الإحساس بقرب الموت جعلني أنعزل عن المجتمع ولا أقوم بواجباتي، ما الحل؟

0 158

السؤال

السلام عليكم.

أنا طالب ثانوية عامة، منذ حوالي 3 أسابيع جاءتني أعراض، وهي دوخة وتنميل في الساقين، وزيادة ضربات القلب، وعدم التركيز تماما عند التحدث مع الآخرين، وإحساس بأني في عالم آخر، وأن الذي يكلمني أسمعه وكأنه يكلمني من بعيد!

عملت تحاليل سكر وتحاليل ضغط، والنتائج كلها سليمة، قلت الأغراض، لكن هناك شعور يطاردني، وهو الشعور بالموت، وأني سأموت اليوم، وأني غير قادر أن أرى أمي وأبي وإخوتي مرة أخرى، وكلما أفتح التلفاز أو الفيس بوك بالصدفة أرى أشياء كثيرة عن الموت، وأقول: أن هذه رسالة من الله يبعثها لي؛ بأن أجلي قد اقترب جدا.

أي أحد ألقاه، ويكون لنا فترة لم نلتق، فأقول: أكيد أن ربنا بعثه لي لأودعه، وأظن أن الذي سيموت، فإنه يحس بذلك قبل 40 يوما من موته، أعيش حياتي في حيرة!

أرجو المساعدة، فامتحاناتي ستكون بعد شهرين، ولست مستعدا، وكلما أقول: سأبدأ أذاكر، فإن الشعور يأتيني، وأنا شخصية اجتماعية، لكني الآن غالبا أقعد في البيت، ولا أخرج، وأي أحد يتصل علي لا أرد عليه، فأنا في عزلة وحزن بسبب هذا الموضوع، وكل تفكيري منصب على هذا الموضوع.

علما أني آخذ أقراص (cipralex 10 mg)، نصف حبة كل يوم بعد الإفطار.

ساعدوني، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فقطعا الذي تعاني منه هو في بدايته كان نوعا من نوبات الهرع، ثم بعد ذلك تحول الأمر إلى مخاوف، ومخاوفك محتواها وسواسي، خاصة التفكير حول الموت.

إذا أنت تعاني من قلق المخاوف الوسواسي، وهذا هو تشخيص حالتك، وهذه الأفكار تعالج من خلال تحقيرها، عدم الاهتمام بها، وأن تشغل نفسك وتملأ الفراغ، لا تترك فراغا ذهنيا أو فراغا زمنيا، وحين تأتيك أي فكرة من هذه الأفكار يجب أن تقاومها، ويجب أن تحقرها، ويجب أن تتجاهلها.

هذه هي الطريقة العلاجية الصحيحة: اجتهد في دراستك، نظم وقتك، مارس الرياضة، حاول أن تناول مبكرا، تجنب التفسيرات والمناقشات الوسواسية.

هذا الذي تقوله بأن الذي سوف يموت يحس بموته قبل أربعين يوما، هذا كله كلام وسواسي وليس أكثر من ذلك، ولا أحد يعرف متى يموت، فخمس لا يعلمهن إلا الله، واقرأ قوله تعالى: {إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير}، والموت من الغيب، وقد قال الله تعالى: {قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله}.

توكل على الله، واحرص على الصلاة في وقتها، وعليك بالدعاء.

أما بالنسبة للعلاج الدوائي، فأقول لك: إن (السبرالكس) ممتاز جدا، وأرجو أن تراجع الطبيب الذي وصفه لك، والجرعة المطلوبة في حالتك هي حبة كاملة، أي عشرة مليجرام يوميا، لو تناولتها على الأقل لمدة ثلاثة أشهر، أعتقد أنها سوف تساعدك كثيرا، فأرجو أن تراجع الطبيب، وأن تتبع التعليمات التي يرشدك إليها.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات