أشكو من الخوف الشديد منذ بلوغي فأتلعثم في الكلام وتبرد أطرافي وأرغب بالبكاء فما سببه؟

0 168

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سأبدأ بسرد مشكلتي والتي بدأت منذ أن كنت في (15) من عمري، كنت أصاب بخوف مبهم لا أعلم ما هو؟ وما سببه؟ وكنت أشعر بأن قلبي يؤلمني كمن يتنبأ بوقوع حدث سيء، ولا شيء يحدث، كانت تراودني تلك المخاوف حينما أكون وحدي فقط، استمر الشعور، وكنت أسعى جاهدة لتجاهله، فهو يستمر لبضع دقائق ثم يختفي لأسبوع أو أسبوعين، ثم يعود مرة أخرى.

انقطع الشعور لمدة سنتين تقريبا، والآن عاد للأسف بطريقة أخرى، أصبحت أشعر به وأنا مع الناس، وحين يأتيني هذا الخوف أشعر برغبة في العودة إلى المنزل، والبقاء وحدي، أصبحت أكره الناس، وأشعر بالراحة حينما أكون وحدي، أصبحت أشعر بالبرود نحو أشياء كثيرة كانت تثير اهتمامي في السابق، صرت أفتقر لردود الأفعال، أريد البكاء لكنني لا أستطيع، أرى بأنني أصبحت جدية للغاية، فلا شيء يثير اهتمامي، وحينما أرى البعض يضحك أشعر بسخفهم، وأن الأمر غير مثير للضحك.

علما بأنني خجولة جدا، وحينما أكون مع الغرباء لا أستطيع التصرف وأتلعثم في الكلام، وأشعر برغبة في البكاء، والبرودة في أطرافي، الخوف يقتلني ولا أعلم ماهيته؟ وما سببه؟ ولماذا أشعر به؟

وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Shush حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكرك على الثقة في إسلام ويب، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.
اطلعت على رسالتك بكل تفاصيلها الواضحة جدا، والذي استطعت استنتاجه أنه لديك درجة بسيطة من حالة نفسية تعرف بقلق المخاوف، والذي يظهر لي أن هذا الأمر قد بدأ لديك سن اليفاعة، أي بعد مرحلة البلوغ، وهذه مرحلة حساسة نسبيا؛ لأن هنالك تغيرات نفسية وفسيولوجية ووجدانية وهرمونية تحدث في هذه المرحلة، وهذه التغيرات هي تغيرات طبيعية، لكن بعض الناس قد لا يتجاوزون هذه المرحلة كما هو مطلوب، وقد يحدث لهم ما نسميه بعدم القدرة على التكيف أو التواؤم؛ مما قد يؤدي إلى أعراض نفسية مستقبلية، وأعتقد أن هذا هو الذي حدث لك.

لكن الحالة بسيطة، وبسيطة جدا، وكل الذي أطلبه منك هو أن تكوني أكثر ثقة في نفسك، ألا تقبلي المشاعر السلبية، هل سألت نفسك لماذا تخافين من التواصل مع الناس؟ لماذا هذا التلعثم؟ يجب أن تسألي نفسك، لا تقبلي الشعور دون مناقشة، هذه مشاعر يجب أن ترفض، وأنت –الحمد لله تعالى– لست بأقل من غيرك في أي شيء.

فإذا يجب أن تقيمي نفسك التقييم الصحيح، وفي ذات الوقت تقومي بتطبيقات عملية، أن تجتهدي في مجال أسرتك لتكوني شخصا فعالا ومحبوبا ومفيدا وصاحبة مبادرات، البداية دائما تكون من الأسرة، المهارات تتطور من خلال الفعالية الأسرية، وهذا سوف يفتح لك آفاقا كبيرة جدا، سوف تحسين بالمردود الإيجابي الداخلي، وهذا يؤدي إلى طمأنينة كبيرة، يؤدي إلى ثقة في النفس.

وأنصحك بحسن إدارة الوقت، يجب أن تستفيدي من وقتك بالصورة الصحيحة، ابن علاقات ممتازة مع الصالحات من الفتيات، هذا مهم جدا.

أنت لم توضحي هل أنت لا زلت في مرفق دراسي أكاديمي، أو أنك أكملت تعليمك، المهم بالنسبة لي أن تكون في حياتك أنشطة إيجابية، التعليم لا حدود له، وإن دخلت في محيط العمل فهذا أيضا أمرا مقبولا ويجب أن تطوري نفسك.

اسألي الله تعالى أن يرزقك الزوج الصالح، وارفعي من كفاءتك النفسية والمعنوية،؛ لأن هذا يجلب الزوج الصالح -إن شاء الله تعالى- اسعي في بر والديك، بر الوالدين باب من أبواب الخير العظيمة.

هذا هو الذي تحتاجين إليه، ويمكن أيضا أن تذهبي إلى طبيبة المركز الصحي لتصف لك أحد مضادات قلق المخاوف، هنالك عدة أدوية معظمها بسيطة جدا، وأنت لا تحتاجين لأي دواء لمدة طويلة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات