العادة السرية أثرت علي نفسيا وجسديا، أرجوكم هل من حل؟

0 164

السؤال

مرحبا

أنا مدمن للعادة السرية والأفلام الإباحية، وعمري 24 سنة، وأمارسها منذ أن أصبحت بالخامسة عشرة من عمري، ولم أكن أعرفها ولا أعرف مضارها، ولكن أصحابي علموني إياها، وأصبحت شيئا أساسيا في حياتي اليومية، والآن أصبحت مرهقا ومتعبا، وأصبحت العادة تؤثر سلبا على صحتي، فأصبحت عصبيا جدا وحزينا، وأصبت بالاكتئاب، وفقدت عملي، وأحاول أن أتركها لكنها كالتدخين لا يمكن تركها بسهولة!.

مشكلتي أنه يصبح عندي تشنج وألم في الأسنان قوي جدا عند ممارستها، وحالتي هي ما يعرف بها في علم النفس من نطاق الوسواس القهري، وهي الاستمناء القهري، حيث إني أمارسها وكأنني أعاقب نفسي، وأريد أن أفرغ شهواتي بهذه الطريقة، وللعلم فقد مارست الجنس كثيرا، والآن
-الحمد لله- تبت إلى الله وأصلي، ولكن العادة السرية تقتلني يوما بعد يوم.

منذ 9 سنوات تقريبا وأنا في هذه الحالة، أرجوكم أريد حلا إما بدواء أو بأي وسيلة، لقد تعبت في البحث في الإنترنت عن وجود مثل حالتي، أي عند ممارستها يحصل ألم في الأسنان كلها، وعند الحنك يصدر طقطقة عند فتحه، ويحصل صداع شديد من كثرة الشد على أسناني وأنا نائم، وأكثر الوقت أعصابي متشنجة، أنا أعلم أن مشاكلي بسبب العادة السرية، والحالة النفسية التي وقعت فيها نتيجة العادة، وبعض الصعوبات المعيشية التي أمر بها في حياتي.

أرجو المساعدة وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أشكر لك الصلة مع إسلام ويب.

أيها الفاضل الكريم: أنت تعرف الداء وتعرف الدواء، أنت قمت بتطبيق الداء على نفسك، فلا بد أن تنتقل لمرحلة الدواء، مرحلة الدواء هي: ألا تجد لنفسك مبررا لممارسة هذه العادة السرية القبيحة، وهي ليست سرية حقيقة، شائعة للأسف بين الشباب، الذين يستعجلون شهواتهم والتفريط فيها، ويندمون بعد ذلك إذا عاشوا حياة زوجية، يشتكون ويتأففون وتخيب حياتهم الزوجية وتفشل.

أنت تريد أن تبررها بأنها نوع من الاستمناء القهري، هذا ليس صحيحا، هذا المفهوم مفهوم مغلوط، مفهوم تبريري، يعتمد عليه البعض كنوع من التبرير الاستدراجي لقبول سلوكياتهم الخاطئة، فلا تكن من هؤلاء أيها الفاضل الكريم.

انهض بنفسك، ارتفع بها، ارتق بها، اسم بها، طهرها، وهذا ليس بالصعب، إن كان قد علمك الأشرار هذه العادات القبيحة والأفلام الإباحية فلماذا لا تكون مع الأخيار، وهم كثر، الشباب الصالح، الشباب الفعال، الشباب الذي يبر والديه، الشباب الذي يؤدي صلواته في وقتها في المساجد، الشباب الذين لديهم تطلعات علمية راقية جدا، انتقل لهؤلاء، وتغيير البيئة ليس بالصعب أبدا.

ويقول علماء النفس والسلوك وقبل ذلك السنة المطهرة: أن الانحرافات المسلكية جميعها يمكن أن تصحح من خلال تغيير المكان والأشخاص والأدوات، عليك بهذه الثلاثة، يضاف إليها بر الوالدين، والانشغال بما يفيد في دين أو دنيا، وأن يكون لك خطط مستقبلية.

أنت الآن أصبحت مستعبدا ومستهلكا من خلال ممارستك للعادة السرية ومشاهدة الأفلام الخلاعية، وتركت في نفسك فراغا كبيرا ليهيمن عليك هذا الأمر. أين حياتك؟ أين مستقبلك؟ من أنت بعد خمس أو ست سنوات من الآن؟ هذا يجب أن تضعه نصب عينيك، وعلى ضوء ذلك تضع برنامجا مستقبليا تحدد فيه أهدافك، أهدافك على المدى القصير، أهدافك على المدى المتوسط، وأهدافك على المدى البعيد.

هذا هو الحل، أما بخلاف ذلك فلا يوجد حل أبدا، وقضية التشنج الذي يحدث لك في الأسنان وخلافه: هذه العادة السرية القبيحة يمكن أن تؤدي إلى أي شيء، شاهدت من يصرع حين يمارسها، وأنا لا أبالغ في ذلك، فعليك –أيها الفاضل الكريم– بأن تطهر نفسك، وأنت الذي تستطيع ذلك، ولا أحد أبدا يستطيع أن يقوم بذلك، فـ{إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم}.

انتقل لجانب الحياة المشرقة، ولا تأس على ما مضى، {واستغفر الله إن الله كان غفورا رحيما} {واستغفروا الله إن الله غفور رحيم} {واستغفروا ربكم ثم توبوا إليه إن ربي رحيم ودود}، وانظر إلى حاضرك بقوة، ولا تخف من المستقبل، واعلم أن من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه، واتق الله، وإذا استطعت الباءة فتزوج؛ فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، وإن لم تستطع فعليك بالصوم؛ فإنه لك وجاء، واصبر حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات