وسواس الانتحار يخيفني خاصة مع احتقاري لنفسي!

0 264

السؤال

السلام عليكم

جزاكم الله خيرا علي موقعكم الرائع ومجهودكم المميز، نفع الله بكم الأمة.

أعاني من تكرار كلمة (أريد أن أنتحر) أكثر من 20 مرة في اليوم الواحد، لا أتحكم في نفسي عندما أقولها، وإنما يعرض لي عند تذكر أي موقف لم يعجبني تصرفي فيه، وغالبا كل مواقفي كذلك، حتى إن بعض هذه المواقف قد حدثت عندما كنت في الثامنة مثلا، هذه الذكريات تعرض لي في ذهني رغما عني، تشتتني عن مذاكرتي وأثناء صلاتي، والمشكلة أنني أنطق بكلمة أريد أن أنتحر بصوت عال بدون قصد، أجدها تخرج من فمي بصوت يسمعه من حولي، وأحيانا أقولها في قاعة الدراسة أو وسائل المواصلات، ولا أستطيع دفعها!

بدأ هذا منذ أن أكثر من عام، ولكني الآن صرت أتخيل جميع وسائل الانتحار، وأتخيل نفسي أقوم بإحداها، وأحيانا أكون في شرفة مرتفعة فأتخيل أني ألقي نفسي خارجها.

لا أتحكم بكل هذه التخيلات، ولكني أخشى أن أنفذها بدون تحكم كما تخرج الكلمات مني دون تحكم، ةأحس أني مدفوعة مجبرة على قولها.

مشكلتي أني غير راضية عن تصرفاتي، وأهين نفسي دائما وأنعتها بأسوأ الأخلاق بصوت مرتفع وبذات الآلية، لا أجد سببا لما يحدث لي لأني -وبفضل الله- محبوبة من أهلي وأصدقائي، ويكثر هؤلاء مدحي فأخجل كثيرا، وعندما أتذكر مدحهم أحتقر نفسي وأنطق بالجملة المعهودة (لا بد أن أقتل نفسي اليوم) أريدكم أن تطمئنوني أني لن أنفذ هذه الفكرة السوداء وتسوء خاتمتي.

أصبت بوسواس في العقيدة قبل سنتين أو ثلاث، عانيت معه كثيرا دون علاج نفسي، وما إن انتهى حتى بدأ وسواس الموت، والآن أخاف أن أقتل نفسي، وصارت الوساوس تعطلني عن المذاكرة، لأني ما إن أمسك الكتاب حتى أتذكر مواقفي التي لا تعجبني ولو حدثت من عشر سنوات، ثم أردد (أريد أن اقتل نفسي) بعد أن أنهي المذاكرة، كما أن طبيعة حياة الدراسة أني أشارك زميلاتي الغرفة وقاعة الدراسة، ودائما ما أنطق بالجملة بصوت عال وأخشى أن يسمعنني، كما أخشى أن يسمعني أهلي عندما أكون في غرفتي في المنزل وأنطق بها، فلست أعتقد أن أحدهم سيفهم ما أعانيه.

الوساوس الماضية كانت تقل عندما أبدأ شيئا جديدا، فقد قلت في بداية امتحانات الثانوية العام السابق، ولكن سرعان ما عادت، ثم قلت عند التحاقي بالجامعة في بداية هذا العام، ولكني الآن أسوأ مما كنت عليه في السابق، يتعذر علي الذهاب لطبيب نفسي لأن أهلي لن يتفهموا الوضع.

أعتذر عن الإطالة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حسناء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

وساوس المناداة التي تأتيك هذه، وهي قولك (أريد أن أنتحر بصوت عالي) هي وساوس قهرية، وبفضل من الله تعالى الوساوس لا تطبق ولا تنفذ أبدا، هذه وساوس قبيحة، وأعرف أنها تعكر مزاجك وتؤدي إلى مشاعر سلبية.

الوسواس يعالج من خلال الاحتقار التام، وفي حالتك يجب أن تستبعدي كلمة (أريد أن أنتحر) وتستبدليها بكلمة (أريد أن أحيى وما أجمل الحياة) كرري هذه دائما في خيالك، وفي ذات الوقت لا تحاوري الفكرة الوسواسية القبيحة التي تأتيك.

أيضا اصرفي انتباهك من خلال التركيز على تمارين الاسترخاء، حين تكون الفكرة ملحة عليك خذي نفسا عميقا مثلا، واجعلي انتباهك في فكرة أخرى أو عمل آخر.

أنت من الواضح أنه لديك قابلية للوساوس، حيث إنه في وقت سابق قبل سنتين أو ثلاث كانت لديك وساوس في العقيدة، ويعرف تماما أن الوساوس لدى 40% من الناس تتغير محتوياتها ومفاهيمها بمرور الأيام.

هذه الفكرة – أي فكرة أريد أن أنتحر بطبعها الوسواسي – سوف تزول كما زالت عنك وساوس العقيدة -إن شاء الله تعالى- وأعتقد أنك ربما تكونين قد قرأت شيئا عن الانتحار أو سمعت عنه أو شيئا من هذا القبيل، ولذا تكونت لديك هذه الفكرة السوداوية. أنت -إن شاء الله تعالى- لن تنتحري أبدا، هذا فكر وسواسي وليس أكثر من ذلك.

بصفة عامة حاولي أن تنامي مبكرا، وأن تمارسي شيئا من الرياضة، واجتهدي في دراستك، وتواصلي اجتماعيا، ولا تجلسي لوحدك، واسعي لبر والديك، وهذا كله -إن شاء الله تعالى- يفيدك كثيرا.

أنت – أيتها الفاضلة الكريمة – طالبة بكلية طب الأسنان، وأريدك أن تقابلي أحد أساتذة علم النفس أو أحد الأطباء النفسيين، وهذا الأمر سهل جدا، لأنك تحتاجين لأحد الأدوية المضادة للوساوس، وهي كثيرة جدا، عقار يعرف تجاريا باسم (فافرين Faverin) ويعرف علميا باسم (فلوفكسمين Fluvoxamine) سيكون دواء ناجعا وفاعلا جدا في حالتك.

تحدثي مع أهلك، وأنا على ثقة تامة أن لا أحد سوف يرفض لأنك تحتاجين بالفعل للعلاج، وهذه الحالة يمكن احتواؤها، ويمكن علاجها بسهولة شديدة، فتواصلي مع أحد الأطباء النفسيين في كلية الطب.

مواد ذات صلة

الاستشارات