وسواس العقيدة جعلني أفكر بالانتحار مراراً، فكيف السبيل للتخلص منه؟

0 258

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة أعاني من وسواس العقيدة، كنت قد قرأت كتابا عن أهوال يوم القيامة منذ سنتين، وبعدها تبت لله توبة نصوحة، وأصبحت أسعد فتاة في العالم، وشعرت بلذة الإيمان وحلاوته، وأصبح همي الوحيد هو حفظ القرآن الكريم.

ولكن في أحد الأيام شعرت بوسواس في العقيدة يلازمني طوال اليوم، فاستعذت بالله منه ونسيته، ولكن بعد أسبوع عاد لي الوسواس بشكل زائد، قاومته، وبكيت كثيرا، ودعوت الله كثيرا، ولكن للأسف دون جدوى.

أصبحت أفكر بشكل الله وهيئته سبحانه، حتى تركت الصلاة والقرآن، فكيف أصلي لله وأنا أشك به سبحانه، وأصبحت أشعر أن كلام الله عن الكافرين في القرآن موجه لي، فلم أعد أقرأ القرآن.

أهملت دراستي رغم تفوقي فيها، أصبحت أخشى الرسوب وأنا مقبلة على الثانوية العامة، فكرت بالانتحار مرارا؛ للتخلص من هذه الحياة التي سئمتها.

فكيف السبيل للتخلص من تلك الوسواس؟ أفيدوني جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فرح حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

أهلا بك في موقعك "إسلام ويب"، وإنا سعداء بتواصلك معنا، ونسأل الله أن يحفظك من كل مكروه، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به.

وبخصوص ما تفضلت بالسؤال عنه: فإننا نبشرك بأن ما حصل معك هو صريح الإيمان، وهذه بشارة خير لا نذير شؤم، فأبشري واطمأني، ولا تجعلي الشيطان يزين لك الخير شرا والحق باطلا.

أختنا الكريمة: إننا سنعطيك الآن ضابطا تستطيعين من خلاله رد أي شبهة ترد عليك، حتى تعيشي حياتك مستقرة مستمتعة بنعمة الله عليك.

انظري أختنا إلى كل كلمة ترد على خاطرك، أو تلقى في أذنك، أو تمر على ذاكرتك، مهما كان قبحها، أو فجرها، أو خبثها، لا يهم، المهم هل تجدي قناعة داخلية ورضى عن هذه الكلمة؟ الظاهر من حديثك ألا قناعة، ولا رضى، بل ألم وحزن وهم وغم، وهنا القاعدة إذا اختلاف ما يرد في الخاطر عن سلوك المرء أو معتقده، فهذا شيطان فاستعيذي بالله منه، ولا تعبئي بشيء، ودعينا نضرب لك مثالا:

لو قلت في داخلك: الله هو الواحد الأحد، ومحمد هو النبي الخاتم، والجنة حق والنار حق، هل تجدي الكلام الداخلي غير ما تعتقدين، وغير ما تؤمنين؟ هل تجدي حرجا أن تقولي هذا الكلام في نفسك؟ بالطبع لا؛ لأن هذا هو حقيقة ما تعتقدينه، أما لو قال لك الشيطان أو قذف كلاما غير صحيح فكررتيه في نفسك؛ هل تجدين موافقة على هذا الكلام في ظاهرك؟ هل تجدين تلذذا وقناعة به؟ إذا كنت تنكرينه فليس هذا قولك، وإذا كنت تتألمين منه فاعلمي أن هذا صريح الإيمان في قلبك؛ لأنك لو اعتقدت به لما تألمت.

لا تستمعي إلى هذه الوساوس، واعلمي أن الله أرحم بك من الدنيا وما فيها، وأن الله أعلم بما فيك، وأن الله يحبك ويحب لك الخير، كما نوصيك أن تحرصي على التقرب من الله، وعلى مواصلة دراستك، ونسأل الله أن يوفقك ويرعاك، والله المستعان.

مواد ذات صلة

الاستشارات