ابتعدت عن صديقتي لسوء أخلاقها، فها أخطأت؟

0 261

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة غير متزوجة، لي صديقة طلبت مني المساعدة في مشكلة تعرضت لها، حيث أنها كانت على علاقة مع شاب عن طريق الإنترنت، وكانت تتكلم معه بالكاميرا، ثم تابت إلى الله وتركت ذلك الشاب، إلا أنه أصبح يهددها بالفضيحة إذا لم تعد للعلاقة معه، واكتشفت أيضا أن ذلك الشاب على علاقة بفتاة أخرى زميلتنا في الجامعة، وقد تعرف عليها عن طريق حساب صديقتي على الفيس بوك، والتي أبلغتني بكل القصة بعد أن أصبح ذلك الشاب يهددها.

واجهت صديقتي بتهديد ذلك الشاب لزميلتنا الثانية، وأنه كان يقول لها نفس الكلام الذي يقوله للفتاة الأولى، إلا أنها حلفت بأنها لم تذكر له شيئا عن زميلة الجامعة، ولم تكن تعلم بأنه يهدد تلك الفتاة كما يهددها، ولكنني لم أصدقها، وأعتقد بأنها هي التي أرسلت صور تلك الفتاة للشاب لكي تفضحها، لأنني ذات مرة أمسكت هاتفها المتنقل ووجدت لها صورا عارية فيه، فأيقنت بأنها إنسانة ليست جيدة فتركتها، ولم أعد أتكلم معها حتى اليوم، فهل أخطأت في تصرفي، أم يجب علي تركها والابتعاد عنها؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ sara حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله -جل جلاله- بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يغفر ذنبك، وأن يستر عيبك، وأن يتجاوز عن سيئاتك، وأن يجعلك من الصالحات القانتات، وأن يجنبك الفواحش ما ظهر منها وما بطن.

وبخصوص ما ورد بهذه المشكلة التي تتعلق بصاحبتك، فأنا أرى فعلا أن بعدك عنها خير، لأنها بهذه الطريقة ليست جيدة، وليست واعية، وقد تسبب لك أيضا إحراجا، ولا يستبعد أيضا أنها إذا كانت لديها صور لك أن ترسلها لأي أحد، كما أنها صورت نفسها بدون ملابس، وهذا أمر لا يليق، ولا ينبغي لفتاة مسلمة أبدا أن تفعل ذلك مع شيطان من شياطين الإنس، مهما كان قربه منها أو تعلقها به، ولذلك أنا أرى أن تنصحيها أولا، وأن تبيني لها خطأ ما فعلته، وأنها بذلك تعرض نفسها لغضب الله وعقابه، وأن هذا الولد فعلا قد يسبب لها إزعاجا عظيما إذا لم تتب إلى الله -تبارك وتعالى-، وحاولي أن تعتزليها، من باب أنها لا تصلح أن تكون صديقة لك، إلا إذا كنت ترين أن في وقوفك معها، ووقوفك إلى جانبها، سيكون تثبيتا لها على التوبة وإبعادا لها عن المعصية.

فانظري في الأمر -بارك الله فيك- إذا كان ارتباطك بها، أو وقوفك معها سوف يساعدها على أن تكون إنسانة صالحة، وأن تكون إنسانة عفيفة، وأن تترك هذا الفساد، وأن تحاول أن تهتم بما يعود عليها بالنفع في أمر دينها ودنياها، فأنا أرى أن تظلي معها، أما إذا كانت فقط تريد أن تخرج من هذه الورطة التي هي بها، ولا تريد أكثر من ذلك، وأنها إنسانة مهملة، وأنها إنسانة لا تبالي بالدين، ولا تبالي بالأخلاق والقيم، فأنا أرى أن تبتعدي عنها، لأن هذه الأخلاق تصيب الإنسان بالعدوى، والإنسان إذا صار مع إنسان سيئ السمعة قد يسيء الناس الظن به، وهذا ما أخبرنا عنه النبي -صلى الله عليه وسلم- بقوله: (لا تصاحب إلا مؤمن، ولا يأكل طعامك إلا تقي)، وقال أيضا: (المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل)، وقال: (مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير)، والعرب يقولون: (الصاحب ساحب)، والناس يقولون أيضا: (الطيور على أشكالها تقع).

فإذا كانت سيئة فإن الناس سيحكمون عليك بأنك مثلها، حتى وإن لم تكوني مثلها، فأقول: إذا كانت فعلا ستظل على هذا الوضع، أو أن سمعتها قد تلوثت في المحيط الذي توجدون فيه -خاصة في الجامعة- فأرى أن تبتعدي عنها، أما إذا كان الأمر قد انتهى، وأنها نادمة وأنها حريصة على ألا تفعل ذلك، فقفي معها حتى تتجاوز هذه المحنة، وأسأل الله أن يسترك ويسترها، وأن يغفر لنا ولك ولها وللمسلمين أجمعين، إنه جواد كريم.

هذا وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات