الهلاوس الكاذبة حقيقة مثبتة في علم النفس

0 381

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تحية طيبة: أسأل الله أن يوفقكم ويجزيكم خيرا جزيلا، صحيح أنني ترددت، ولكن أسلوبكم المطمئن شجعني، فلكم كل الود.

أنا أيها الكرام بعمر 27 سنة، لدي مشكلة مقلقة بالنسبة لي نوعا ما، أو قد يكون القلق بسبب جهل المشكلة، وهي أنني قبل الخلود إلى النوم أمر بحالة من الهلوسة الذهنية أي ما قبل الانتقال إلى النوم، أي ليست بحالة الوعي.

وصف الهلوسة: تكون وكأني أتحدث إلى شخص أو مجموعة ذهنيا، وليست نطقا صوتيا، ولا أعلم ما الحديث، أي أنني لا أقوله عن قصد، هي مجرد هلوسة، ولكن في وسط الهلوسة أجد نفسي أقول مثلا: أعطني الملفات, لا هذا الشخص ليس ثقة، ليس تماما إنما من هذا القبيل، ويكون الحديث طويلا.

لا يوجد شيء بحياتي أو في يومي قريب أو بعيد من هذه الأمور, في بداية الأمر كنت أرفع رأسي، وأقول: بسم الله، ماذا كنت أقول أنا؟ ما هذا؟ وهي ليست بشكل يومي، ولم أستطع حصرها، أو أوقن أنها ستكون اليوم، لكن وجدتها تكون في حالات الإرهاق جدا، أو لعدم النوم لمدة طويلة، أو لعدم أخذ قسط كاف من النوم.

علما أني لا أنام ليلا إلا بعض الأيام، فعادتي السهر, وأعتذر منكم، فلأنني غير متزوج قد أسرفت على نفسي سرا.

أيضا لدي أخت، أخبرتها عن الذي يحصل معي منذ مدة قريبة، فقالت أنا أيضا يحدث معي، وكل شيء قالته يحدث معي، وكانت تكتم هذا تخاف من الجنون، وهكذا.

متى جاءتني هذه الحالة؟ عندما تركت التبغ المشبع بالنdوكتين بشكل مفاجئ لوجه الله, والحمد لله، وهي ليست منه، وبعد أسبوعين أو أقل تعرضت لأعراض غريبة جدا، اكتئاب، خوف، هلع، تقلبات غريبة، لا أنام أبدا، أو كانت هي سبب عدم نومي

اختلفت بشكل كبير جدا، لدرجة أحسست أنه الموت، وقد استمرت لشهرين، وتزيد أسابيع، فربما كانت أعراضا انسحابية، ولا أنكر أنها قد تركت تجربة، وأنني إلى الآن أوسوس من الأمراض الخطيرة.

في بداية ظهورها كانت قوية جدا؛ لأني لم أنم بسبب الأعراض والأرق، لدرجة أنني كنت أقرأ القرآن في نفسي، وأنا على الفراش من أجل أن أنام، فجأة أدخل في مرحلة النوم، فأجد نفسي أحرف السورة، وكأني أقرأ تلك السورة، وإذا بي أقول أشياء أخرى, وأركز وأرفع رأسي.

أيضا الهلوسة لا تكون دائما كما ذكرت، أحيانا تكون خفيفة، أو لا أنتبه لها، أو لا تأتي، وسابقا بمجرد ما أضع رأسي وأدخل في وضع اليقضة والنوم تظهر.

بحثت طويلا إلى أن وصلت: أن نقص أحد الفيتامينات يسبب هلوسة، ألا وهو فيتامين (ب12) فأخذته بدون استشارة، اسمه: (Methycobal 500ug) كل يوم حبة.

الحقيقة معه أصبحت لا أطيل البقاء على الفراش دون نوم، ولكن مسألة أن الهلوسة هذه قلت أو خفت، مع هذا الفيتامين، لا أستطيع أن أجزم بها إلى الآن.

هذا وأسأل الله أن يوفقكم وينفع بكم.

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا على كلماتك الطيبة، وثقتك في إسلام ويب، جزاك الله خيرا على رسالتك الرصينة والواضحة جدا.

أنت وصفت ظاهرة معروفة جدا لدينا في الطب النفسي، وهي ظاهرة الهلاوس الكاذبة، أو ما يعرف بشبه الهلاوس، وهي بالفعل تكون في بدايات النوم، أو قبل اليقظة من النوم مباشرة، لكنها تحدث أكثر في بدايات النوم.

هذه الظاهرة –أيها الفاضل الكريم– لم توجد لها تفسيرات كاملة، لكن هنالك نظريات:

أولا: هنالك بعض الأشخاص لديهم قابلية أكثر من غيرهم لحدوث هذه الظاهرة، ويظهر أنه ربما يكون لديك بعض الاستعداد أو ما يسمى بالظروف المهيأة، يعني أن بناءك النفسي وشخصيتك وبناءك الجيني جعلك أكثر قابلية لهذه الحالة، وبما أن أختك الكريمة تعاني من نفس الشيء فهذه النظرية مقبولة في حالتك، لكن هذا لا يعني أن هنالك إرثا مباشرا، لا يعني (مثلا) أن الموضوع سوف يؤثر على ذريتك أو شيء من هذا القبيل، هو مجرد نوع من الاستعداد للحالة لدى بعض الأشخاص.

ثانيا: هذه الحالات مقترنة بالقلق النفسي، أو الإجهاد الجسدي والنفسي، أو الانفعال الوجداني الشديد، هذه الحالات نشاهدها في هذه المواقف وبكثرة.

ثالثا: أعتقد أن انقطاع النيكوتين في حالتك له بعض التأثير، فالانقطاع المباشر من النيكوتين –وإن كان أمرا إيجابيا إلا أنه قد– يؤدي إلى بعض الارتدادات السلبية، ومنها الشعور بالقلق، وهذا القلق يمكن أن يكون قلقا مبطنا وداخليا، اضطرابات النوم أيضا مشهورة جدا، وهذه الحالات تختفي بعد أسبوعين إلى ثلاثة من التوقف من النيكوتين.

إذا –أيها الفاضل الكريم– العوامل التي تؤدي إلى هذه الحالة واضحة، وأنا أؤكد لك أنها ليست من الجنون، أنها ليست مرضا نفسيا، هي مجرد ظاهرة، ونحن كثيرا ما نسأل عنها (طلاب الطب وكذلك الأطباء المتدربين).

العلاج –أخي الكريم– يتمثل في الآتي:

أولا: تجنب تناول الأطعمة الدسمة ليلا أو في وقت متأخر، وكذلك التوقف عن تناول الشاي والقهوة والشكولاتة والأجبان بعد الساعة السادسة مساء.

ثانيا: الحرص على أذكار النوم، وأن تكون في حالة استرخائية ذهنيا ونفسيا.

ثالثا: الرياضة يجب أن تأخذ حيزا كبيرا في حياتك، وكذلك تمارين الاسترخاء، ولتطبيق تمارين الاسترخاء يمكنك أن ترجع لاستشارة بموقعنا تحت رقم (2136015).

رابعا: كن معبرا عن ذاتك، ولا تحتقن داخليا، لأن التفريغ النفسي يساعد كثيرا في عدم ظهور هذه الظواهر.

أخيرا أخي الكريم: تجنب النوم النهاري تماما، وأعتقد أنه من الممكن أن تتناول أحد مضادات القلق البسيطة لمدة أسبوعين أو ثلاثة، أنا أعرف أن الحالة لا تأتيك دائما، لكن بناء قاعدة علاجية كاملة يسهل في زوالها تماما، هي قد تختفي تلقائيا مع مرور الزمن.

عقار (جنبريد genprid) والذي يعرف أيضا تجاريا باسم (دوجماتيل Dogmatil) ويسمى علميا باسم (سلبرايد Sulipride) سيكون مفيدا جدا، تناوله بجرعة كبسولة صباحا ومساء لمدة أسبوعين، ثم كبسولة مساء لمدة شهر، ثم توقف عن تناوله.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات