أنت الآن سيدة كريمة مصونة، ودرة مكنونة، وملكة متوجة، بالله عليك هل تريدين أن تكوني أمة لوظيفة قد تدر عليك قليلا أو كثيرا؟ ولكن لا تستطيعين أن تتحركي إلا بقيود وضوابط وضعتها طبيعة العمل تجعلك تنسلخين عما أنت فيه؟

هذا وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات