عزلة وأفكار سيئة أصابتني بالخمول والكسل، ما الذي أعاني منه؟

0 94

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في البداية أود أن أشكر جميع القائمين على هذا الموقع العظيم، وبالأخص الدكتور محمد عبد العليم، بارك الله لكم، وجزاكم كل خير.

أرجو ألا أطيل على حضراتكم في وصف أعراضي، أنا شاب عمري 20 سنة، منذ الصغر أشعر بأني مختلف دائما عن الآخرين في كل شيء، عانيت من ضغوط نفسية وعاطفية في حياتي، أوصلتني هذه الضغوط إلى الوسوسة الدائمة، والخوف من أقل الأسباب.

منذ 6 شهور تقريبا شعرت أن حياتي تغيرت عن السابق، فأصبحت كسولا وخاملا وفاقدا لمتعة هوياتي المفضلة، بالإضافة إلى حب العزلة، ومع الأيام تطور الأمر، وأصبحت أنام بصعوبة بعد تفكير دائم، وكأن شيئا يقول لي: لا تنم.

مع الوقت أكثر تطورت الأمور للأسوء، وأصبحت أفكر في أشياء غريبة تتعلق بالذات، مثل التفكير في أني لست موجودا، أو لماذا خلق الله هذا الكون؟ وأفكار غريبة تشكك بوجودي في الحياة، مع طنين في الأذن.

أعلم أن كل هذه الأفكار غير حقيقية، وأنا على يقين بذلك، أحيانا أنجح في تجاهلها تماما بإشغال تفكيري في شيء آخر، وأحيانا أفشل ويتقلب مزاجي للأسوء.

أرجوكم ساعدوني حياتي في طريقها للضياع، ولا أعرف ما هو التشخيص والعلاج الحقيقي لحالتي؟ هل هو قلق نفسي يتطور؟ أم فصام أم وسواس قهري!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أقول لك وبصورة قطعية: إن الذي تعاني منه هي وساوس قهرية، نوعية التساؤلات التي تطرح نفسها عليك هي تساؤلات وسواسية وليست فصامية، هذا أرجو أن أؤكده لك.

وأنت فيما مضى اشتكيت من شرود الذهن وقلة التركيز، وهذا مرتبط قطعا بالوساوس القهرية؛ لأن الوساوس لها مكون رئيسي يتمثل ويتجسد بوجود القلق النفسي، ويعرف أن القلق النفسي هو من أكبر مسببات شرود الذهن وضعف التركيز.

أيها الفاضل الكريم: أنا في هذه المرة أحبذ أن تذهب إلى طبيب نفسي، ومصر - الحمد لله تعالى – عامرة بوجود أطباء متميزين.

حالتك بسيطة، ليست معقدة، وأنا أعرف أنك إذا لجأت لتجاهل لهذه الوساوس، وحاولت أن تملأ فراغك بصورة صحيحة وإيجابية؛ هذا قد يساعدك، لكن سيظل شيء من هذه الشكوك والوساوس لديك، لذا الذهاب للطبيب مهم ومهم جدا، وأنت لا تحتاج لمتابعة طويلة، فاذهب – أيها الفاضل الكريم – ودع الطبيب يؤكد لك ما ذكرته لك من تشخيص، وتوجسك حول الفصام، إن شاء الله حول هذه الحالة - أي بعد أن تقابل الطبيب - سوف ينتهي تماما.

إجابتي لرسالتك أعرف أنها سوف تطمئنك بعض الشيء، لكن الأفكار الاضطرارية سوف تعاودك مرة ثانية، أما من خلال المباشرة النفسية الإكلينيكية المباشرة من خلال هذه المقابلة -إن شاء الله تعالى- فسيقضى تماما على هذا الفكر الوسواسي وتطمئن، وقطعا الأخ الطبيب سوف يصف لك أحد مضادات القلق والوساوس.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات