ما مخاطر الزواج من فتاة تعاني الصرع؟ وهل تنصحون بالزواج منها؟

0 193

السؤال

السلام عليكم.

أشكركم على هذا الموقع الطيب.

تقدمت لخطبة فتاة تبلغ من العمر 22 عاما، وأبلغني أهلها أنها كانت تعاني من نوبات صرع منذ 8 سنوات تقريبا، تأتيها على هيئة رعشة في يدها، وفي إحدى المرات خرج الزبد من فمها.

منذ 4 سنوات لم تتعرض لأية نوبة، مع محافظتها على الدواء، الآن هي تتناول نصف حبة ديباكين يوميا.

سؤالي هو: ما تأثير هذا المرض على تشوهات الأطفال؟ وهل هو وراثي؟ وهل ينصح بالزواج منها أم أن المخاطر ستكون كبيرة في الحمل والولادة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أيها الفاضل الكريم: الصرع لا يمنع الزواج، لا بالنسبة للرجل ولا بالنسبة للمرأة، لكن هناك تحوطات لا بد أن تتخذ، وهي أن علاج الصرع يجب أن يستمر، هذا مهم جدا، وفي ذات الوقت هنالك تحوطات معينة لا بد أن تتخذ في حالة حدوث حمل، لأن معظم الأدوية التي تستعمل لعلاج الصرع ربما تكون ليست سليمة 100% في أثناء الحمل، لأنها ربما تتعارض مع تكوين الأجنة.

والفترة الحرجة –أي فترة تخليق الأجنة– هي الأربعة أشهر الأولى بعد الحمل، وهنالك ضوابط جيدة جدا لأطباء الأعصاب بالتعاون مع أطباء النساء والولادة، يشرفون على مثل هذه الحالات مثل الحمل، فكل الذي تحتاجه هذه الفتاة -إن شاء الله تعالى- بعد أن تكمل الزواج هو أن تظل تحت المواصلة والرقابة الطبية، وإذا حدث حمل قطعا طبيبة النساء والولادة سوف تقوم بالتشاور مع طبيب الأعصاب، حتى لا تتعرض لأي نوبات، وفي ذات الوقت تتناول أحد الأدوية السليمة، وبجرعة معقولة.

قطعا إنه أمر جيد ومشجع أن هذه الفتاة لم تعاني من أي نوبة منذ أربع سنوات.

أما بالنسبة لموضوع: هل الصرع وراثي أم لا؟
الاحتمالية الوراثية ضعيفة جدا –أيها الفاضل الكريم– لا أستطيع أن أنفيها على الإطلاق، لكنها ضعيفة وضعيفة جدا لدرجة أقول: ليست مزعجة.

الأمر الآخر: أعجبني تماما أن أهل هذه الفتاة –جزاهم الله خيرا– قد أخبروك بحقيقة الأمر، وهذا أمر يشكروا عليه كثيرا.

هذا هو الذي أراه، وللمزيد من الاطمئنان –أخي الكريم– يمكنك أن تستأذن أهل هذه الفتاة وتذهب وتقابل الطبيب الذي يقوم بالإشراف على علاجها، والطبيب قطعا لن يزودك بأي معلومات إلا إذا سمح والدها أو ولي أمرها بذلك. هذه طريقة جيدة، والحمد لله تعالى لدينا الكثير من التجارب الناجحة بالنسبة لمرضى الصرع، وكذلك مرضى الأمراض النفسية.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات