أعاني من نوبة هلع خلفت وراءها قلقاً وتوتراً وخوفاً ووساوس

0 220

السؤال

السلام عليكم

مررت منذ شهرين بنوبة هلع حادة جدا، حيث خلفت وراءها ولمدة أسبوعين قلقا وتوترا وخوفا ووساوس لا يعلم بها إلا الله سبحانه، استطعت -وبفضل الله- على التغلب على معظمها بالمواجهة والعلاج السلوكي عبر النت.

منذ شهر يناير إلى حد الساعة لم أذهب لأي طبيب، ولم آخذ أي أدوية، لكن مشكلتي الآن هي أنني أعاني من: صداع حاد في الرأس تقريبا كل مساء، بالضبط في الوقت الذي كنت متعودا أن أدخن فيه المخدرات (حشيش) إلا أنني انقطعت عن التدخين ليلة النوبة، أي منذ شهر وثلاثة أسابيع.

أحس أني لست طبيعيا بل متغير المزاج، وأفقد حماسي في الحياة، وكل هذا في المساء، كما تأتيني في بعض الأحيان وساوس تمس إيماني وعقيدتي، وتأتيني رعشة لاإرادية أثناء النوم، فما هي هذه الأعراض؟ هل أنا أفقد عقلي؟ وماذا أفعل؟

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مهدي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

النوبة التي أصابتك بالفعل هي نوبة هرع حادة، تولدت عنها بعد ذلك المخاوف الوسواسية، وكذلك الشكوك الظنانية، والتي قطعا كانت مادة الحشيش سببا رئيسيا في استثارتها، فالحشيش وبما يحتويه من مادة نشطة تسمى (THC)؛ يؤدي إلى تغيرات كيميائية كبيرة جدا في الدماغ، وتحمل الناس يتفاوت لمادة الحشيش، حيث إن كل إنسان له تركيبته الجينية والوراثية.

الذي يظهر لي أنك لديك هشاشة في تكوينك وبنائك الشخصي، وهذا جعل أثر هذه المادة سيئا جدا بالنسبة لك.

أيها الفاضل الكريم: الأمر في غاية البساطة، عليك أن تزيل الأسباب، وأن ترتقي بنفسك، وأن تنقي نفسك وتطهرها من هذا المخدر القبيح، وأن تجعل لحياتك أملا ورجاء وهدفا، الحياة طيبة وجميلة، ويمكن للإنسان – خاصة الشباب من أمثالك – أن يستغلوها بصورة ممتازة، لماذا لا يدمن الشاب على حب الله ورسوله ويكون ممن نشأ على طاعة الله؛ ليكون تحت ظل الرحمن يوم لا ظل إلا ظله، بر الوالدين، مساعدة الضعفاء، التزود بالعلم الحقيقي والمعرفة، العمل الصالح، هذا كله يفتح لك أبواب الخير، فأرجو أن تجعل حياتك على هذا النمط.

أيها الفاضل الكريم: أنت غير مختل العقل، لكنك على مشارف ذلك، فلا تسقط نفسك في هذا الوادي السحيق، وادي الإدمان واختلال العقل، نرجو أن تكون راجح العقل، ويجب أن تصب الأمور في مصلحتك، فطهر نفسك وارتق بها.

في ذات الوقت أريدك أن تذهب وتقابل طبيبا نفسيا؛ لأنك تحتاج لدواءين، تحتاج لمحسن للمزاج، ولدواء يصحح المسارات الكيميائية الدماغية التي اختلت من خلال تناول الحشيش، دواء مثل: الـ (سوركويل Seroquel) ويسمى علميا باسم (كواتيبين Quetiapine) بجرعة مائة مليجراما، يضاف إليه دواء (زولفت Zoloft) أو يعرف تجاريا باسم (لسترال Lustral) ويسمى علميا باسم (سيرترالين Sertraline) بجرعة خمسين مليجراما، سوف تكون علاجات مثالية جدا، ولا تحتاج أن تتناولها لمدة طويلة.

أقدم واذهب إلى طبيب، وخذ بما ذكرته لك في هذه الاستشارة، أسأل الله تعالى أن ينفعك به، ونحن قطعا شاكرين لك، وسعداء أنك من الذين يثقون فيما يقدمه موقعك إسلام ويب.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات