أعاني من أفكار وسواسية كثيرة وأسمع أصواتا، فكيف أتخلص من ذلك؟

0 261

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة غير متزوجة عمري 44 سنة، محجبة وأحافظ على صلاتي وأذكاري، أعاني من أفكار وسواسية منذ سنة وثلاثة أشهر، وكأن صوتا في رأسي يقول لي: تخيلي أن أخاك يغرق في البحر، وأبدأ بعدها بالتخيل فعلا.
وكأن أخي يغرق في البحر الهائج، وبعدها سرقت تليفونات أخي، وكنت أتخيل أن أخي الثاني يحسن السواقة، وهو بالفعل يجيد سياقة سيارته القديمة، وبعدها علمت أنه دفع ضريبة مخالفة سير، ذات مرة سمعت آية قرآن عن عذاب الكفار، فتخيلت أخي الذي يصلي وهو يعذب، وبعدها مباشرة سرقت سيارته هو أيضا.

كلما جاء لمخيلتي أي شخص منهم يحدث له شيء بعدها مباشرة، كما أن أي شخص يتوفى أشعر بأنني أنا السبب أيضا، رغم أنني أستعيذ بالله من شر تلك التخيلات والأصوات، ودائمة الاستغفار، ولكنني أشعر بالذنب لأنني أسبب الأذى لعائلتي في كل ما يصيبهم.

أنا في صراع داخلي مع نفسي، فكيف أتخلص من تلك الأفكار والأصوات؟

ساعدوني، جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نعمة حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

نرحب بك في استشارات إسلام ويب -أيتها الفاضلة الكريمة-، حين قرأت السطور الأولى في رسالتك وما ذكرتيه حول هذا الصوت، أتاني تفكير بأن هذه الأصوات هي هلاوس سمعية، ولكن حين تأملت في رسالتك واسترسلت فيها حتى نهايتها، ما استنبطته -الحمد لله تعالى- يدل أن هذه الأصوات التي تسمعينها ليست هلاوس سمعية، والهلاوس السمعية مهمة جدا؛ لأن وجودها قد يدل على وجود مرض ذهاني أو مرض عقلي.

هذه الحالة لا تنطبق عليك، فما تسمعينه من صوت هو صوت عقلك، مع شيء من الخيال والاسترسال، والخيال الذي يفرض نفسه عليك هو نوع من الوسواس القهري، -هذه حقيقة أمر مهم جدا-، وأنت اتخذت الخطوة الجيدة بأن خاطبتينا، لأنه بالفعل هذا النوع من الوسواس مزعج، ومؤلم للنفس البشرية.

أيتها الفاضلة الكريمة: لا تحسي بالذنب، نعم الوساوس دائما تهجم على الطيبين من الناس، ومن أصحاب القيم، والعلاج هو أن تذهبي الآن إلى الطبيب النفسي، فأنت محتاجة إلى علاج دوائي، تحتاجين لعقار يعرف تجاريا باسم (زولفت Zoloft)، والذي يعرف تجاريا أيضا باسم (لسترال Lustral)، ويسمى علميا باسم (سيرترالين Sertraline)، أو عقار (بروزاك Prozac)، والذي يسمى علميا باسم (فلوكستين Fluoxetine)، أو (سبرالكس Cipralex)، والذي يعرف علميا باسم (استالوبرام Escitalopram)، أو عقار (فافرين Faverin)، والذي يعرف علميا باسم (فلوفكسمين Fluvoxamine)، كلها أدوية ممتازة، مع جرعة صغيرة من عقار يعرف تجاريا باسم (رزبريدال Risporidal)، أو ما يسمى علميا باسم (رزبريادون Risperidone).

هذه التركيبة العلاجية -أي دوائين-، دواء رئيسي ودواء مساعد، -إن شاء الله تعالى- باستعمالها بالتزام سوف تنحسر هذه الخيالات، وحديث النفس الوسواسي الذي يأتيك، ومحتوياتها السيئة هذه سوف تختفي، وما وصفتيه بالصوت أيضا سوف يختفي، وستعيشين حياتك بصورة عادية جدا -إن شاء الله تعالى-.

إذا فاذهبي وقابلي الطبيب، والخطة العلاجية قد بيناها لك، وهذه الحالة تستجيب بصورة ممتازة جدا للعلاج، لا تتأخري أبدا في الذهاب إلى الطبيب.

بارك الله فيك وجزاك خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات