أعاني من الخوف والقلق والرهاب، وأتخوف من (البروزاك)

0 211

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخي العزيز الدكتور/ محمد عبد العليم: أرجو منك إرشادي، فأنا متردد، وخائف جدا من (البروزاك)، لم أستطع تناوله؛ وذلك بسبب تصفحي في الإنترنت، حيث إن المستخدمين يشكون منه بأنه سبب لهم مشكلات وقلقا وهلعا، ولا يدرون ماذا يفعلون؟

دكتوري العزيز: أرجو منك أن تحدثني عن هذا الدواء من جميع نواحيه.

أعتقد أنني أعاني من الخوف، والقلق، والتفكير الزائد، وعدم الثقة؛ مما سبب لي الرهاب؛ ولذا أتحاشى الذهاب إلى المناسبات، وأختلق الأعذار لعدم الذهاب.

إذا كان هناك دواء للخوف، والرهاب، وتضخيم المواقف لدي، فأرجو منك وصفه لي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أشكر لك تواصلك مع إسلام ويب.

أنا أعرف أن كثيرا من الذين يعانون من المخاوف والوساوس والقلق يترددون كثيرا في الأدوية، ولا لوم عليك في هذا الأمر أبدا إن شاء الله -تعالى-.

أخي الكريم: معرفة الحقائق العلمية مهم دائما، فالأدوية لها مضار ولا شك في ذلك، وأستطيع أن أقول لك: إن جميع الأدوية لها آثار جانبية، وأدوية أخرى لها آثار سمية.

نحن حريصون حرصا تاما ألا نصف دواء له أثر سمي إلا بعد فحص المريض، وأن يكون المريض تحت الرقابة، هذا أمر متفق عليه، البنادول مثلا –أخي الكريم– قد يرفع من أنزيمات الكبد، وكما تعرف أن البنادول يمكن الحصول عليه حتى من السوبرماركت.

بالنسبة (للبروزاك): أنا لا أروج تجاريا أبدا لأي دواء، لكني أروج له علميا، إذا كانت قناعتي وثوابتي تؤكد أن هذا الدواء سليم وينفع الناس.

(البروزاك) غير حياة الناس منذ أن دخل سوق الأدوية عام (1988م)، وهذا الدواء يتميز بالسلامة المطلقة مقارنة بمضادات الاكتئاب الأخرى، والدواء يمكن تناوله الآن في جميع الأعمار، حتى الحوامل، فيمكن للمرأة الحامل الآن أن تتناول (البروزاك) مع اتخاذ بعض التدابير الاحتياطية.

أخي الكريم: أنا أعرف تماما أن الإنسان إذا تردد حول دواء يصعب إقناعه، وأنا لا أريد أبدا أن أؤثر عليك بصورة إيحائية سلبية، يعني لا أريد أن أفرض عليك بما يسمى بسلطة المعالج، هذا الأمر ليس صحيحا، أنا أريد لك الخير، وأعرف أنك تريد الخير لنفسك، وأنا أؤكد لك أن الدواء سليم.

أخي الكريم: اذهب إلى الطبيب، قابل الطبيب الذي تثق فيه، وأنا متأكد أن الطبيب سوف يشرح لك، ومجرد تواصلك مع الطبيب هذا في حد ذاته فيه خير، وسوف يدعم قناعتك بالدواء.

حين تكتب لك الوصفة الطبية، وتذهب إلى الصيدلية، وتقوم بأخذ الدواء، هذه العملية في حد ذاتها تحسن من قناعتك بتناول الدواء.

أما أن يوصف لك الدواء من خلال خدمة الكترونية أو خلافه، فهذا ربما يهز من ثقتك في الدواء، وأنا أقدر ذلك تماما –أخي الكريم–.

نحن في إسلام ويب ضوابطنا لوصف الأدوية معروفة، وواضحة جدا، لا يمكن أن نتجاوز قضية السلامة أبدا، هذا أمر مهم جدا، وهي مسؤولية أمام الله –تعالى-، ومسؤولية أخلاقية، ومسؤولية قانونية أيضا، كل هذا نعرفه ونقدره.

أخي الكريم: أسأل الله لك العافية والشفاء، والحديث عن الأدوية يطول ويطول، وأريد أن أقول لك أمرا آخر –أخي الكريم أحمد-: أنا لدي نظرية، وأحسب أنها مفيدة، وهي أن عدم القناعة بالدواء، أو التردد في تناوله قد يقلل من فعاليته؛ لأن العوامل النفسية تؤثر على العوامل البيولوجية، والعوامل البيولوجية تؤثر على العوامل النفسية، وهكذا، وكثير من الإخوة المختصين يتفقون معي في هذا الرأي.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأسأل الله أن ينفعك بالدواء، وأن يشفيك، وأنا أشكر لك التواصل مع إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات