رغم التحسن لا زلت أشكو من القلق والخوف والتوتر، ما العلاج المناسب؟

0 255

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاك الله خيرا يا دكتور محمد.

أنا صاحب الاستشارتين: (2251604) و(2255178)، وأود أن أقول لك: إني في تحسن ملحوظ، ولو كان بسيطا -ولله الحمد-، وأكملت الجرعة 10غم، لمدة شهر، وقد طلبت مني رفعها إلى 20 غم.

استفساري هنا: يوجد (زيلاكس) 20غم، هل يناسب أن أستخدمه بدلا عن 10غم حبتين، بمقدار حبة من 20 غم؟

أنا لم أصف جيدا ما أشكو منه، أنا أشكو من القلق والتوتر والتفكير السلبي، ولدي بعض المخاوف المختلفة، مثل: السفر لمدينة أخرى، أكون داخل مدينتي طبيعيا جدا، ولا أفكر بأي شيء، ولا أخاف، ولكني عندما أسافر لمدينة أخرى أخاف من الطرق الطويلة وغير المأهولة، ومن المرتفعات، وطبيعة عملي السفر اليومي بين المدن، ولكني أعاني من هذه المشكلة، ولدي خوف ورهبة من الصلاة في المسجد، مع أني كنت من الملتزمين فيها بالصفوف الأولى.

الخوف من الصلاة في المسجد بدأ معي عندما كانت تأتيني نوبة هلع وتسارع في ضربات القلب في الصلاة، فأصبحت أخاف الذهاب، ولكني الآن أفضل، فأصلي بعض المرات في المسجد.

أتخوف من الأمراض، وأراقب نفسي كثيرا، ومع (الزيلاكس) أتناول (اندرال)، حبة مساء وحبة صباحا، وأشعر أنه لا يتجاوب معي في بعض المرات، لدي خوف وقلق داخلي، وأفكار أتحكم فيها، ومرات لا أتحكم فيها، وأصبحت أعلم كيف أحارب هذه الأفكار -والحمد لله-، منذ بداية العلاج ذهبت عني نوبات الهلع، وبقي لدي الخوف والتوتر والقلق التوقعي.

هل يكفي (الزيلاكس) أم تنصحني بدواء مساعد، وهل سوف أتعالج وأتحسن، وأرجع كما كنت من قبل؟

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ osama حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أشكرك -أخي الفاضل- على هذا التوضيح، وهذه الإضافة، وأنا أؤكد لك أنني قد تفهمت رسالتك تماما، أقول لك هذا بكل تواضع، وأعرف أن قلق المخاوف دائما يعطي صاحبه أن المختص ربما يكون لم يتفهمه تماما، لا، أنا أؤكد لك أنني قد تفهمت حالتك، وأن خطة العلاج ستظل كما هي، عليك بتحقير الفكر السلبي، وأن تتجاهل القلق والتوتر، وأن تكون إيجابيا، وأن تفعل الضد فيما يخص المخاوف.

هذه هي المبادئ العلاجية الرئيسية، والدواء -أيها الفاضل الكريم-، هو عامل مساعد، بل إن بعض المفكرين من علماء النفس يرون أن العلاج السلوكي يجب أن يأخذ الأسبقية، والبعض يرى أن الأدوية ربما تثبط مشاعر الإنسان وتجعله يحس بشيء من الطمأنينة، مما يجعله يتكاسل عن العلاج السلوكي، أي أن البعض يرى أن العلاج السلوكي قبل العلاج الدوائي هو الأفضل.

لكن من تجربتي الشخصية أرى أنه يصعب تماما على الإنسان أن يطبق العلاج السلوكي وحده، لا بد أن يكون معه المعالج، بل في بعض الدول وفي بعض المراكز العلاجية الراقية يكون المعالج النفسي هو القدوة الكاملة والنموذج الذي يقتدي به الشخص الذي يعاني من المخاوف أو الاكتئاب أو الوساوس مثلا، لدرجة أن المعالج يقوم بمواجهته هو في بداية الأمر، ويجعل الشخص الذي يتلقى الخدمة العلاجية يقوم بمحاكاته وتقليده، وهكذا.

أريدك -أخي الكريم- أن تلتزم بالعمل السلوكي، وأن تجعل نفسك مقتنعا أنه لا مناص منه، وهذا الفعل السلوكي هو الصلاة، الصلاة في المسجد، استشعر قيمتها العظيمة، وحقر فكرة الخوف، وتدرج بين الصفوف حتى تكون في الصف الأول وخلف الإمام، هذا سوف يعطيك شعورا كبيرا بالمردود الإيجابي، وهذا قطعا يقلل من المخاوف، مما يجعلك تجد شيئا من الأريحية والراحة لتنفيذ العلاجات السلوكية كاملة لمواجهة مخاوفك الأخرى.

الدواء -أيها الفاضل الكريم-، استمر عليه بجرعة عشرين مليجراما، والحبة الواحدة تعتبر جيدة جدا، وتفيدك -إن شاء الله تعالى- كثيرا، البناء الكيميائي التدريجي للأدوية معروف، والتطبيقات السلوكية قطعا تدعم فعالية الأدوية، وهذا لا شك فيه، وقطعا سوف تضع هذا الموضوع في مخيلتك.

سؤالك: هل سوف أتعالج وأتحسن وأرجع كما كنت من قبل؟ نعم، هذا -بإذن الله تعالى-، بل ستكون أفضل مما كنت عليه؛ لأن الإنسان حين يكتسب مهارات جديدة، فهذه قطعا تمثل إضافة جديدة في حياته، والبناء النفسي يتصاعد إذا كان الإنسان لديه إرادة التحسن، وأحسب أنك تتمتع بهذه الإرادة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات