أنا رجل ولكن بمواصفات امرأة ضعيفة.. ماذا أفعل؟

0 252

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب في 27 من عمري، أعمل في شركة خاصة فني كهرباء، أكتب إليكم سطوري هذه وأنا في قمة الألم والتحطم، ينتابني شعور بأني لا شيء، ساذج، لا أجيد التواصل والكلام، أخاف من النظر إلى أعين الناس.

إذا نظرت أشعر بالخجل ورغبة في الضحك، أشعر أني أعيش في اللاوعي، في حالة تفقدني أدنى شعور بما حولي، وفي عملي أشعر أني أغبى الموظفين، لا يوجد لدي ثقة، فحينما أرسل إلى عمل شيء لا بد أن يكون معي شخص؛ لأني أشعر أني غير مستوعب، وأنني سأرتكب خطأ.

لا أقبل العتب والتوبيخ؛ لأنني أغضب بسرعة، ولا أستطيع أن أستجمع أفكاري للرد، وأحيانا أبكي، نعم، هل تصدقون أن رجلا في هذا العمر يبكي من حدة المناقشة؟!

إذا صليت في المسجد شعرت أنني مستهجن، وأن الناس يراقبونني، أو تحدثهم أنفسهم بشيء عني، وأحيانا إذا قمت للسنة بعد الصلاة أشعر أن الإمام يراقبني فأسترق النظر إليه، فإذا بنظراته عادية، أو أنه لا ينظر إلي.

أستحي حتى من النظر إلى والدي ووالدتي، أنا ضعيف بشكل لا يتصور أبدا، والمشكلة أنني متزوج، ولدي طفلان صغيران، وأشعر بالحرج من البكاء بعض الأحيان أمامهم.

أقسم بالله أن الانتحار لو كان حلالا لانتحرت!

أشيروا علي، أنا تعبت، أنا رجل ولكن بمواصفات امرأة ضعيفة!

والله المستعان.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Naif حفظه الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مشاعر الدونية التي تنتابك قائمة على نمط من التفكير الوسواسي السلبي، وهذا الذي يجعلك تقدر ذاتك بالصورة التي تحدثت عنها، وأيضا حددت صورتك مع العالم الخارجي من منطلق ما تحس به من دونية.

أيها الفاضل الكريم: الإنسان يجب ألا يقبل الأفكار السلبية، والإنسان من الناحية السلوكية هو عبارة عن مثلث: ضلعه الأول الأفعال، وضلعه الثاني المشاعر، وضلعه الثالث الأفكار، الأفكار والمشاعر كثيرا ما تكون سلبية جدا، ويستطيع الإنسان أن يتغلب على ذلك من خلال التفعيل، من خلال ضلع الأفعال والإنجازات، وهذا قد يحتاج من الإنسان أن يكابد نفسه، ويجتهد، وينجز.

والحمد لله تعالى أنت رجل لديك عمل، ولديك أسرة، وأمامك فرصة عظيمة جدا لأن ترتقي بنفسك وتقدرها التقدير الصحيح، وذلك من خلال إثبات ذاتك، من أن تعمل، وأن تثابر، وأن تحسن إدارة وقتك، وأن توطد علاقاتك الاجتماعية، تجعلها أكثر فاعلية، وأن تصاحب الأخيار حيث لا اضطهاد ولا شعور بالحنق.

وهذا قطعا سوف يؤدي إلى تغيير كبير جدا في أفكارك ومشاعرك، سوف تتحول من أفكار ومشاعر سلبية إلى أفكار ومشاعر مفعمة بالأمل والرجاء وكلها إيجابية.

أخي الفاضل الكريم: سوف تستفيد كثيرا من أحد الأدوية المحسنة للمزاج والمضادة للقلق الوسواسي، وعقار يعرف تجاريا باسم (فافرين Faverin) ويعرف علميا باسم (فلوفكسمين Fluvoxamine) سيكون هو الأفضل، أتمنى أن تتواصل مع طبيب نفسي، أنت تحتاج لعدد قليل من الزيارات للطبيب، وأعتقد أنك سوف تستفيد كثيرا.

أخي الكريم: قطعا أحزنني جدا قولك: إن (الانتحار لو كان حلالا لانتحرت) لا، هذا –أخي الكريم– فكر سخيف، يجب أن تضعه تحت قدمك، هذا لا يشبهك أبدا، الحياة طيبة وأنت طيب، ويمكن أن تعيش حياة جميلة جدا، واستعن بالله ولا تعجز، ولا تقل: لو كان كذا لكان كذا، ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل، واحرص على ما ينفعك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات