جربت العلاج السلوكي ولكني ما زلت أعاني من الرهاب الاجتماعي

0 140

السؤال

السلام عليكم

أعاني من الخوف الشديد، والإحساس بالضعف، وعدم القدرة على المواجهة والدفاع عن نفسي، علما أني اجتماعي، وليس عندي مشاكل صحية -والحمد لله-، مسلم مؤمن ملتزم -والحمد لله-.

جربت العلاج على أيدي أمهر الأطباء في المملكة العربية السعودية، وما من نتيجة تحمد، وللعلم أني أعاني من هذه المشكلة منذ 13 سنة.

جربت الدواء والعلاج السلوكي من المواجهة ونجحت في المواجهات، ولكن لا شفاء، مع العلم أن لدي قوة -والحمد لله- لا يستهان بها، وأنا رياضي، ولا أبحث عن علاج لقتال الناس، لكن أحس بالضعف إحساسا مخزيا، ومحرجا بين النفس والروح.

أسأل الله لي الشفاء، ولكل المؤمنين، هل يوجد حل لهذا المرض غير الأدوية؟ هل يوجد هرمون مسئول عن الشجاعة؟ وهل يمكن أخذه؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مجرد هذه المشاعر السلبية بالضعف والخوف، هذه في حد ذاتها تعتبر مشكلة، وأفضل علاج لك هو ألا تقبل هذه المشاعر، من الذي قال لك أنك ضعيف؟ ما هو المقياس الذي نقيس به ضعف البشر وقوتهم؟ لا، الأمر أمر نسبي، وأنت لا تقل عن الآخرين، لا بد أن ترسخ هذا المفهوم في كيانك أيها الفاضل الكريم.

والأمر الآخر هو: أن تسعى لأن تكون نافعا لنفسك ولغيرك، من خلال التطبيقات العملية في السعي لنفع الآخرين ونفع ذاتك، قطعا سوف يأتيك شعور بأنك لست بأقل من الآخرين، فيا أخي الكريم: انخرط في أي عمل تطوعي أو اجتماعي، وكن في صحبة الآخرين، خاصة الأفاضل من الناس، هذا يطورك نفسيا ومهاريا، ويخرجك من هذا التفكير السلبي الذي أنت فيه.

أعتقد أن حالتك تعالج من خلال مثل هذه الأنشطة، بالتغيير من أفكارك هذه، واسأل نفسك: ما هي برامجك المستقبلية؟ ما هي آمالك؟ ولا بد أن تكون لك خطط تحسن من خلالها إدارة وقتك على أسس تجعلك تحقق آمالك وأهدافك وطموحاتك الآنية والمتوسطة المدى والبعيدة المدى.

ويا أخي الكريم: الصلاة مع الجماعة، الصلاة مع الجماعة، الصلاة مع الجماعة تزيل الخوف، وتجعل الإنسان يحس بالطمأنينة، تجعل الإنسان يحس براحة البال، ويا حبذا بعد أن تنقضي الصلاة متى ما وجدت فرصة تقف مع إخوانك، تتجاذب معهم أطراف الحديث، هذا فيه طمأنينة كبيرة، وفيه تحسين كبير للمهارات.

هذه أمور قد لا يعريها بعض الناس الاهتمام، لكن قيمتها العلمية والسلوكية عظيمة جدا.

أخي الكريم: أنت رياضي، وهذا أمر جيد، فواصل في ممارسة الرياضة؛ لأن الرياضة تقوي النفوس كما تقوي الأجسام ولا شك في ذلك.

بر الوالدين والسعي نحو ذلك دائما ينزل على النفس الطمأنينة ويطور من مهارات الإنسان.

هذا – يا أخي – هو الذي أنصحك به، ولا حاجة لعلاج دوائي، وأشكرك على التواصل مع إسلام ويب، وأسأل الله لك التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات