أعاني من الرهاب الاجتماعي الشديد والحزن وعدم الراحة

0 251

السؤال

السلام عليكم

أنا شاب بعمر 32 عاما، وأعاني من الرهاب الاجتماعي الشديد والحزن، وعدم الراحة.

درست مرحلتي الجامعية وأنا سعيد بحياتي ومرتاح بما أقدم، وبعد تخرجي من الجامعة قمت بالبحث عن وظيفة، وأموري جيدة، ولا أعاني من شيء، وبعد فترة من تخرجي -تقريبا سنة- وأنا أبحث عن رزقي.

أقفلت الأبواب في وجهي، فصرت في حزن وكآبة، وكل من أقابله يقول أبحث عن وظيفة، فكنت أتضايق، وزملائي الذين تخرجوا وأعرفهم وجدوا وظائف، وأنا لم أجد فجلست على وضعي، وازداد الأمر سوءا، فعندما يراني شخص يقول: لماذا هذا الحزن؟ وأنا غير راض عن نفسي، وأصبت بالرهاب فكنت أحضر الاجتماعات، وأنا مشدود، وواضحة علامات الخوف ودقات القلب سريعة ولا أستطيع أن أسيطر على نفسي، ومرتبك.

ازداد الأمر سوءا فصار الخوف يلازمني أينما ذهبت، حتى إذا دق الجوال يصيبني خوف! وبالي دائما مشغول وأتحدث لنفسي سرا كثيرا وأسرح كثيرا، وأفكر بأشياء ليس لها معنى.

أنا شبه معزول، وأغلب الوقت لا أتحدث بل صامت، فالكل يتحدثون وأنا صامت، وعندي برودة في الأطراف، فلا زلت على حالتي إلى الآن.

لي أربع سنوات وأنا لم أجد الراحة، أحمد الله وأشكره على أن تزوجت ورزقت بابنة وابن، وأنا موظف، وقد ذهبت لطبيب قبل شهر وشرحت له حالتي، وصرف لي دواء بروزاك 20 m حبة كل يوم صباحا، لمدة أربعة أسابيع ولكنني لم أصرفه ومتردد وخائف، حتى لا يسوء وضعي، وأكون مدمنا على الأدوية.

لم أذهب في حياتي لطبيب نفسي، وشرح حالتي إلا هذه المرة، وصرف لي هذا الدواء المذكور، فأنا في حيرة من أمري ومتردد، وأريد أن أخرج من هذا الحزن والخوف.

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو فهد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أيها الفاضل الكريم: بعد التخرج من الجامعة – وهذا إنجاز كبير جدا – بالفعل جعلك تحس بالسعادة والراحة، وهذا من حقك تماما، وبعد التخرج بدأت البحث عن العمل، وهنا واجهتك بعض الصعوبات، ونسبة لأن توقعاتك كانت عالية جدا، حين اصطدمت بالواقع وواجهت الحقائق والظروف التي تحيط بك، وأنك لم تجد الوظيفة المناسبة، هنا أصبت بخيبة أمل، وشيء من الخذلان، مما جعل الحزن يستشري إلى نفسك المطمئنة الطيبة عالية التوقعات.

أيها الفاضل الكريم، ما تعاني منه -إن شاء الله تعالى- هو اكتئاب ظرفي، مبرر من حيث الظروف التي أحاطت بك، ويظهر لي أن شخصيتك أيضا حساسة، ولذا لديك ميول للمخاوف الاجتماعية، وهي ثانوية من وجهة نظري.

أيها الفاضل الكريم: أريدك أن تعيد فرومات وتستطيب التفكير لديك – بلغة الكمبيوتر - وأريدك ألا تنظر للأمور بهذه السوداوية، نعم هنالك شيء من التأخير، هنالك شيء من عدم تحقيق التطلعات فيما يخص سوق العمل، لكنها ليست مصيبة أيها الأخ الكريم، فرصيدك الجامعي وشهادتك التي تحصلت عليها مثل دينك وعقيدتك لا أحد يستطيع أن ينزعها منك.

عليك بالمثابرة والصبر والدعاء، واطرق من اليوم أبواب العمل، والحمد لله تعالى أنت رجل متزوج، ولديك أشياء إيجابية في حياتك، لديك الذرية، وحتى العمل الحمد لله تعالى وجدته.

أخي الكريم: تلك المرحلة قد انقضت، والقانون السلوكي الرفيع والرصين هو: لا حسرة على الماضي، ولا خوف من المستقبل، إنما تعيش الحاضر بقوة وقناعة إيجابية، فهذا هو الذي أنصحك به من الناحية السلوكية.

أما من حيث العلاج الدوائي فأقدم على تناول الدواء، لا بأس في ذلك، الدواء بسيط وسليم، وهو قطعا سوف يزيل عنك الاكتئاب، مما يؤدي أيضا إلى اختفاء الخوف الاجتماعي البسيط وعدم الطمأنينة التي تحس بها.

الـ (بروزاك Prozac) والذي يسمى علميا باسم (فلوكستين Fluoxetine) ليس له آثار جانبية حقيقية، فهو دواء سليم وغير إدماني، من آثاره البسيطة أنه ربما يؤخر القذف المنوي قليلا عند الجماع، لكنه لا يؤثر على هرمون الحليب، لا يؤثر على هرمون الذكورة، ولذا لا يؤثر أبدا على ذكورية الرجل أو القدرة على الإنجاب.

اتبع الطريقة التي نصحك بها الطبيب في تناول الدواء، وإن لم يكن الأمر واضحا بالنسبة لك فأنا أقول لك: تناول كبسولة واحدة في اليوم بعد الأكل نهارا لمدة شهر، ثم اجعلها كبسولتين في اليوم لمدة ثلاثة أشهر، ثم كبسولة واحدة في اليوم لمدة ثلاثة أشهر، ثم كبسولة يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأشكر لك الثقة في إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات