أحببت فتاة وأريد الزواج منها ولكني لا زلت طالباً، ما نصيحتكم؟

0 135

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا طالب توجيهي وقد أحببت فتاة بل عشقتها، وأريد أن أعمل وأن أتزوجها في السنين القادمة، كيف ألجأ إلى الله؛ لكي يرزقني إياها في الحلال، مع العلم أني كنت أصلي ولكن متقطعا، وعندما أحببت هذه الفتاة بالفعل زادت محبتي لله وتقربت منه، وإني أدعو بكل سجدة أسجدها لوجهه الكريم أن يرزقني إياها.

وإني أصلي قيام الليل وشدتني لهذا الأمر كي أدعو أن تكون من نصيبي، وهي تفعل الأمور التي أعملها، فكيف أجعل الله يستجيب دعائي؟ وكيف أقنع أهلي بالفتاة؟ وكيف أطلب الرزق (المال) من وجهه الكريم؟

شكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ahmad حفظه الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن ييسر أمرك، وأن يشرح صدرك، وأن يوفقك لطاعته ورضاه، وأن يعينك على ذكره وشكره وحسن عبادته، وأن يجعلك من المتميزين المتفوقين، وأن يمن عليك بزوجة صالحة تكون عونا لك على طاعته ورضاه.

وبخصوص ما ورد برسالتك –ولدي الكريم الفاضل أحمد– فإني أحب أن أبين لك أن هذا الذي أحسسته من شعور عاطفي تجاه هذه الفتاة التي تكلمت عنها، فإنه أمر طبيعي في مثل سنك، لأنك بدأت تدخل مرحلة الرجولة، ومرحلة الرجولة معناها اكتمال رغبات الإنسان وتفجر طاقات كانت كامنة بدخول مرحلة الرجولة، فبدأت تعبر عن نفسها، ولذلك هذه السن التي أنت فيها الآن كان الرجال قديما يتزوجون في هذه السن، وكانت البنات يتزوجن في مثل هذا السن، بل وأقل من ذلك، لأنك تعلم أن من علامات البلوغ إنما هو بلوغ الإنسان خمسة عشر عاما، أو الاحتلام، أو نبت شعر العانة، وأنت الآن في الثامنة عشرة، معناه أنك أصبحت رجلا بكل المقادير، على الأقل من خلال ثلاث سنوات، وأصبحت لديك الرغبة للارتباط، ولكن شاء الله تعالى أنك تنظر لهذه الفتاة، فأعجبتك، وملكت عليك قلبك، وأصبحت تفكيرك وشغلك الشاغل.

ولكن تفكيرك بهذه الطريقة أنك تريد أن تعمل وأن تتزوجها في السنين القادمة، أنا أقول: إنها بذلك لن تكون في صالحك، وإنما ستكون ضارة بك ضررا عظيما، لأنك الآن عندما تتقدم لأهلها –ولدي أحمد– ماذا ستقول لهم؟ تقول لهم: (أنا أحمل ثانوية عامة)؟ وهل سيقبل أهلها بك إن كنت تحمل ثانوية عامة؟ هل تتصور ذلك؟ هذا خطر جدا، فتفكيرك بهذه الطريقة ليس تفكيرا صائبا.

أنا أتمنى –بارك الله فيك– أن تترك هذا الأمر جانبا الآن، وأن تركز على مستقبلك، وأن تجتهد وأن تكون متميزا، فأنت الآن تقول أنك في الصف التوجيهي –يعني في الصف الثالث الثانوي– معنى ذلك أمامك حتى تصبح مهندسا أو طبيبا أو محاسبا أو محاميا أو مدرسا، أقل شيء أربع سنوات، وقد تكون أمامك الخدمة الإلزامية العسكرية، تحتاج إلى سنة أيضا، إذا خمس سنوات، وقد تحتاج أيضا إلى فترة تميز فيها نفسك، تحتاج إلى فترة طويلة، فلماذا تربط نفسك الآن بهذه المسألة؟ وأنت تظن أن الله لم يخلق مثلها، وأنك لن تجد مثلها، وهذا ليس صحيحا، هذا فقط لمجرد أنك أحببتها، وكما يقولون: (الحب يعمي ويصم)، أنت مجرد حبك لها لا ترى أنه لا مثيل لها في الكرة الأرضية، وهذا ليس صحيحا –يا ولدي– بالمرة.

إن تفكيرك بهذه الطريقة ليس صائبا وليس موفقا، وإنما أنا أرى أن تغلق هذا الباب نهائيا، وأعتقد أن كلامي قد لا يعجبك، ولكن هو الحقيقة التي ينبغي علينا أن نقولها والنصيحة التي ينبغي علينا في الموقع أن نقدمها.

إن تفكيرك بهذه الطريقة التي وردت في رسالتك تمثل نوعا من الانتحار والدمار لشخصيتك، وهي قد لا تكون الشخصية المناسبة بالنسبة لك كزوجة، قد تكون بالنسبة لك كمحبوبة مناسبة، ولكن كزوجة ليس كل امرأة تحبها تصلح أن تكون أما لأولادك –يا رجل– ولا أن تكون زوجة ناجحة، لأن هناك معايير في الزوجة، الحب والتعلق العاطفي ليست له معايير، فقد تكون المرأة من أقبح الناس منظرا ورغم ذلك تجد هناك من يعشقها ومن يموت في التراب التي تمشي عليه. أما الزوجة فشيء آخر، لأنها شركة طويلة، قد تستمر قرابة عشرين أو ثلاثين أو أربعين أو خمسين سنة، فالزوجة لها معايير قد لا تكون في هذه الفتاة.

ولذلك أنا أرى –بارك الله فيك– أن تحاول الآن أن تتوقف عن الدعاء بهذه الطريقة الآن، وألا تشغل بالك بها، ومن الممكن أن تتفق معها أنكما لا تتكلمان، وأن تظل هي في حالها، وأنت في حالك، على أنك عندما تكون جاهزا تتقدم لها.

أنا أسألك: بالله عليك -ولدي أحمد- هل ترضى أن أختك تحب رجلا وأن يمشي معها ويتعلق بها ثم لا يتزوجها وهو ما زال طالبا ويقول سوف أعمل؟ وأنت تتصور ماذا ستعمل؟ في الثانوية العامة كم ستأخذ في مصر يا رجل؟ خمسمائة جنيه يا رجل لا تستطيع أن تستأجر لك شقة، أتمنى أن تركز على مستقبلك الدراسي، وأن تتوجه إلى الله أن يعافيك من هذه العلاقة، وأن تعتذر لهذه الفتاة، وإن كان لك فيها من نصيب فثق وتأكد أنه لن ينظر إليها أحد، بل ولن تقبل بأحد سواك، إذا كان قد قدر الله لك ومن نصيبك.

ركز على مستقبلك، واجتهد أن تكون إنسانا ناجحا، وستكون ناجحا في اختيار الزوجة في المستقبل، وادع الله بذلك، وركز على مستقبلك –يا ولدي– وكن من الأوائل، عسى الله أن يوفقك.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات