الوسواس في الإيمان.. كيف أتخلص منه؟

0 187

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أحيانا يوسوس لي الشيطان بأفكار لا تليق بالله سبحانه وتعالى، يوسوس لي كثيرا وأستعيذ، ولكن تعود مرة أخرى وأحاول الإعراض عنها، ثم يوسوس لي كثيرا.

هل هذا سوء ظن بالله؟

وما الذي يساعدني على الإعراض عن الوساوس؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ AMR حفظه الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك –أيها الولد الحبيب– في استشارات إسلام ويب مجددا، نسأل الله تعالى بأسمائه وصفاته أن يعجل لك بالعافية من هذه الوساوس، وأن يذهبها عنك.

الوساوس –أيها الحبيب– شر عظيم، إذا تسلطت على الإنسان؛ أوقعته في أنواع من المشاق والمتاعب، وجرت إليه ألوانا من المعاناة، وهذا كله على خلاف ما يريده الله سبحانه وتعالى من عباده، فقد شرع لهم سبحانه وتعالى دينه سهلا سمحا، وأخبرهم في كتابه -سبحانه وتعالى- بأنه لا يريد بهم حرجا ولا مشقة، وإنما يحاول الشيطان أن يفسد على الإنسان دينه بما يحاول إلقاءه من هذه الوساوس في قلب المسلم؛ لصرفه عن الله تعالى، وعن طاعته، أو لتثقيل العبادات عليه.

إذا علمت أن هذا كله من مكر الشيطان وكيده سهل عليك -بإذن الله سبحانه وتعالى– أن تتخلص منها، وذلك بأن تعلم بأن الإعراض عنها وعدم الاشتغال بها هو الذي يريده الله تعالى منك ويحبه، وهو الذي يوصلك إلى رضوانه، فهذا يشجعك ويقويك على سلوك هذا الطريق.

ثم اعلم –أيها الحبيب– بأن عون الله سبحانه وتعالى للإنسان يسهل به كل أمر صعب، فلا سهل إلا ما جعله الله سهلا، وهو يجعل الحزن إذا شاء سهلا، فاستعن بالله سبحانه وتعالى والجأ إليه؛ ليخلصك من هذه الوساوس، وذلك بالاستعاذة بالله سبحانه عندما تعرض لك، وهذان الجانبان هما دواء هذه الوسوسة وسبب ذهابها وزوالها بإذن الله:

الأول: الانصراف عنها بالكلية كما قلنا.

الثاني: الاستعاذة بالله سبحانه وتعالى واللجوء إليه والاحتماء به.

إذا ثبت على هذا الطريق وصبرت عليه؛ فإن الله تعالى سيتولى عونك، وسيذهبك عنك هذه الوساوس، وكلما عرضت لك من جديد الجأ إلى هذا الدواء حتى يمن الله تعالى عليك بالعافية، ومعاودتها لك إنما هو مكر جديد من الشيطان، فلا تيأس من رحمة الله تعالى، ولا تقنط من فضله وعطائه، فإنه لا يعجزه شيء، فعافيتك سهلة يسيرة عليه، ولا تسيء ظنك بالله.

رجوع هذه الوساوس مرات إليك ليس فيها ما يدل على أنك قد أسأت الظن بالله، ولكنه طمع الشيطان فيك ومكره بك، فلا تحقق ظنه فيك، الجأ إلى الله، واستعن به، وجاهد نفسك للانصراف عن هذه الوساوس، وبسلوكك هذا الطريق والثبات عليه ستذهب عنك -إن شاء الله تعالى-.

نسأل الله لك العافية والشفاء.

مواد ذات صلة

الاستشارات