ما علاج الوسواس القهري المتعلق بالكفر بالله؟

0 317

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أود أن أسأل عن سبب الوسواس القهري المتعلق بالعبادة، أثناء الصلاة وغيرها، حيث يسمع الشخص المصاب أصواتا تتعلق بالكفر بالله والفواحش، رغم أنه يصلي ويقرأ القرآن ويحافظ على الذكر اليومي، وقد ازداد هذا الوسواس لديه بعد سداده لدين قديم، وجميع مشاريعه أصبحت معطلة، فهل هذا المرض متعلق بسحر أو أنه مرض نفسي؟ وما العلاج؟
جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ikram حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يصرف عنك كل سوء، وأن يعافيك من كل بلاء، وأن يرد عنك كيد الكائدين، وحقد الحاقدين، واعتداء المعتدين.

وبخصوص ما ورد برسالتك -أختي الكريمة الفاضلة- فالوسواس القهري هو نوع من الحرب غير المعلنة من الشيطان الرجيم -لعنه الله- على عباد الله الصالحين، فالشيطان -لعنه الله- عز عليه أن تكوني على صلاة وأذكار وقراءة قرآن، وأوراد كثيرة، وحرص على طاعة الله، وبعد عن المعاصي، حاول معك أن يجرك إلى المعاصي الظاهرة، ولكن الله حفظك وثبتك، فانطلق بك -الملعون- إلى المعاصي الباطلة، وانطلق بك إلى حرب تسمى بحرب الشبهات، بأن يثير في نفسك أشياء تتعلق بحبيبك ومولاك -جل جلاله-، وكذلك نبيك المصطفى -عليه صلوات ربي وسلامه-، أشياء تكرهينها ولا تحبينها، حتى يسبب لك إزعاجا شديدا في داخل نفسك، ويشعرك بحقارة وتفاهة ما تقومين به من أعمال، رغم أنها أعمال عظيمة، كل هذا هو نوع من الحرب القذرة التي يشنها الشيطان على قلوب عباد الله الصالحين.

ولذلك أول شيء أريد أن أخبرك به بأن هذه كلها أفكار لا قيمة لها، ولا تؤثر في علاقتك مع الله -تبارك وتعالى- أبدا، لأنها خارج سيطرتك، وخارج إرادتك، وخارج تفكيرك، وخارج نيتك أصلا، وإنما هي حرب ضروس يشنها الشيطان عليك، فعليك بعدم الاستسلام لهذه الأفكار، وألا تنزعجي منها أبدا، اعتبريها كأنها لم تكن، وكأنها شيء تافه وشيء حقير، وشيء ساقط لا قيمة له، لأن هذه الأفكار أعلم أنها تؤثر في نفسك وتزعجك لأنها تتعلق بذات مولاك -سبحانه وتعالى-، ولكن مصدرها ومنبعها إنما هو الشيطان الرجيم -لعنه الله- .

الشيطان حسد أباك آدم -عليه السلام- عندما كان في الجنة، وظل يزين له ويوسوس له، كلها وسوسة قلبية؛ لأن هذا الكلام الذي حدث من الشيطان تجاه أبيك آدم -عليه السلام- كما قال الله تعالى: {فوسوس لهما} فإذا كانت عبارة عن أمور نفسية كالتي عندك، ورغم ذلك استطاع أن يؤثر في قلب أبيك آدم -عليه السلام- وأن يزين له الأكل من الشجرة حتى أكل منها فخرج هو وأمك حواء من الجنة.

إذا هذا هو الذي يفعله الشيطان، والذي يريده أن يواصل هذه الحملة الشرسة والعنيفة على قلبك، حتى يقول لك: (لا حل إلا أن تتوقفي عن هذه العبادات وهذه الصلاة؛ لأنك الآن لا تعرفين الله، ولأنك تسبين الله، ولأنك لا تحبينه) وهذا الذي يريده، أن تتوقفي عن العبادة والطاعة.

فأتمنى -بارك الله فيك- ألا تعطيه هذه الفرصة أبدا، وأن تقطعي عنقه بالمزيد من الطاعة، والمزيد من العبادة، والمزيد من قراءة القرآن، والمزيد من الأذكار، حتى وإن كنت في حالة الوسوسة وفي حالة الشك وفي حالة تذكر هذا الكلام لا تتوقفي عن العبادة، لأن العبادة هي الحصن الحصين الذي تلجئين إليه، وهذا ما أخبر به النبي -صلى الله عليه وسلم-، إن ذكر الله تعالى هو الحصن الحصين الذي يقينا من الشيطان الرجيم.

فعليك بمواصلة هذه الأعمال، وكلما جاءتك هذه الأفكار السيئة حاولي أن تصرفيها عن ذهنك، ولا تفكري فيها، ولا تستسلمي لها، ولا تسترسلي معها، وحاولي -بارك الله فيك- كلما جاءتك هذه الأفكار أن تبصقي على الأرض، وأن تمسحي البصقة بنعلك، وأن تقولي: (هذه أفكارك يا عدو الله تحت نعلي، أنا لن أصدقك، أنت لن تهزمني، لأني مؤمنة بالله، وأحبه ويحبني).

هذا الكلام كرريه دائما، وأعتقد أنها فترة -بإذن الله تعالى- وسوف ينتهي هذا الكلام كله، وتعودين إلى وضعك الطبيعي الذي كنت عليه -بإذن الله تعالى- .

فيما يتعلق: هل هو مرض نفسي أو سحر؟ طبعا الوساوس لها أسباب متعددة، ولكن أهمها كيد الشيطان الرجيم، إلا أن هذا لا يمنع من استعمال الرقية الشرعية، فالرقية الشرعية قطعا إن لم تنفع فلم ولن تضر، فعليك بالرقية الشرعية، سواء رقاك راق، أو حاولت الاستماع إلى الرقية، أو قرأتيها بنفسك، ولكن أوصيك بالمحافظة على أذكار الصباح والمساء، وأذكار النوم، وأذكار ما بعد الصلوات، والإكثار من الاستغفار، والاستعاذة بالله تعالى، والإكثار من الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-.

كما أتمنى أن تستمعي إلى الرقية الشرعية للشيخ محمد جبريل -هذا المقرئ المصري- من الإنترنت، تستطيعين أن تستمعي إليها ليلا خاصة الرقية الطويلة، فهي نافعة -بإذن الله تعالى-، وأبشري بفرج من الله قريب.

مواد ذات صلة

الاستشارات