كيف أتخلص من الرهاب الاجتماعي الظرفي؟

0 115

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب وشخص أعتبر (ناجحا) على صعيد مجتمعي، والكل ينظر لي كمثال للشخص الناجح الطموح، أدرس في إحدى أفضل جامعات العالم بتخصص مميز أيضا.

أعاني من رهاب ظرفي، مشكلتي بدأت منذ وقت قريب، كنت في اجتماع عائلي (في إجازة في وطني) وطلبوا مني أن أصب لهم القهوة، وأنا أصب القهوة يدي فجأة ارتجفت، وأصبت بتعرق شديد، والأعين كلها كانت علي، هذا الموقف أصابني بإحباط شديد جدا.

وللعلم في ذاك اليوم كنت صائما عن الأكل، وأشعر بنعاس، وبعد هذا الموقف حياتي انقلبت إلى جحيم، وأصحبت أعاني من رجفة مستمرة في يدي (في الاجتماعات) عندما أمسك القهوة أو الشاي، وعند الناس الذين حدث أمامهم هذا الموقف، وأصبحت أتخوف من الاجتماعات من أجل رعشة يدي، ولكني ما زلت أحضرها ولن أتردد.

عدت لدراستي في بلاد الغربة، وصار عندي مخاوف من المشاركة في المحاضرات، لكن رغم ذلك لا زلت أشارك، لكن أحيانا أشعر بخوف.

مشكلتي الآن تتعلق برجفة يدي، فأنا شخص طبيعي، وأتكلم بصوت عال، ولا أخاف أحدا، بل إني أعتبر جريئا جدا عند أصحابي، وأقودهم في كثير من المواقف.

عملت فحوصات كاملة، فليس لدي أي سبب عضوي لهذه الرجفة، بل السبب نفسي، وأريد حلا لرجفة اليد، فأحيانا أشعر بالتحسن، وأحيانا تعود لي، وخصوصا إذا تذكرت الموقف الذي حصل عند صب القهوة.

بارك الله فيكم، وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ جوهر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أشكر لك الصلة والثقة في إسلام ويب، وحقيقة ما وصفته هو بالفعل أمر ظرفي وعارض -إن شاء الله تعالى-.

أحيانا المواجهات الاجتماعية حتى وإن كانت عادية جدا -ولأسباب غير معروفة- قد تحدث للإنسان تغيرات فسيولوجية ناشئة من الجهاز العصبي اللاإرادي، قد ينتج من ذلك إفراز شديد في مادة تعرف باسم (أدرينالين adrenaline) أو تسمى (إبينيفرين Epinephrine) وهذا يؤدي إلى تسارع في ضربات القلب لدى بعض الناس، وشيء من الشعور بالرعشة وربما الرجفة كما حدث لشخصك الكريم.

إذا –أخي الكريم- أنا أعتبر حالتك حالة عرضية ظرفية، ولا أريدك أبدا أن توسوس حولها، لأنك إذا جعلتها هاجسا هذا سوف يجلبها لك، وهذا أمر مجرب ومعروف، فإذا العلاج الرئيس عن طريق التجاهل، والعلاج الثاني يتمثل في تطبيق تمارين الاسترخاء حسب ما ورد في استشارة الموقع تحت رقم: (2136015).

بالرغم من أنه ليس لديك رهاب اجتماعي حقيقي، لكن أريدك أن تكثر من التواصل الاجتماعي، الحرص على الرياضة الجماعية، على صلاة الجماعة، زيارة المرضى في المستشفيات، حضور الاجتماعات واللقاءات الثقافية، مشاركة الأصحاب في احتفالاتهم وأعراسهم، ... وهكذا. هنا –أخي الكريم– تعرض نفسك تعريضا إيجابيا جدا، وهذا فيه خير وفائدة كبيرة لك.

أعتقد أيضا أن تناول جرعة صغيرة من العقار الذي يعرف تجاريا باسم (إندرال Inderal) ويعرف علميا باسم (بروبرانلول Propranlol) سوف يكون كافيا لك جدا، وجرعة الإندرال هي عشرة مليجراما صباحا ومساء لمدة شهر، ثم عشرة مليجراما صباحا لمدة شهر آخر، ثم تتوقف عن تناوله.

الإندرال لا يسمح بتناوله بالنسبة للذين يعانون من الربو، بخلاف ذلك وبهذه الجرعة الصغيرة هو دواء بسيط وسليم جدا، وأنت لا تحتاج أبدا لدواء مضاد للخوف الاجتماعي.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات

لا يوجد استشارات مرتبطة