ابني عمره 10 سنوات يعاني من وسواس شديد في النظافة.. هل سيفيده العلاج؟

0 398

السؤال

استفسارات متعددة حول حالة وسواس قهري شديد في طفلي.

ابني عمره (10 سنوات) يعاني منذ شهرين من حالة وسواس قهري شديد طوال الوقت، وترتكز فكرة الوسواس عنده حول نقطة النظافة والخوف من التلوث والأمراض، فتتسلط عليه الأفكار السلبية طوال الوقت، وينتج عنها الأعراض متمثلة في تكرار غسل اليدين بشكل مفرط، والقلق، والضيق الشديد، والبكاء الهستيري أحيانا من شدة الوسواس، وعدم استطاعة التوقف عن عادة غسل الأيدي والتفكير فيها.

أتفهم طبيعة المرض والحالة وأحاول معه بالعلاج المعرفي السلوكي بجانب الدواء تحت إشراف طبيب نفسي، إلا أن المشكلة تكمن في صعوبة العلاج المعرفي السلوكي معه في مثل سنه -كما تعلمون- خصوصا أن حالة الوسواس في مثل عمره الصغير تكون شديدة، ولا يستطيع التحكم في نفسه، والإدراك المعرفي بحقيقة المرض والوعي به.

وأسأل عن الآتي:

1. العلاج الدوائي وحده في هذا السن، هل يكفي حاليا في تحسن حالته وشفائه؟

2. بدأ الانتظام في العلاج الدوائي وهو"سيتابرونكس 10 مجم" منذ حوالي 12 يوما، ولا زالت الحالة دون تحسن، علما أن هذا أول دواء يتناوله، وعندما سألت الطبيب المباشر للحالة أفاد أنه لن يغير الدواء، وأنه أفضل شيء له! فهل هذا صحيح؟ ولماذا؟ وهل الجرعة 10مم مناسبة؟ ومتى يبدأ التحسن في الظهور؟

وإن كنتم تنصحون بتغيير الدواء فما هي الجرعة التمهيدية والعلاجية؟

برجاء الإفادة، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ هشام فتحي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أيها الفاضل الكريم: أفضل شيء لهذا الابن – حفظه الله – أن يكون تحت إشراف طبيب نفسي مختص في الطب النفسي للأطفال، -والحمد لله تعالى- مصر بها الكثير من هؤلاء الأطباء.

بالنسبة للوساوس القهرية في مثل عمر هذا الابن: بالفعل هي مؤلمة جدا للطفل ولا شك في ذلك، ويجب أن تعالج حتى لا تتطور.

العلاج الدوائي ذو فائدة كبيرة وكبيرة جدا، وأعتقد أنه من الضروري أن يكون هنالك التزام بالدواء الذي اختاره له الطبيب.

الطفل لا زال صغيرا، وقطعا الطبيب حين وصف له الـ (سيتابرونكس) لا بد أن يكون ذلك على أسس علمية، وسلامة الدواء يجب أن تراعى، في مثل هذه الأعمار يجب أن تكون هنالك محاذير كثيرة حول استعمال الأدوية، وعقار (فلوكستين Fluoxetine)، أي (بروزاك Prozac) من الأدوية التي تستعمل في مثل هذه الأعمار، لكن أرجو أن تلتزم بالدواء الذي وصف من قبل الطبيب، ولا شك أن فترة 12 يوما هي فترة قصيرة جدا لظهور أي تحسن حقيقي.

التحسن الأولي يتمثل في قلة القلق نسبيا، القلق لا يكون على حدته السابقة، وهذا قطعا سوف يساعد الطفل في التطبيقات السلوكية، والتطبيقات السلوكية لا مناص منها أبدا، لا أعتقد أن الدواء لوحده سوف يعالج الطفل؛ لأن تعديل السلوك وتثبيته من خلال تعلم ما هو صحيح أعتقد أن ذلك مهم.

ويا أخي الكريم: الأطفال يستجيبون للعلاجات السلوكية بصورة ممتازة جدا؛ لأن الطفل يرتاح كثيرا لمبدأ تعزيز السلوك الإيجابي، فأنا أعتقد من خلال جلستين إلى ثلاثة مع الأخصائي النفسي سوف يدرك الطفل تماما أهمية العلاج السلوكي، وأنت من جانبك حاول أن تطبق ما ينصح به المعالج السلوكي.

ومبدأ التعريض مع منع الاستجابة هو المنهج الأساسي.

أسئلتك: هل العلاج الدوائي لوحده يكفي؟ الإجابة لا، نعم الدواء يساهم ويساهم بصورة ممتازة جدا في تحسنه، لكن أي تحسن يأتي من الدواء لوحده سوف يؤدي إلى انتكاسة حين يتوقف الطفل عن الدواء.

والتدرب السلوكي مهم جدا؛ لأنه تطوير مهارات جديدة، ويمنع الانتكاسة إن شاء الله تعالى.

السؤال الثاني: أظنني قد أجبت عليه.

متى يبدأ التحسن: لا بد أن تكون هناك درجة بسيطة من إزالة القلق، وبعد ذلك يظهر التحسن -إن شاء الله تعالى-، والتحسن الناتج من الدواء يتفاوت بين الناس في مدته، هنالك من يحتاج لثلاثة إلى أربعة أسابيع، وهنالك من يحتاج إلى ثلاثة إلى أربعة أشهر، فهنالك تفاوت.

المهم – أخي الكريم – هو المتابعة مع الطبيب، هذا أمر مهم وضروري.

أسأل الله تعالى لابنك العافية والشفاء، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات