أعجبت بقريبتي وأريد الزواج بها وأخاف الإحراج لي ولها.. ماذا أفعل؟

0 252

السؤال

السلام عليكم.

أنا معجب بقريبتي، وأريد أن أتزوجها، عمري 22 عاما، وهي تصغرني بـ 4 أعوام، وقد أخبرت أمي بحبي لتلك الفتاة وعزمي على الزواج منها، فذهبت أمي لها وأخبرتها بإعجابي لها، فخجلت واحمر وجهها بابتسامة، ووضعت وجهها في الأرض، ثم سكتت قليلا من الوقت.

أمي هي التي تخبرني بما حدث، وعندما أخبرتها بطلبي التقدم لها أجابت الفتاة: "إذن هو لم يكن يعاملني كأخته"، فقالت لها أمي: بإذن الله بعد أن تنتهي من دراستك سيتم الزواج، ثم سكتت على ذلك، ومن يومها لاحظت أنها غيرت طريقتها قليلا، يعني أخذت بالها.

أنا لا أعرف هل أتقدم لخطبتها، أم أنها لا تريد الزواج بي؟ لقولها: أني لم أكن أعاملها كأخت، وأنا لا أريد إحراج نفسي، ولا عائلتي، ولا إحراجها هي وعائلتها، فماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

يسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يوفقك لكل خير، وأن يعينك على طاعته ورضاه، وأن يمن عليك بزوجة صالحة طيبة مباركة تكون عونا لك على أمر دينك ودنياك.

وبخصوص ما ورد برسالتك -أخي الكريم الفاضل-: فإن العبرة ليست بالسن، وإنما العبرة بالاستعداد، فهل أنت مستعد الآن أن ترتبط بها؛ لأنها الآن ما زالت تدرس، ولعلك أيضا ما زلت في الدراسة، ولعلك حتى وإن تخرجت قد لا تجد وظيفة خلال هذه الفترة بسهولة، ولذا أرى أن هذا الكلام سابق لأوانه، فلا تشغل بالك به، وركز الآن على مستقبلك، إذا كنت تدرس؛ لأنك إذا كنت متميزا، وكنت ناجحا وموفقا تمناك كل أحد، سواء كانت هذه الفتاة أو غيرها، أما إذا كنت مجرد شخص عاطل عن العمل حتى وإن كنت تحمل شهادة، فإني لا أعتقد أنك ستكون مرغوبا لا من قريب ولا من بعيد.

أنت تعلم أن نسبة البطالة عندكم بالملايين، والعاطلين عن العمل بالملايين، ولذلك أنت لن تختلف عن غيرك في شيء كثير، والذي يفرق بينك وبين غيرك هو نجاحك في إيجاد فرصة عمل مناسبة، وأن تكون قادرا على الكسب والحياة الكريمة، وأن تكون قادرا على تأسيس أسرة وعلى القيام بمسؤولية النفقة، والزواج قبل ذلك كله.

فإذا كنت جاهزا وكانت ظروفك المادية تسمح؛ أرى أنه لا مانع من التقدم لخطبتها، فهذا أمر جائز شرعا، شريطة ألا تطول المدة، حتى لا يفسد الجو بينكما؛ لأن طول فترة الخطبة، أو العقد تؤدي إلى إيجاد المشاكل، هذه المشاكل قد تعصف بالمحبة والمودة والرحمة التي بينكما، فأنصح ألا تتكلم إلا إذا كنت جاهزا، وخاصة أن أمك الآن قد تكلمت كلاما عاما ولم ترد الفتاة بالرفض.

عندما ترى نفسك مستعدا وترى لديك القدرة – بارك الله فيك – على الارتباط فتوكل على الله، أما أن تربط نفسك وأن تربطها بك وتبدأ في الكلام معها وفي الاتصالات التي لا تسمن ولا تغني من جوع، بل قد تؤدي إلى الوقوع في الحرام، فأنا أنصح بعدم فتح هذا الباب، حتى تحافظ على دينك وعلى علاقتك مع الله تعالى، ولا تفقدها؛ لأن طول الانتظار وكثرة التواصل تؤدي أحيانا إلى ظهور مشكلات نحن الآن في غنى عنها، ولذلك أنا أرى أن هذا يكفي جدا، هذا الكلام الذي قامت به أمك، على أن تركز على مستقبلك، وأن تستعد لهذه الحياة، فإن وجدت نفسك جاهزا من كل شيء فتقدم لها رسميا، وسيجعل الله لك فيها نصيبا، ما دامت صاحبة خلق ودين، فأرى ألا تفرط فيها.

أما إذا كان مجرد إعجاب، وهي ليس لها دين ولا خلق، وليس لها من القيم الإسلامية ما يجعلها متميزة، فأرى أن تبحث عن غيرها.

هذا وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات