أعاني من ثقل ورفرفة وسط الصدر ممزوج بهلع.. ما تشخيص حالتي؟

0 431

السؤال

سلام عليكم دكتور

أنا أعاني من شعور رهيب وهو صعب الوصف، أنا لا أعاني من سعال ولا من تعب، وفحص cbc كان ممتازا -ولله الحمد- لذلك استبعدت أمراض الرئة، وأنا شاب وعمري 23 سنة، لذلك استبعدت أمراض القلب، فما هو سبب شعوري بإحساس غريب وكأنه ثقل وسط الصدر؟ مع الشعور برفرفة في وسط الصدر في المنطقة العليا تحديدا تحت الحلق، مع تحول هذه الرفرفة إلى شعور غريب ومزعج جدا ينتقل عبر الرقبة إلى الدماغ، فأصاب بتسارع في النبض.

هذه الرفرفة عبارة عن شعور غريب ممزوج بالهلع، مع أنني لست خائفا، أنا منذ فترة أصبت فجأة بأعراض تبين أنها وسواس مرضي، ولم أذق طعم الراحة منذ شهرين، كما أنني أشعر بألم عندما أضغط على جدار الصدر.

أشعر بذلك الشعور الغريب على شكل نوبات، حيث أنه لا يلازمني طوال الوقت، فما هو تشخيصي -يا دكتور- أطال الله بعمرك.

وللملاحظة: أنا أعاني من نوبات ارتجاع حموضة، يمكن مرة بالأسبوع ولكنني آخذ دواء.

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ahmad حفظه الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أحيانا بعض الناس لديهم استعداد تكويني ربما يكون وراثيا أو مستمدا من البناء النفسي لشخصياتهم، هؤلاء الأشخاص يكون لديهم استعداد للقلق، والقلق قد يظهر ويتجسد ويتمثل في عدة أشكال، هنالك من يكون قلقه قلقا واضحا وظاهرا: توتر، خوف، وشيء من هذا القبيل. بعض الناس قد تأتيهم مثلا أمراض عضوية بسيطة جدا، مثل نوبات الرشح والبرد، أو ألم عضلي بسيط، هذا يتضخم ويتجسد لديهم -ونسبة لنفوسهم القلقة- بعد أن تختفي آثار البرد تماما تظل بعض الأعراض لديهم، لأن القلق قد تسلط عليهم، والتوتر النفسي يؤدي إلى توتر عضلي، والعكس صحيح. أنا أعتقد أن حالتك هي على هذا النموذج.

الثقل في الصدر مع الشعور برفرفة وسط الصدر: هذا ناتج من انقباضات عضلية بسيطة، والصدر هو مركز القلب، والناس تخاف من أمراض القلب، حتى وإن لم يفصحوا بذلك، أو حتى إن لم يحسوا به، كفكر مسيطر، على مستوى لا شعور الناس تتخوف من هذه الأمراض؛ لذا قد تحدث انقباضات عضلية بسيطة في منطقة الصدر، وقد تكون هنالك بوادر حموضة بسيطة جدا في المعدة، هذه أيضا تتضخم كعرض يسبب الكثير من الخوف للناس.

إذا حالتك –أيها الفاضل الكريم– هي أحد هذه الحالات، وهي حالة (نفسوجسدية) أي أن القلق النفسي البسيط –وهو دائما يكون قلقا مقنعا، أي غير ظاهر على المستوى النفسي، إنما يظهر في شكل عضوي –هو الذي أدى على شعورك بالضغط على جدار الصدر وعدم ارتياحك وموضوع الرفرفة.

أنا متأكد جدا من هذا التفسير، وأرجو أن تقتنع به. أنا لا أهول لك من هذه الأعراض، هذه الأعراض مزعجة، لكنها ليست خطيرة، ليست عضوية، وللتغلب عليها أريدك أن تمارس الرياضة، الرياضة من أفضل أنواع علاج الحالات النفسوجسدية من هذا النوع.

الأمر الثاني: اجعل لحياتك معنى، اشغل نفسك بما هو مفيد، نظم وقتك، عليك بالنوم المبكر، عليك بالصلاة في وقتها، أن تكون لك مشاريع عمر، مشاريع مستقبلية، ما الذي تريد أن تقوم به؟ أن تتواصل اجتماعيا، أن تكون فعالا في أسرتك، أن تبني صداقاتك، أن تكثر من القراءة والاطلاع، وهكذا... هذا يسمى بصرف الانتباه التام عن الأعراض النفسوجسدية.

وأيضا من تجاربي -بفضل الله تعالى– وجدت أن الذين يعانون من هذه الأعراض النفسوجسدية سيكون من الأفضل لهم مراجعة طبيب يثقون به، كطبيب الأسرة مثلا، مرة واحدة كل ستة أشهر، من أجل إجراء الفحوصات العامة: التأكد من مستوى ضغط الدم، التأكد من مستوى الهيموجلوبين، السكر، والكلى والكبد والفتيامينات، وهكذا... هذا أيضا وجد أنه يمثل دافعا نفسيا إيجابيا جدا، فيمكنك أن تنتهج هذا المنهج.

ومن المهم جدا –أيها الفاضل الكريم– أيضا أن تكون معبرا عن ذاتك، لا تحتقن، لا تكتم، لأن التعبير عن الذات فيه تفريغ للنفس، والاحتقانات النفسية الداخلية تؤدي أيضا إلى توترات عضلية مما يظهر في شكل ثقل أو وخز في الصدر أو شيء من هذا القبيل.

أعتقد أن هذه التفسيرات واضحة، وأيضا لو تناولت دواء مضادا للقلق مثل عقار يعرف باسم (ديناكسيت Denaxit) وهو متوفر في الأردن، بجرعة حبة واحدة يوميا لمدة شهرين، أعتقد أن ذلك سوف يفيدك كثيرا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات